ذكرت الولاياتالمتحدة أمس الاثنين، أن محاولة السلطة الفلسطينية ترقية وضعها في الأممالمتحدة، إلى دولة ذات سيادة ستعرض عملية السلام مع إسرائيل للخطر، وتجعل من الصعب إعادة الجانبين إلى المحادثات بشأن حل الدولتين.
يذكرأن، الحملة الدبلوماسية التي يقودها الرئيس الفلسطيني- محمود عباس، حظيت بتأييد كلاً من روسيا والدول العربية، خلال النقاش في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشان الوضع في الشرق الأوسط.
وبعد الإخفاق العام الماضي في الحصول على اعتراف بالدولة الكاملة في الأممالمتحدة، صرح عباس الشهر الماضي، أنه سيسعى لوضع أقل طموحاً يتمثل في ترقية وضع السلطة الفلسطينية في الاممالمتحدة، إلى "دولة غير عضو" وهو نفس وضع الفاتيكان.
وقال رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة- فوك جيريميك إن "المسألة ستُناقش على الأرجح في منتصف نوفمبر، بعد الانتخابات الأمريكية، كما تقول واشنطن إن إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المحادثات المباشرة.
كما قالت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة- سوزان رايس، متحدثة في مجلس الأمن "الاجراءات المنفردة، ومنها المبادرات الرامية إلى منح الفلسطينيين وضع المراقب كدولة غير عضو في الأممالمتحدة ليس من شأنها سوى تعريض عملية السلام للخطر وتعقيد الجهود الرامية لإعادة الجانبين إلى المفاوضات المباشرة."
يذكر أن الفلسطينيون لم يعقدوا أي محادثات سلام مباشرة مع إسرائيل منذ عام 2010، عندما رفضوا استئناف المفاوضات ما لم تعلق الحكومة الإسرائيلية البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة والقدس الشرقية.
وقالت رايس "أي جهود لاستغلال المحافل الدولية لاستباق المحادثات بشأن قضايا الوضع النهائي، التي لا يمكن حلها إلا بشكل مباشر من قبل الجانبين، لن تُحسن الاوضاع المعيشية اليومية للفلسطينيين، ولن تعزز الثقة المطلوبة لإحراز تقدم نحو حل الدولتين."
وأضافت الوضع الحالي للفلسطينيين في الاممالمتحدة هو "كيان مراقب". واذا نجح عباس في مسعاه فسيتغير ذلك إلى "دولة مراقب".
واكتساب الفلسطينيين تسمية دولة بدلاً من كيان يتيح لهم الانضمام لهيئات مثل المحكمة الجنائية الدولية، وتقديم شكاوى ضد إسرائيل لاستمرار احتلالها للاراضي التي استولت عليها في حرب 1967.
كما قال سفير مصر لدى الاممالمتحدة- معتز أحمدين خليل متحدثاً أمام المجلس نيابة عن المجموعة العربية أن المجموعة تدعم تماماً المسعى الفلسطيني.
وأضاف أن المجموعة العربية تتوقع أن تعتمد الجمعية العامة في دورتها الحالية قراراً بترقية وضع فلسطين الى دولة مراقب غير عضو، كخطوة أولى نحو الوصول إلى العضوية الكاملة.
وقال سفير روسيا لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين "نحن نعتقد أن المبادرة الرامية للحصول على اعتراف دولي واسع لدولة فلسطينية، تكمل الجهود المبذولة لإيجاد حل من خلال التفاوض للصراع مع إسرائيل وليست بديلاً عنها."
وأضاف "يجب ألا تستغلها إسرائيل بأي حال من الأحوال لتضييق الخناق على الاراضي المحتلة، أو ممارسة أي ضغوط اخرى على السلطة الفلسطينية."
كما حصل الفلسطينيون على عضوية منظمة الاممالمتحدة، للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في اكتوبر من العام الماضي في خطوة دفعت الولاياتالمتحدة، إلى قطع التمويل عن المنظمة. ويحظر قانون أمريكي، صدر في التسعينات على الولاياتالمتحدة تمويل أي منظمة تابعة للأمم المتحدة تمنح العضوية الكاملة لأي جماعة تفتقر الى "المقومات المعترف بها دولياً" للدولة.
ومن شأن القانون أن يحظر أيضاً أي تمويل أمريكي لأي منظمة أخرى بالاممالمتحدة تمنح الفلسطينيين وضع العضوية الكاملة، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تقع مراقبة البرنامج النووي الإيراني ضمن نطاق عملها.
كما قال الامين العام للامم المتحدة- بان كي مون، الشهر الماضي، أن الحل الخاص بدولتين هو الخيار الوحيد القابل للاستمرار لإحلال السلام، لكنه قال أن النمو المستمر للمستوطنات الإسرائيلية يعني أن "الباب قد يُغلق نهائياً".
ويعني ما يسمى بحل الدولتين، إقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام، إلى جانب إسرائيل.