خيم الحزن على أهالي مدينة دمنهور ومنطقة الأبراج، بعد أن لقي إسلام مسعود مصرعه في الأحداث الدموية التي تشهدها المدينة، بين المعارضين والمؤيدين للإعلان الدستوري، لليوم الثالث على التوالي. وأكد محمد بدر، خال شهيد البحيرة، أن إسلام ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومتدين ويناضل للدفاع عن أعضاء جماعته من شباب الإخوان بدمنهور، بعد تعرض البلطجية لهم طيلة الأيام الماضية.
وقال: "إن الشهيد رفض طلب والدته بالبقاء في المنزل وعدم الخروج، بسبب الأحداث الدامية التي تشهدها المدينة"، مؤكدا لها أنه لا يستطيع أن يترك إخوانه في هذه الظروف الصعبة، التي تكالبت فيها كل الدنيا عليهم.
وأضاف، أن الشهيد جهز الطعام لوالدته بسبب مرضها، وتركها ونزل ووقف بالصفوف الأمامية بجانب أعضاء الإخوان في وجه البلطجية المندسين وسط المتظاهرين، للدفاع عن مقر الجماعة الرئيسي بميدان الساعة بدمنهور.
وتابع، "إسلام رفض ترك الصف الأمامي في الدفاع عن المقر، لمن هم أكبر منه، رغم أنه لا يحمل بيده أي شيء، إلا أنه وقف قويا حتى هاجمهم البلطجية بالحجارة والمولوتوف والشوم، فسقط مغشيا عليه بعد أن تلقى 3 ضربات بالحجارة، مما تسبب في إصابته بنزيف في المخ".
وأوضح، أن أصدقاءه حاولوا إفاقته، ولكن قال لهم قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، (قولوا لماما تسامحني)، ولقي مصرعه في الحال.
وشدد على، أن شهيد دمنهور قتل على يد البلطجية، وليس على يد الإخوان، كما يدعي البعض، مضيفا أنه ليس بلطجيا مأجورا، كما قال عنه الإعلامي عمرو أديب، الذي قررنا مقاضاته على ما قاله في حق إسلام.
وقال أحمد مسعود، شقيق الشهيد، وأحد أعضاء حزب الدستور بالبحيرة، إنه لم يكن متواجدا بجانب شقيقه وقت استشهاده، وإنما سمع من زملائه أن إسلام قتل على يد الإخوان أنفسهم، متسائلا: "كيف يقبل الإخوان من الأساس أن يقوم طفل عنده 15 سنة بتأمين مقرهم؟".
وأضاف، أن أصدقاء الشهيد، أكدوا له أنه كان يقف معهم بجانب أمن الدولة، ثم رشقه أحد البلطجية بحجارة جاءت له في القصبة الهوائية، وظل ينزف دما من فمه حتى وصل إلى مستشفى دمنهور العام، ثم فارق الحياة.
وتابع، أن بعض أصدقائه المقربين رووا له قصة أخرى، حيث أكدوا أنه كان يقف معهم ضد الإخوان، ثم فوجئوا بمجموعة من الإخوان تسحبه إليهم بقوة، وأقسموا لهم بنبرات التهديد انه لن يرجع لهم ثانية، ولكنه في النهاية لا يعلم الحقيقة إلا الله.
ووجه شقيق الشهيد رسالة إلى الإعلامي عمرو اديب، قائلا: "اتق الله، مفيش بلطجي عنده 15 سنة، اتق الله وحسبي الله ونعم الوكيل فيك، وفي كل من يتاجر بدم أخي".
ودشن أصدقاء شهيد دمنهور صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، باسم "كلنا إسلام مسعود"، قالوا فيها: "خرجنا لنبني الحرية بأجسادنا، خرجنا لنتمسك بالنور الذي يخرج من السماء، وها أنا الآن ألتف حولى الشعاع، وآخذني معه للسماء.. توقيع الشهيد إسلام مسعود".