كثيرًا ما كانت السياسة وتقلباتها مادة دسمة لصناع السينما في هوليوود، وشكلت الاغتيالات السياسية أبرز المواضيع التي تناولها كبار المخرجين العالميين في مجال الفيلم السياسي. وآخر هذه الأعمال، فيلم سيعرض في الصالات، نوفمبر القادم، ويحكي الفيلم السيرة الذاتية للرئيس الأمريكي الراحل «إبراهام لينكولن»، وأخرجه الأمريكي «ستيفن سبيلبرغ».
وأشار المتخصص في النقد السينمائي خالد مجذوب، إلى أنه ورغم كثرة الأفلام عن «لينكولن»، إلا أنه من المنتظر أن يتميز هذا العمل، ويبرز جانبًا جديدًا من شخصية الرئيس الأمريكي الراحل، معربًا عن اعتقاده بأن الفيلم سيترشح لجوائز الأوسكار.
وشرح مجذوب، أن الفيلم سيركز على المرحلة التي بدأ فيها «لينكولن» صراعه لإنهاء العبودية، وصولا إلى اغتياله داخل أحد المسارح القومية في أمريكا، معتبرًا أنه وقع اختيار «سبيلبرغ» على «لينكولن» بالذات نظرًا لشخصية الرئيس الأسبق، وتأثيره في التاريخ الأمريكي.
وكشف أن «دانييل داي لويس»، الممثل الذي سيؤدي دور «لينكولن»، سيظهر بشكل قريب للرئيس الأمريكي، وبصوت مختلف تمامًا عن صوته الحالي، وذلك بعد أن قرأ صناع الفيلم الكثير عن «لينكولن» وصوته وخطاباته، نظرًا لعدم وجود تسجيلات للرئيس السابق.
واعتبر مجذوب أن السينما تلعب حاليًّا دورًا مهمًّا؛ لتخليد ذكرى الشخصيات السياسية، مذكرًا أنه عبر تاريخها سلطت السينما الضوء على مراحل سياسية مهمة جدًّا، غيّرت حياة أشخاص وشعوب... ومن هذه الأفلام، فيلم (JFK) للمخرج «أوليفر ستون»، الذي أنتج عام 1991 ولعب فيه الممثل «كيفن كوستنر» دور المحقق الذي يحاول الوصول إلى مَنْ قتل الرئيس الأمريكي السابق... وأكد مجذوب أن هذا الفيلم يعتبر من أهم الأعمال التي تناولت «جون كينيدي».
أما فيلم (Valkyrie) ل«برايان سينجر»، الذي أدى بطولته عام 2008 الممثل «توم كروز»، فروى قصة حقيقية عن عدد من الضباط الألمان الذين خططوا لاغتيال «أدولف هيتلر» وفشلوا، وتم إعدامهم، وتأسف مجذوب لكون العمل، الذي أثنى عليه النقاد، لم يأخذ حقّه جماهيريًّا.
وفي سياق متصل روى فيلم الخيال (The Machourian candidate) في 2004 قصصًا عن عمليات غسل دماغ تعرض لها جنود أمريكيون، وعن مؤسسات معينة تتحكم بالرئيس الأمريكي.
وحقق فيلم Malcolm X الذي أنتج عام 1992، وأدى بطولته الممثل المتميز «دنزل واشنطن»، نجاحًا بارزًا، وكان العمل يروي حياة الثائر الأسود، الذي تم اغتياله بسبب مواقفه ضد التمييز العنصري.