تعد عملية اندماج شركة «كيو إنفست» القطرية مع مجموعة هيرميس المصرية، من أهم وأكبر الصفقات التى تمت فى مجال الاستثمارات المالية منذ اندلاع الثورة المصرية. استحوذت كيو إنفست على 60% من أسهم الشركة، مقابل 250 مليون دولار، رغبة منها فى تكوين أكبر كيان مالى على المستوى العربى. وتمثل الصفقة اهتماما كبيرا للشركة القطرية، والتى فور اتمامها، بحثت عن قيادات ذات خبرة دولية لإداراتها، وبالفعل انتقل إليها تميم بن حمد الكوارى، الرئيس التنفيذى لشركة جولدمان ساكس قطر، بعد اكتسابه خبرة هناك لمدة 5 أعوام، ليتولى منصب نائب المدير التنفيذى للشركة. وأثارت الصفقة العديد من التساؤلات، حول الأهداف الرئسية لقطر فى دخول السوق المصرية، خصوصا مع تدهور الأحوال الاقتصادية الراهنة، وعدم تخوفها من شراء المجموعة، رغم تورط بعض قيادتها فى قضايا فساد. «الشروق» حاورت نائب الرئيس التنفيذى لشركة كيو إنفست القطرية، تميم بن حمد الكوارى، للرد على كل هذه الاستفسارات والتعرف على الرؤية المستقبلية للكيان الجديد. ما سر الاهتمام بالاستثمار فى السوق المصرية؟ السوق المصرية واعدة للغاية، والثورة خلقت فرص حقيقية للاستثمار، وإن كان اندماجنا مع المجموعة المالية هيرمس، ليس استهدافا للسوق المصرى بعينه.فمنذ تأسيس «كيو إنفست» فى 2007، ونحن نبحث عن التطور والتقدم، لنكون البنك الاستثمارى الأول فى المنطقة. وتحقيق ذلك لا يتم إلا من خلال طريقين، الأول، هو أن نسلك الطريق منذ بدايته، وهذا سيحتاج إلى وقت طويل، ونحن طموحون، ولا نريد الانتظار، فكان الطريق الثانى، وهو الاندماج مع كيان آخر كبير وله وزنه فى المنطقة، وكان ذلك هو الحل الأمثل لنا. لذلك نظرنا إلى البنوك الاستثمارية المعروفة فى المنطقة، مثل شعاع ورأسمله، وهيرمس، وبعد الدراسة، وجدنا أن هيرمس هى المجموعة المالية الأولى فى المنطقة العربية. ولماذا قررتم الاندماج معها فقط الآن؟ نحن نسعى إلى الاندماج مع كيان مالى كبير منذ 2007، وبعد الدراسة كانت هيرمس المرشح الأقوى لمكانتها فى المنطقة، ولكننا لم ننجح فى ذلك، ولولا الظروف الراهنة والتى كما قلت خلقت فرص واعدة للاستثمار ما كنا نجحنا فى إتمام الصفقة. فالضغوط الاقتصادية التى التى تتعرض لها الكيانات الاستثمارية فى مصر دفعت بها إلى شراكات خارجية لتتمكن من الصمود. ألا تخشون الاستثمار فى مصر حاليا؟ الاستثمار فى مصر واعد للغاية، وبصفة خاصة على المدى الطويل، ونحن لدينا الإمكانيات التى تمكننا من الانتظار لهذا المدى الطويل. وما هى تصوراتكم القادمة؟ نريد أن نجعل من «QEFG Hermes»، وهو الاسم المقترح للكيان الجديد، المكانة الأولى فى العالم العربى، ولذلك فنحن نركز فى المرحلة المقبلة، على اتمام الإندماج بشكل يضمن تحقيق ذلك. وعلى المدى الطويل، فنحن نريد أن نجعل منها الكيان العالمى الأول. هل انتابكم القلق من اتمام الصفقة فى الوقت الذى يتورط فيه مسئولوها فى بعض قضايا الفساد؟ لا.. لم نقلق على الإطلاق، فالاتفاق لم يشمل الأنشطة والأشخاص محل المساءلة والأهم من ذلك أن الشركة اشترت فقط نشاط المجموعة فى البورصة، وصناديق الأموال، وهذه لا تتعلق بمخالفات جمال مبارك، كما أنها لا تتضمن المديرين التنفيذيين، والذين هم محل الاتهام. هل تسعون إلى الاستحواذ على النسبة المتبقية من الشركة؟ نحن لم ننته بعد من إتمام الإطار التشريعى للصفقة بشكل نهائى، وذلك برغم توقيعنا على إتمام الصفقة فى مايو 2012. نحن فى انتظار موافقة الرقابة المالية فى الدول التى تضم فروع المجموعة، ونتمنى أن تتم الصفقة بشكل نهائى قبل انتهاء شهر نوفمبر الحالى. ولذلك فلا يزال من المبكر الحديث عن ذلك. ولكننا أكيد لم ندخل لشراء 40% فقط من الشركة، ولن نبدأ فى الحديث عن ذلك، إلا بعد مرور عام على إتمام الصفقة، أى فى مايو القادم، علما أن هذا ليس إجباريا، وإذا لم يرغب الجانب المصرى فى بيع الحصة المتبقية، فنحن نرحب بالاستمرار معه. وما القيمة المتوقعة للحصة المتبقية؟ 150 مليون دولار، ليصل بذلك إجمالى الصفقة إلى 400 مليون دولار. هناك تخوفات من انتقال ملكية شركة مصرية إلى أخرى قطرية؟ هيرمس تعتبر كيان عربى علما أن الملكية الحالية ليست مصرية بل هناك أكثر من 70٪ من أسهمها يمتلكها مستثمرون عرب وأجانب. هل كان وراء دخولكم السوق المصرية أهداف غير اقتصادية؟ إطلاقا، فنحن أصلا لم نستهدف مجموعة هيرمس كشركة مصرية بل ككيان عربى متكامل. ما هى الفائدة التى قد تعود على المجموعة من خلال هذا الاندماج؟ الفائدة الأكبر هى وجود البنك الإسلامى القطرى، والذى يعد شريكا بنسبة 47% فى كيو انفست، وهو من أكبر خمسة بنوك فى العالم. فمن المهم أن يكون وراء المجموعة بنك يمولها، وهذه كانت إحدى المشكلات التى تواجه المجموعة سابقا. فلم يكن لديها الإمدادات التى تمكنها من مساعدة كثير من العملاء، مما تسبب فى فقدانها الكثير من الصفقات.