إن التحالف بين إسرائيل والولاياتالمتحدة هو تحالف متين وملزم لكلا الحزبين الديمقراطى والجمهورى، وهو يشكل رصيدا استراتيجيا كبيرا بالنسبة لإسرائيل. لكن هذا الحلف لا يعنى التطابق فى المواقف بين الطرفين فى الموضوعات كلها. إن الكلام على أوباما بأنه رئيس معاد لإسرائيل، ذى ميول إسلامية ومؤيد للإخوان المسلمين هو كلام مبالغ فيه. لقد ارتكب أوباما خطأ فادحا فىولايته الأولى عندما اعتقد بسذاجة أن فى إمكانه إصلاح الخلاف بين الولاياتالمتحدة وبين العالم الإسلامى، بالإضافة إلى انتهاجه سياسة مهادنة تجاهإيران. لكن اغتياله لبن لادن دليل على أنه استخلص الدروس، وعلى مواصلته الحرب التى لا هوداة فيها التى يشنها ضد الإسلام المتشدد.
لقد أخطأ أوباما عندما دعم فى ولايته الأولى مطلب الفلسطينيين بتجميد الاستيطان، لكنه غير موقفه منذ وقت طويل. ومن بين الأخطاء الأخرى التى تدل على سذاجته إيمانه بالربيع العربى، وبأن القوى العلمانية والديمقراطية ستحل محل الديكتاتور حسنى مبارك.
لقد كان أوباما وسيبقى ملتزما بتحالفه مع إسرائيل. فهو الذى دفع إلى زيادة المساعدة الأمريكية إلى إسرائيل، وساهم فى تعزيز التعاون الأمنى بين الدولتين، وهو الذى قاد الحملة لإحباط محاولات الفلسطينيين فرض تسويةمن خلال الأممالمتحدة، وهو الذى أقنع العالم الحر بفرض عقوبات قاسية على إيران قد تؤدى إلى تجنب الهجوم العسكرى، وتعهد بوقف المشروع النووى الإيرانى.
لقد أخطأ نتنياهو عندما دخل فى مواجهة علنية ولا لزوم لها مع إدارة أوباما بشأن الخطوط الحمر وذلك فى ذروة المعركة الانتخابية الرئاسية. لكن الحديث عن احتمال انتقام أوباما منه لا يدل على النضج، إذ إن شبكة العلاقات السياسية بين الدولتين أهم بكثير من الغضب الشخصى بين أوباما ونتنياهو.
الذى لا يمكن أن يؤثر أبدا على الصداقة والتحالف الوثيق الذى يربط بين الدولتين.