أنظار هواة الفن في اليابان تتجه هذه الأيام إلى متحف موري للفنون في طوكيو، فمعرض الفن العربي الحديث، الذي افتتح فيه، جاء ليروي عطش الأوساط الثقافية اليابانية، لمعرفة ما يجري في العالم العربي والتواصل مع المبدعين العرب، تزامنًا مع الربيع العربي الذي يحتل شاشات التليفزيون حول العالم.
فوميو نانجو، مدير متحف موري للفنون، يقول: "بين عامي 2005 و2012 قمت بزيارة العالم العربي حوالي عشر مرات، وقابلت العديد من الفنانين العرب، ونظمت هذا المعرض بناءً على هذا الاحتكاك المتواصل بهم، ويضيف ردود الفعل إيجابية جدًا، والتجاوب الإعلامي ملفت، فالصحفيون اليابانيون يتابعون التغييرات الكبيرة التي تحصل في العالم العربي، وبالتالي، يعتريهم الكثير من الفضول حول الفن الحديث القادم من تلك المنطقة".
المعرض دعى لفيفًا من الفنانين العرب للقاء النقاد والجمهور مباشرة، وقد كانت فرصة نادرة لمد الجسور بين العالم العربي واليابان، واختزال المسافات، هذا، وجد تعبيرًا عنه في العمل الفني "خذني إلى هذا المكان، أريد أن أصنع الذكريات" للثلاثي الفني اللبناني "أطفال أحداث".
عمل آخر حاز على اهتمام الزوار اليابانيين وحرك مشاعرهم، هو "كان يا ماكان، ذلك البيت الذي بناه أبي" للفنان العراقي المقيم في هولندا صادق الفراجي.
تفاعل الجمهور بشكل كبير مع تعبير الفنان عن حنينه إلى مهد طفولته في بغداد باستخدام بعض الصور والمقتنيات العائلية الحقيقية، ضمن عمل تحريك خيالي نجح في خلق أجواء حميمية يشوبها الحزن.
ويقول نانجو: "للمرة الأولى يتاح لي أن أرى الفنون الحديثة للعالم العربي، والأعمال غنية ومتنوعة واستمتعت بالفعل بمشاهدتها، كما لاحظت أن دول المنطقة تتشارك بالكثير من الأشياء، ولكن هناك العديد من الاختلافات أيضًا".
الحياة اليومية والبيئة في العالم العربي شغلت أحد محاور المعرض، بينما تناول محور آخر صورة العرب من الوجهتين الداخلية والخارجية، واشتغل المحور الثالث على علاقة الماضي بالحاضر والذكريات بالواقع الحالي.