تلاحقت الأحداث بصورة سريعة ومثيرة داخل أروقة نادي تشيلسي الإنجليزي قبل وبعد صدور القرار المفاجيء بإقالة البرازيلي لويس فيليبي سكولاري المدير الفني للفريق في أعقاب التعادل المخجل مع هال سيتي وتراجع ترتيب الفريق إلى المركز الرابع في الدوري الإنجليزي وابتعاده "فعليا" عن المنافسة عن لقب المسابقة. وكان بيان صادر عن تشيلسي بعد يومين من تعادله مع هال سيتي سلبيا ، وهي النتيجة التي أدت لاستمرار نزيف النقاط ، حيث لم يحقق الفريق سوى فوزين فقط في أخر ست مباريات ، قد قال إنه "تم استبعاد لويز فيليبي سكولاري من منصب المدير الفني لتشيلسي بشكل فوري" ، وأضاف البيان "لسوء الحظ .. نتائج ومستوى الفريق اهتزت كثيرا في مرحلة هامة من الموسم ، ومن أجل الحفاظ على المنافسة على الألقاب التي ما زلنا نصارع من أجلها ، شعرنا أن الخيار الوحيد الباقي أمامنا هو إجراء تغيير الآن". وتم تعيين المدرب المساعد راي ويلكينز مدربا مؤقتا للفريق ، ولكن تشيلسي أوضح "إن عملية البحث عن مدرب جديد بدأت بالفعل ونتمنى أن نجد الرجل المناسب في أسرع وقت ممكن". ويحتل تشيلسي حاليا المركز الرابع في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق سبع نقاط خلف المتصدر وحامل اللقب مانشستر يونايتد. و"تفننت" وسائل الإعلام البريطانية في الكشف عن الأسباب والتفاصيل الكامنة وراء صدور قرار الإقالة ، وفي التبنؤ بما سيحدث لاحقا ، خاصة وأن هناك تسريبات كثيرة بشأن اسم المدرب الجديد الذي سيتولى قيادة "الزرق" في المرحلة المقبلة. فقد ذكرت الصحف البريطانية الصادرة أمس أن قرار إقامة سكولاري كان بمثابة قرار "متأخر" أو "مؤجل" وكان من المفترض أن يتم اتخاذه قبل نهاية مباريات الدور الأول في أواخر ديسمبر الماضي بسبب سوء النتائج أيضا وخلافات سكولاري المستمرة مع لاعبيه ، ولكن الإدارة فضلت إعطاء فرصة أخيرة إلى سكولاري في الدور الثاني من المسابقة لتحصين وضعه في جدول الدوري ، إلا أن التعادل مع هال سيتي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر المدرب البرازيلي العجوز وعجلت برحيله في منتصف الموسم ، بعد أن تبين أن المنافسة على لقب الدوري ستنحصر على الأرجح بين فريقي مانشستر يونايتد وليفربول الأقوى والأفضل ، مع ملاحظة أن تشيلسي ليس من الأندية التي يمكن أن تصبر على مدرب لا يحقق نتائج مثل الفرنسي أرسين فينجر مدرب الأرسنال مثلا ، لأن الأخير ينفذ سياسة بعيدة المدى وبأقل تكلفة في اكتشاف المواهب وتصعيد الناشئين ، وهدفه الكبير هو البقاء ضمن الخمسة الأوائل في ال"بريميير ليج" ليس أكثر. وترددت أنباء وشائعات كثيرة عن حدوث أكثر من مشادة بين لاعبي تشيلسي في الأشهر الماضية داخل غرب خلع الملابس ، وكان سببها أخطاء ارتكبها سكولاري في التشكيل والتغييرات ، فضلا عن شعور اللاعبين بأن سكولاري لا يهتم بأي لاعب في الفريق من الناحية النفسية والشخصية على عكس ما كان يفعله البرتغالي خوسيه مورينيو المدير الفني الحالي لإنتر ميلان الإيطالي. واشتكى أكثر من لاعب في الفريق من تدليل سكولاري للاعبه البرتغالي ديكو وتمييزه عن باقي اللاعبين بالمعاملة الخاصة والمتميزة رغم أن علاقتهم باللاعب نفسه على ما يرام ، ولعل هذا هو ما دفع أكثر من لاعب في الفترة الماضية إلى الإعلان عن رغبتهم في الرحيل عن تشيلسي ، وعلى