حالة من الهلع والفزع سيطرت على أهالى محافظة الإسكندرية، وبالأخص أسر العاملين بالمصنع المنكوب بدائرة قسم ثان الرمل، وذلك فور انهيار المصنع بالكامل فى دقائق معدودة تأثرا بالزلزال الذى ضرب المحافظة أمس الأول، ما أسفر عن مصرع عاملة وإصابة 9 آخرين، حيث لعب القدر دورا كبيرا مع باقى عمال المصنع والذين يصل عددهم إلى أكثر من مائة عامل وعاملة لكون اليوم الذى انهار به المصنع هو يوم الجمعة الإجازة الرسمية لأغلب العاملين.
«الشروق» التقت أسر المصابين وأسرة الضحية، فى البداية قال محمد، شقيق المصاب وليد حسن، (33 سنة) أن شقيقه يعمل أحيانا فى وردية يوم الجمعة مع زملائه لكونه يعول الأسرة وهو متزوج ولديه طفل، ويعمل إضافيا يوم الجمعة، مؤكدا أن القدر كان البطل فى هذا الحادث، حيث أنقذ شقيقى من الموت المحقق تحت الأنقاض وأخرجه حيا بعد قضاء ساعتين تحت الأنقاض، ولكن قوات الحماية المدنية حين أخبرتنا حال وقوفنا أمام المصنع أنا وزوجته ندعو ونصرخ ونبكى لأن هناك نحو 9 موجودين بين الأنقاض مازالوا أحياء ظللت أدعو أن يكون شقيقى واحدا منهم.
ويستطرد قائلا: «حينما أخرج شقيقى من أسفل الأنقاض ظل يهمهم لى بكلمات الحمدلله أنا بخير، طمن مراتى وأمى».
وتقول إيمان ابنة خالة المجنى عليها سعاد السيد (33 سنة) والتى لقيت مصرعها تحت الأنقاض، إن سعاد لم تكن معتادة على المجىء للعمل يوم الجمعة لكونها متزوجة ولديها أسرة تقوم برعايتها، ولكنها قررت أن تذهب للعمل لكى تأخذ يوما آخر إجازة لتذهب مع ابنها إلى مدرسته لمتابعته مع المدرسين، مضيفة أن قريبتها كانت مثلا للأخلاق والتدين، مشيرة إلى أنهم علموا الخبر من خلال الجيران، وحين وصلنا وجدنا المصنع عبارة عن كومة من التراب أيقنا لحظتها أن سعاد ماتت.
وتؤكد إيمان «بعد انتظارنا أمام المصنع لنحو ساعتين وجدنا قوات الإنقاذ تخرج جثة سعاد وهى مقطعة الملابس ومملوءة بالتراب والغبار ووجها وجسدها ممزق وملطخ بالدماء، مما جعلنا نصرخ ونبكى بشدة على هذه الفتاة المسكينة التى كانت نهايتها تحت الأنقاض ونهاية أسرتها كانت لحظة علمهم بوفاتها».
ويقول أحمد شقيق المصاب محمد على، 36 سنة، علمنا بالخبر من أحد أصدقاء شقيقى وحين علمناه كان كالصاعقة، فتحول البيت إلى صراخ وعويل من زوجته وأمه وأولاده، فالجميع أيقن أنه قد مات لحظتها ثم هرعت إلى المصنع وأنا بملابس البيت حتى أطمئن على شقيقى لحظتها لم يتم استخراج أية جثة من أسفل الأنقاض وجميع أهالى العمال ينتظرون أبناءهم أحياء أو حتى أمواتا.
ويضيف أحمد أن شقيقى يتمتع بسيرة حسنة وطيبة بين زملائه والجميع يحبه لكونه رجلا طيبا «وفى حاله» وهو دائم العمل فى وردية يوم الجمعة لكى يسد احتياجات أسرته من طعام وشراب، مؤكدا أن قوات الحماية المدنية استخرجت محمد من أسفل الأنقاض بعد نحو 3 ساعات وهو حى مما جعلنى أضحك وأرقص من شدة الفرحة لسلامة شقيقى وخروجه من أسفل الأنقاض بكسور بسيطة وجروح وأنه مازال على قيد الحياة لكى يربى ابنته وابنه الذى يحلم بأن يدخلهما الجامعة ويحققان مستقبلا باهرا.
يأتى ذلك فيما طالب أهالى المصابين المسئولين البحث فى أسباب انهيار المصنع وصرف تعويضات للمصابين لاستكمال علاج البعض، كما صرحت النيابة العامة بدفن جثة المجنى عليها سعاد السيد، مع طلب ملف المصنع من الحى والمحافظة للوقوف على أسباب الانهيار مع إعداد التقرير الفنى من الخبراء الفنيين والهندسيين، وسؤال المصابين التسعة، ومنهم كل من «وليد حسن محمد (33 سنة)، ومحمد على محمد (36 سنة)، وأسماء عبد الله عبدالوهاب (19 سنة)، وناشد إبراهيم محمد (36 سنة)، ومحمود على جاب الله (43 سنة)، وجميل سليمان مطر (60 سنة)، كما أصيب 3 آخرون تصادف مرورهم بكسور وجروح بمختلف أنحاء الجسم