أسفرت تفجيرات منسقة في شتى أنحاء العراق عن مقتل أكثر من 32 شخصًا يوم الأحد، في أحدث موجة عنف في إطار تمرد فشلت الحكومة في إخماده بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على انسحاب آخر دفعة من القوات الأمريكية.
وانخفضت حدة أعمال العنف في العراق منذ بلغت ذروتها عامي 2006 و2007، لكن إسلاميين سنة ما زالوا يشنون هجمات متواترة؛ لتقويض زعم الحكومة التي يقودها الشيعة أنها توفر الأمن، وإثبات أنهم لا يزالون يمثلون تهديدًا قائمًا.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن سلسلة الهجمات، لكن جماعة محلية تابعة لتنظيم القاعدة وجماعات سنية أخرى تنفذ هجومًا كبيرًا واحدًا على الأقل كل شهر منذ انسحاب القوات الأمريكية في ديسمبر.
وفي التاجي على بعد 20 كيلومترًا إلى الشمال من العاصمة بغداد، انفجرت ثلاث قنابل مزروعة في سيارات متوقفة كل على حدة، مما أسفر عن مقتل 11 شخصًا وإصابة 24 بينهم عدة رجال شرطة. وفي التاجي -أحد أكبر القواعد العسكرية بالعراق- لكن التفجير استهدف حيًا سكنيًا.
وأظهرت لقطات لرويترز، لمسرح أحد التفجيرات بقايا السيارة المنفجرة تحيطها عدة منازل وسيارات مدمرة كليًا وجزئيًا.
وقال خضر عباس، وهو مالك أحد المنازل التي لحقت بها تلفيات: "دخلت سيارة ملغومة المنطقة ولم.. يلحظ أحد. لماذا حدث هذا؟ كل المنازل دمرت".
وفي بغداد أسفر انفجار ثلاث قنابل كل على حدة عن مقتل ثمانية أشخاص، أحدهم ضابط شرطة.
وقالت الشرطة ومسؤولون محليون، إن انتحاريًا في سيارة ملغومة فجر نفسه في مدينة الكوت على بعد 150 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من بغداد، مما أدى إلى مقتل أربعة من أفراد الشرطة.
واستهدف تفجير آخر حافلة تقل زوارًا إيرانيين أثناء مرورها في بلدة المدائن على بعد نحو 30 كيلومترًا جنوب شرقي بغداد، مما أسفر عن مقتل اثنين من المارة.
وقتل شرطيان آخران عندما انفجرت سيارة ملغومة في بلدة بلد روز على بعد 90 كيلومترًا إلى الشمال الشرقي من بغداد. وأسفر انفجار قنبلة في سيارة متوقفة في الموصل معقل القاعدة عن مقتل مدني واحد.
وأسفرت هجمات أخرى في أنحاء البلاد عن مقتل أربعة أشخاص آخرين وإصابة عشرات بجروح.
وكانت آخر مرة وقعت فيها هجمات كبيرة في التاسع من سبتمبر، حين أسفرت سلسلة تفجيرات في أحياء يغلب على سكانها الشيعة عن مقتل أكثر من 100 شخص في مختلف أنحاء البلاد.
وقال جناح القاعدة بالعراق، وهو جماعة "دولة العراق الإسلامية" إنه بدأ حملة جديدة على أهداف شيعية.
وساعد الصراع الدائر في سوريا في تأجيج التوتر بين السنة والشيعة في أنحاء المنطقة، ولاسيما في العراق حيث تمثل العودة إلى العنف الطائفي خطرًا حقيقيًا.
ومنذ رحيل آخر الجنود الأمريكيين تواجه حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، أزمة سياسية ويواصل المتمردون هجماتهم على أمل إشعال فتيل توتر طائفي مثل ذلك الذي دفع البلاد إلى حافة الحرب الأهلية في عامي 2006 و2007.
وشددت الإجراءات الأمنية في بغداد ومحافظات أخرى بعد أن فر عشرات السجناء، ومنهم أعضاء مدانون من تنظيم القاعدة من سجن في تكريت بشمال البلاد يوم الجمعة.