زحام وطوابير ومشاجرات، مشاهد باتت معتادة داخل بهو محطة مصر، كل عام للحصول مع بدء الحجز لتذاكر قطارات عيد الأضحى المبارك على الوجهين القبلي والبحري. ورغم التواجد الأمني الكثيف، إلا أن أجواء التشاجر غلبت على الحضور، بسبب مخاوفهم من انتهاء التذاكر. «كل سنة بأقف في نفس الطابور عشان آخذ تذكرة لسوهاج»، يقولها محمد علام، الموظف بإحدى المصالح الحكومية، بضيق شديد، من بين أحد طوابير المحطة، مشيرًا إلى أنه «بات يكره عيدي الفطر والأضحى بسبب مغامرة شراء تذكرة قطر».
أما فتحية حسن، مشرفة على أعمال النظافة في إحدى المدارس الخاصة، فأعربت ل«الشروق» عن استيائها من «تصريحات مسؤولي السكة الحديد بوضع نظام لبيع التذاكر»، مشيرة إلى أنه «لو كان فيه نظام ماكناش هنقف في طوابير طويلة كده وانت وحظك يا تلاقي يا متلاقيش».
لم يختلف المشهد كثيرًا في محطة مصر عن محطة الجيزة؛ حيث الزحام والطوابير، لكن أحمد سيف، طالب جامعي، أكد أنه صُدم بجملة «التذاكر خلصت روح احجز من محطة مصر»، بعدما وقف في الطابور لمدة ساعتين ونصف، مطالبًا بزيادة عدد شبابيك التذاكر لاستيعاب الزحام الشديد الذي تشهده محطتا مصر والجيزة قبل كل عيد.
وتعليقا على هذا الزحام، أكد مصدر مسؤول بالهيئة القومية للسكك الحديدية، أن الهيئة تمكنت من تحجيم بيع التذاكر بالسوق السوداء قبل عيد الأضحى، وأن الركاب سيتمكنون من الحجز قبل موعد السفر بسبعة أيام بدلاً من 15 يومًا.
وقال المصدر ل«الشروق»: «الهيئة مستمرة في وضع خطط حديثة للقضاء على السوق السوداء تمامًا وفي أقرب وقت، من خلال تكثيف الرقابة على شبابيك الحجز وداخل صالات الحجز»، مناشدًا الركاب التعاون مع الهيئة بإظهار البطاقة الشخصية وتسجيل بياناتهم حفاظاً على حقوقهم.
وأضاف، أن حالة الزحام التي تشهدها شبابيك تذاكر هذه الأيام أمر طبيعي، للإقبال الشديد من المواطنين على السفر إلى لقضاء أيام عيد الأضحى مع أسرهم.
من جانبه، قال رئيس الهيئة، مصطفى قناوي، إنه سيتم تشغيل قطارات إضافية، مكيفة ومميزة، خلال عيد الاضحى المبارك، في الفترة من 22 أكتوبر حتى الثاني من نوفمبر، لمواجهة زحام الركاب خلال عطلة العيد، مؤكدًا أنه يجري جولات تفتيشية داخل عربات القطارات، كما ستنظم حملات إضافية خلال الأيام القادمة، لمنع بيع التذاكر في السوق السوداء.