تحقيقا للأهداف الاقتصادية والاجتماعية للثورة المصرية، والتي وضعت القضاء على البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية كأحد أهم أهدافها، وفي إطار البرنامج الاقتصادي للحكومة المصرية والتي تهدف إلى تحسين معدلات النمو الاقتصادي لتصل إلى 3.5% العام القادم ونصل إلى متوسط 7% عام 2022، وتهدف أيضا لجذب استثمارات جديدة تبلغ 167 مليار جنيه تساهم الحكومة منها بحوالي 100 مليار قبل نهاية العام المالي الجاري، كل ذلك لتحقيق هدف أسمى وهو خلق فرص عمل جديدة لكل طبقات الشعب المصري تصل إلى 800 ألف فرصة. تم توقيع اتفاقية بين شركة سيدر بريدج وهي إحدى صناديق الاستثمار العربية ومجلس التدريب الصناعي التابع لوزراة الصناعة والتجارة الخارجية للبدء في تنفيذ مشروع "تمكين" لتدريب وتشغيل مليون شاب مصري خلال سبع سنوات برأسمال قدره 100 مليون يورو مشترك بين الحكومة والمستثمر خلال الثلاث سنوات أولى.
كما قامت سيدر بريدج بالتوقيع على أربعة اتفاقيات مشاركة مع أهم جهات التدريب والاعتماد الدولية لتدريب الشباب وتأهيلهم للعمل داخل وخارج مصر وهي: هيئة فيستو الإيطالية للتدريب على ميكنة الصناعة وتوف نورد الألمانية في مجال المقاولات والزراعة وبيرسون الإنجليزية في مجال تدريب وتأهيل المعلمين، وأخيرا بلاتو التركية في مجالات الصحة والإعلام وعدد من التخصصات الصناعية.
اتفقت الحكومة مع شركة سيدر بريدج على عدد من المبادئ والسياسات أثناء تنفيذ البرنامج وهي: المبدأ الأول: معايير اختيار المتدربين التي يجب أن تتسم بالعدالة والموضوعية والتغطية الجغرافية للمتقدمين لتشمل كافة محافظات مصر، وأن يتم الاختيار فيها على أساس الكفاءة والملاءمة للوظيفة المتاحة.
المبدأ الثاني: سياسة توظيف خريجي برامج المشروع سواء داخل مصر أو وخارجها، وهي سياسة تهدف بشكل أساسي الي احترام كرامة المواطن المصري لأقصى درجة وضمان حقوقه وحقوق صاحب العمل في نفس الوقت عن طريق تعاقد واضح الشروط والمعالم قبل بدء العملية التدريبية.
المبدأ الثالث: وهو توجيه التدريب نحو القطاعات الإستراتيجية بالنسبة لسوق العمل في مصر مما يساهم في تحقيق معدلات التنمية الصناعية التي نستهدفها خلال الفترة القادمة.
المبدأ الرابع: وهو تغيير الصورة الذهنية عالميا عن العمالة المصرية والتي يراها البعض أحيانا بشكل سلبي وترسيخ فكرة جديدة أن العامل المصري هو عامل صاحب مهارة، يمتلك شهادة معترف بها دوليا، عامل منتج ومبدع في أن واحد، وهي صورة تحتاج الكثير من العمل الاستثمار في التدريب ليس فقط التدريب الفني، ولكن التدريب المتصل بالسلوكيات ومهارات الاتصال واللغات.
وسيتم اختيار وتدريب أول دفعة من المشروع خلال الشهر القادم والانتهاء من تدريبهم في شهر مارس وعددهم 700 للعمل في إحدى المواني السعودية، وكذلك البدء في تدريب 1000 شاب في يناير القادم وتخريجهم في إبريل لالحاقهم بالعمل في أحد مصانع قطاع الصناعات الهندسية في مصر .