سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الإعلان الدستورى» يقسِّم الفريق الرئاسى بين مؤيد ومتحفظ ومستقيل أعضاء الفريق منقسمون: العريان وعمران وعلى يؤيدون.. وعبدالفتاح والصياد يتحفظان.. ومرقص وسكينة فؤاد يستقيلان رفضًا
اجتمع رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى ظهر أمس مع فريقه المعاون الذى يضم 17 مستشارا وأربعة مساعدين بقصر الاتحادية بمصر الجديدة؛ لبحث سبل الخروج من الأزمة الناجمة عن الإعلان الدستورى الجديد. وقبل اجتماع الفريق الرئاسى، الذى لم يكن قد انتهى حتى مثول الجريدة للطبع، بدا لافتا تباين ردود أفعال الفريق على الإعلان الدستورى الجديد الذى أصدره الرئيس وحصن بموجبه ما يصدر عنه من قرارات وإعلانات دستورية.
ففيما أكد فيه بعض المستشارين المحسوبين على التيار الإسلامى أنه يلبى طموحات الشارع المصرى، وأنه محطة من محطات الثورة المصرية، أعرب آخرون من المحسوبين على التيار المدنى عن اعتراضهم وتحفظاتهم إزاء «تحصين قرارات الرئيس»، فى الوقت الذى فضل فريق ثالث تقديم استقالتهم من الفريق الرئاسى. ففى تصريحات إعلامية سابقة، قال سيف عبد الفتاح مستشار الرئيس، أنه من الأفضل تعديل الإعلان الدستورى، وذلك عن طريق إصدار مذكرة توضيحية وليس إلغاءه بالكامل، كما أبدى عبد الفتاح تحفظه على صناعة القرار بعيدا عن مستشارى الرئيس وكذلك على تحصين الرئيس لقراراته الأخيرة من أى طعن قضائى بموجب صلاحية التشريع التى يحوزها حاليا.
واعتبر أيمن الصياد عضو الفريق الاستشارى أن إصدار الرئيس لإعلان دستورى مكمل يتضمن إجراء انتخابات لمجلس الشعب بحيث تذهب السلطة التشريعية إلى برلمان منتخب، ويصبح الرئيس مسئولا فقط عن السلطة التنفيذية ستكون «فكرة ممتازة»، بحسب ما صرح به لوكالة الأناضول التركية الرسمية تعليقا على آراء خبراء سياسيين بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة للخروج من الأزمة الراهنة، وكان الصياد قد أكد فى تصريح سابق له قال عبر تويتر أنه:«لم تجر استشارتنا أو أنا على الأقل، فى الإعلان الدستورى أو فى نصوصه.. وقلت بوضوح إننى أتفهم الهدف وأرفض الوسيلة».
وقال الصياد إن اجتماع الهيئة الاستشارية ل«بحث حلول لأزمة نلمس خطورتها؛ لأننا لايمكن أن نسمح للوطن أن يتفكك هكذا».
أما الفريق المؤيد «بقوة» لقرارات الرئيس مرسى من مستشاريه فيأتى فى مقدمتهم الدكتور عصام العريان مستشار الرئيس للشئون السياسية، ودكتور أحمد عمران مستشار الرئيس للشئون المجتمعية، والدكتور أيمن على مستشار الرئيس لشئون المصريين فى الخارج.
ودافع عمران عن الإعلان الدستورى الجديد، قائلا ل«الشروق»: «أن التحليل والتدقيق فى ما أعلنه الرئيس نستطيع أن نقف على تنفيذ حزمة من القرارات الثورية التى لطالما بُح صوت المصريين للحصول عليها، والتى تتمثل فى تحقيق محاكمات عادلة وقوية تليق بحق الشهداء وتستطيع أن تثأر لهم وتحاسب قاتليهم».
ومن جانبه، قال أيمن على «للشروق» إن الإعلان الدستورى الجديد هو محطة جديدة من محطات الثورة المصرية»، مضيفا «كل التأييد لقرارات مرسى التى انتصرت للثوار، وانتصرت للاستقرار، وأحيت الأمل فى نفوس كادت تيأس استبطاء لخطوات الإصلاح، ولا عزاء للذين تغلبت مكايداتهم السياسية لمنافسيهم على انتمائهم للوطن ورغبتهم فى استنقاذه»، مؤكدا ضرورة حشد التأييد الشعبى المصرى فى الداخل والخارج لإنجاح هذه خطوات الرئيس.. والله غالب على أمره».
وبدوره، انتقد الدكتور عصام العريان، الذى يشغل أيضا نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، موجة الاحتجاجات تنديدا بقرارات الرئيس، متسائلًا: «أين المشكلة ولماذا الاحتجاج؟»، وقال: «الخائفون من الديمقراطية، والذين لم يستعدوا لها لا يريدون الدستور، فالخائفون من المحاسبة على الدماء التى أسالوها، والأرواح التى أزهقوها يخافون من النائب العام الجديد الذى يشهد له الجميع بالنزاهة والكفاءة».
ودفع الاحتجاج على الإعلان الدستورى بعض أعضاء الفريق الرئاسى إلى إعلان استقالتهم من الفريق الرئاسى، مثل الدكتور سمير مرقص مساعد رئيس الجمهورية لملف التحول الديمقراطى، والكاتبة سكينة فؤاد،
يذكر أن مرقص قال فى تصريح سابق للشروق إن «القرارات التى اتخذها مرسى مع أهميتها لم يتم استشارته فيها نهائيا وانه علم بها من وسائل الإعلام رغم أن وظيفته الرئيسية فى قلب هذه القرارات»، متسائلا «أى تحول ديمقراطى نتكلم عنه بعد هذه النوعية من القرارات!!».