بدأ اهتمام أحمد عبده بالقصص المصورة منذ طفولته، فى حكاية تشبه حكايات العديد من عشاق هذا الفن، وإن كان قد بدأ عشقه لها من قصة مصورة يابانية مترجمة وهى «جريندايزر» تلك التى اشتهرت كحلقات رسوم متحركة عندما ظهرت مترجمة فى تليفزيونات العالم العربى، ليمر بمرحلة الاهتمام بقصص الأبطال الخارقين. قبل أن يهتم بالقصص المصورة بصفة عامة ليصبح الآن المسئول عن منتدى «كوميكس جيت» المختص بهذه النوعية، ومن بين كل شخصيات الأبطال الخارقين التى يقدمها العالم يفضل أحمد عبده سبايدر مان: «أشعر أننى أشبه شخصية بيتر باركر (الشخصية الأصلية لسبايدر مان) هو متردد ولديه مشاكل وكثيرا ما يقوم بأشياء لا يرضى عنها من حوله». يشير أحمد عبده أن كل شخص تمنى ولو لفترة فى حياته أن يتحول إلى بطل خارق، ويضيف: «الأبطال الخارقون هم لون أساسى فى القصص المصورة، البعض يعتقد أن طابع هذه القصص طفولى، ولكن شخصيات الأبطال الخارقين تقوم على مبادئ مثل العدالة والدفاع عن الحقوق والقضاء على الشر».
الاهتمام بالأبطال الخارقين قد يتقدم أو يتراجع فى مصر، فالقصص المصورة التى كانت تصل إلينا فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى كانت هى بداية تعارف المصريين مع هؤلاء الأبطال، فيلم «سوبر مان» الأول (1978) حقق اهتماما لا بأس به من قبل المصريين، ومع ظهور الإنترنت بدأ المصريون يتعارفون على أصول هذه القصص وهؤلاء الأبطال، توازى ذلك مع ظهور عدد كبير من الأفلام السينمائية الأكثر عمقا التى تستخدم أبطالا خارقين، ربما ستبقى من أهمها ثلاثية «بات مان» التى أخرجها الأمريكى كريستوفر نولان على مدار سبع سنوات.
كان من المفترض أن يعرض الفيلم الأخير من هذه الثلاثية «The Dark Knight rises» فى مصر فى نفس توقيت عرضه بالولايات المتحدةالأمريكية، ولكن لأن موعد عرضه الأساسى صادف شهر رمضان الذى تعتاد فيه دور السينما فى مصر على التوقف عن العمل، تم تأجيل عرضه داخليا إلى عيد الفطر، هذا لم يكن مرضيا للكثير من الشباب الذين تابعوا الجزءين الأولين، والذين تابعوا أيضا مجموعة الأفلام التى صنعت عن هذا البطل الخارق من عام 1989، لتنشأ صفحة على الفيس بوك تطالب بعرضه فى رمضان حتى لو بشكل خاص للمهتمين.
اهتمام أحمد عبده بالقصص المصورة والأبطال الخارقين جعله ينشئ منتدى مهتما بهذا المجال، ولكن اهتمام أحمد أباظة جعله ينشئ متجرا خاصا بهؤلاء الأبطال، يبيع أعداد القصص المصورة وألعابا أو مجسمات تمثل هؤلاء الأبطال، ليسمى المتجر «كريبتونايت» على اسم المادة الصخرية الموجودة على كوكب كريبتون، الكوكب الذى يعود أصل «سوبر مان» إليه. يتحدث أباظة عن أن البطل الخارق المفضل لديه وهو «كابتن أمريكا»، كان ذلك قبل أن يعى أنه يمثل الدعاية الأمريكية خاصة بما أنه بطل لا يُخطئ. استكمالا للحديث عن شخصية «كابتن أمريكا»، الذى ظهر بشكل كبير كمدافع عن الأمريكيين فى مواجهة قوى المحور خلال الحرب العالمية الثانية، يتحدث محمد الحسينى قائلا: «لا أرى أن كابتن أمريكا نجح بنفس قدر سوبر مان، لأنه مباشر أكثر منه». رغم أن الحسينى يرى أن سوبر مان يعبر عن الثقافة الغربية نفسها، يقول: «هو يرتدى زى أشبه بالإغريق ويظهر كأنه محارب إغريقى، هو أيضا يمثل تشابها من قصة سيدنا موسى الذى ولد فى مكان وتمت تربيته فى مكان آخر، ثم المسيح إذ إنه يموت ويقوم مرة أخرى».
تأثير القصص المصورة على محمد الحسينى لم تتركه بدون تغيير، فهو الآن اتجه للرسم بعد دراسته فى كلية الفنون الجميلة، وهو مهتم بشكل خاص برسم القصص المصورة، وإن توقف عن الاهتمام برسم أبطال خارقين بصفة خاصة.