رأسهم المهاجم الإيفواري ديدييه دروجبا الذي أصيب بأزمة نفسية حادة فور قدوم سكولاري لتدريب الفريق ، قبل أن يتعافى نفسيا ، ولكنه في النهاية تعرض لضغوط عديدة من المدرب جعلته يفكر في الرحيل للإنتر ليكون بجانب مدربه المفضل مورينيو. وهناك أيضا المهاجم الفرنسي نيكولا أنيلكا الذي كانت خطة سكولاري تعتمد عليه من الناحية الفنية ، حيث كانت طريقة المدرب تقوم على أساس إرسال الكرات العالية التقليدية إلى أنيلكا مستغلا طول قامته وقدرته على استلام الكرة تحت ضغط المدافعين ، مع تكليف اللاعبين القادمين من وسط الملعب بالتحرك من ورائه لاستقبال الكرات القادمة من أنيلكا ، ويتبع ذلك انطلاق أنيلكا إلى الأمام مستغلا سرعته الفائقة ليجد نفسه منفردا بمرمى الخصم ، وهي طريقة كشفتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." منذ بداية الموسم بالصور والألوان والرسومات التفصيلية ، وباتت مكشوفة للجميع ، ويبدو أن أنيلكا نفسه شعر بالملل الشديد منها ، وهو ما دفعه إلى إبداء تذمره هو الآخر في المباريات الأخيرة! وفي آخر التطورات عقب قرار الإقالة ، كشفت تقارير صحيفة النقاب عن احتمال حدوث "لعبة كراسي موسيقية" في تشيلسي مع بعض الأندية الأخرى ، إذ تتردد أنباء عن احتمال تعاقد تشيلسي مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب إيه.سي.ميلان الحالي ، الذي يفكر بدوره في التعاقد مع الهولندي فرانك ريكارد لتدريبه بدلا من أنشيلوتي. وكشفت الصحف البريطانية الصادرة أمس النقاب عن أسماء بعض المرشحين الآخرين لتولي تدريب ال"زرق" وهم : الهولندي جوس هيدينك والإيطاليان روبيرتو مانشيني وجان فرانكو زولا ، ولكن أقوى الترشيحات الحالية تتجه إلى عودة الإسرائيلي أفرام جرانت الذي كان قد تولى تدريب تشيلسي في مرحلة ما بين مورينيو وسكولاري. وجاء قرار إقالة سكولاري بعد ساعات قليلة أيضا من إعلان نادي بورتسموث الإنجليزي أيضا عن إقالة مديره الفني توني آدمز بعد سلسلة النتائج الهزيلة التي حققها الفريق في الدوري الإنجليزي خلال الفترة الماضية ، حيث قاد مدافع الأرسنال والمنتخب الإنجليزي سابقا فريق بورتسموث للفوز في مباراتين فقط من بين 16 مباراة خاضها الفريق تحت قيادته. وذكر النادي في بيان له "مالك النادي ومجلس الإدارة يشعرون بأنهم ظلوا على مساندتهم لآدمز بقدر الإمكان في الفترة الماضية التي شهدت نتائج هزيلة .. الأولوية بالنسبة للفريق هي البقاء ضمن فرق دوري الدرجة الممتازة في نهاية الموسم الحالي ، ونشعر بأن تعيين مدرب جديد سيمنحنا أفضل فرصة تمكننا من تحقيق ذلك". ويتولى قيادة الفريق خلفا لآدمز بشكل مؤقت بول هارت مدير قطاع الشباب بالنادي ، ويعتقد بأن آلان كيربشلي المدير الفني السابق لفريق وست هام سيكون ضمن المدربين المرشحين لتدريب الفريق في الفترة المقبلة بجانب أفرام جرانت المدير الفنى السابق لفريق تشيلسى. وأكد توني آدمز لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أنه يشعر بخيبة أمل لفقدان وظيفته بعد فترة عمل قصيرة. وقال : "أنا مندهش بعض الشيء ، ولكن النتائج لم تكن جيدة .. لم أقض الكثير من الوقت ولم أحظ بالدعم المالي ، تعرضنا لبعض الإصابات ومن الصعب التعامل مع هذا الأمر". وأضاف "لقد ارتكبنا الكثير من الأخطاء ، الأمر يتوقف على النتائج ، لن أتحجج بالأعذار".