اعتبرت المخرجة السورية هالة العبد الله، قبيل عرض فيلمها عن الكاريكاتير الذي افتتح مهرجان الفيلم الوثائقي في أبو ظبي، أن الأفلام ورسوم الكاريكاتير تشكل "سلاحا يخيف النظام السوري" وسواه من الدول غير الديمقراطية. صرحت هالة العبد الله في تمهيدها لعرض فيلمها "كما لو أننا نمسك بكوبرا" أن السينما "سلاح يخيف النظام السوري، وتحديدا الأفلام الوثائقية، فإن النظام قتل وقمع وسجن سينمائيين عدة.. مشيرة إلى المخرجين باسل شحادة وتامر العوام اللذين عادا من أوروبا لينضما إلى الإعلام المعارض للرئيس بشار الأسد، قبل أن يقتل الأول في حمص وسط البلاد والثاني في حلب (شمال).
تتابع المخرجة: "كما لو أننا نمسك بكوبرا" أخبار بلادها النازفة ليل نهار عبر الإنترنت، وتحكي أن جسدها في مكان وروحها في مكان آخر، بينما يدور الفيلم الذي يستغرق ساعتين كاملتين حول سقف الحرية المتاح لفناني الكاريكاتير في سوريا ومصر.
بدأت هالة العبد الله تصوير الفيلم في سوريا قبل اندلاع الاحتجاجات، ثم عدلت في مضمونه عندما لم يعد متاح لها التوجه إلى سوريا. وهو يتضمن لقاء عبر سكايب مع رسام الكاريكاتير المعارض علي فرزات الذي تعرض لاعتداء عنيف، وتهشيم لأصابعه على خلفية مواقفه المعارضة للنظام، ولقاء مع الرسام الشاب حازم الحموي الذي يرى في الرسم "عملية إنقاذ" للحياة.
وكان المشروع أساسًا يرمي لتتبع فنانين من الجزائر وفلسطين، إضافة إلى سوريا ومصر، لكن ثورات "الربيع العربي" غيرت من مساره.
ويشبه علي فرزات في الفيلم عمل رسام الكاريكاتير بأنه كمن يمسك بكوبرا عليه معرفة التقاطها؛ لئلا تقضي عليه، ويقصد بذلك معرفة كيفية اللعب مع الممنوع، وتوسيع السقف والحدود.
ومنح علي فرزات في بروكسل جائزة ساخاروف لحرية الفكر من رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز وكانت هذه الجائزة منحت له العام الماضي، لكنه لم يتمكن من تسلمها لوجوده في مصحة للعلاج بعد الاعتداء العنيف عليه في سوريا.
وهناك أجيال من الشباب في مصر على غرار علي فرزات، تحاول دائمًا توسيع حدود المتاح، من أيام الرئيس السابق حسني مبارك وصولا إلى يومنا هذا الذي يشهد حضورًا قويًا للتيارات الدينية في مصر، يثير مخاوف في أوساط الفنانين والمثقفين، وفي ظل تعرض الرسامين لهجمات وانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعية.
ومن بين الرسامين الشباب الذين صورتهم هالة العبد الله في فيلمها، الرسامة الشابة دعاء العدل التي تعتبر اول امرأة رسامة كاريكاتور في الصحف اليومية المصرية مع استمرارية تجاوزت سبع سنوات في هذا الحقل.
كما يصور الشريط فنان الكاريكاتير المصري المخضرم محي الدين اللباد، قبل أيام من رحيله، ويصور تأثر الجيل الجديد من الرسامين بعمله كما بعمل علي فرزات.