كشفت دراسة حديثة، نشرت اليوم الأربعاء، النقاب عن أن التلوث الصناعي المتفشي بدرجة كبيرة في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض، يشكل تهديدًا ومخاطر جسيمة على صحة ما يقرب من 125 مليون نسمة بشكل مماثل لوبائي الملاريا والسل.
ووثقت الدراسة، التي نشرت تحت عنوان "أسوأ مشاكل التلوث في العالم 2012"، برعاية جمعية "جرين كروس" السويسرية، ومنظمة "بلاك سميث" الأمريكية، المخاطر الجسيمة التي تحدق بالصحة العامة نتيجة للتعرض إلى الملوثات الصناعية، مثل الرصاص والزئبق والكروم والعناصر المشعة والمبيدات الحشرية، والتي تتخلل جسم الإنسان عن طريق الماء والهواء والتربة الملوثة في البلدان النامية.
ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية في موقعها الإلكتروني، عن الباحث الأمريكي «بريت أريكسون» قوله: "إن هذه الدراسة تمخضت عن تقديرات محدودة للغاية؛ حيث تمكنا فقط من فحص نحو 2600 مكان سام يقع بالبلدان النامية، خلال السنوات الأربع الماضية، مع علمنا بأنهم يزيدون عن ذلك بكثير".
وأشار «أريكسون» إلى أن الولاياتالمتحدة، تقدر المواقع السامة بالبلدان النامية بين مائة ألف إلى ثلاثمائة ألف موقع، أغلبهم في المدن ذات الكثافة السكانية المرتفعة، وقال: "لقد شاهدنا سرعة تفشي الأوبئة والأمراض المعدية بهذه المجتمعات، على نحو فاجأنا جميعًا، لا سيما عند اكتشافنا أن خطورة هذه الأوبئة تماثل وباء الملاريا".
وبرهن أريكسون على صحة ما قاله بأن ضرب مثالا على ذلك بولاية "زامفارا" في نيجيريا، التي تحتوي على العديد من مناجم الذهب، مشيرًا إلى قيام أطباء منظمة "أطباء بلا حدود" بتقديم التطعيمات واللقاحات اللازمة لسكان الولاية التي تكاد تخلو من الأطفال، بعد أن مات معظمهم بسبب ارتفاع معدلات الرصاص هناك.