صور.. محافظ الغربية في الديوان العام لمباشرة مهام عمله    محافظ الغربية يصل ديوان عام المحافظة لمباشرة مهام عمله    جهاز مدينة السويس الجديدة يحصل على شهادات الأيزو لإدارة الجودة والسلامة والصحة المهنية    الداخلية تواصل تفعيل المرحلة 26 من مبادرة كلنا واحد    بروتوكول بين المعهد القومي للحوكمة وكلية ثندر بيرد للإدارة بمبادرة 100 مليون متعلم العالمية    3140 قرض حسن لأصحاب الصناعات اليدوية والحرفية بالأقصر    تايمز أوف إسرائيل: ثلث الإسرائيليين يؤيدون اتفاق الهدنة والحكومة تقول يجب خفض سقف التوقعات    آخر 24 ساعة قبل وفاة أحمد رفعت.. الطبيب المشرف: شاهد مباراة فرنسا والبرتغال.. ثم عاد وجلس مع والدته    الدبيس: انضمام النني وزيزو إضافة في أولمبياد باريس    "مات أحمد رفعت وسيموت آخرون".. مالك دجلة يطالب بإلغاء الدوري وتكريم اللاعب    لتكريم الجهات الشرطية.. الداخلية تنظم الاحتفال السنوي بيوم التدريب    الثانوية العامة 2024.. طلاب الفيوم: امتحان الكيمياء سهل لكنه طويل    الأرصاد: الطقس مائل للحرارة رطب ليلًا والقاهرة تسجل 35 درجة    الكيمياء والجغرافيا ترسم البهجة على وجوة طلاب الثانوية العامة بالفيوم    وليد يوسف يعلن تأجيل بدء الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح المصري    حدث في شرق نابلس .. إصابة شابين بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال    نجوم الفن ينعون أحمد رفعت: «ربنا يخرجنا منها بخير.. وادعوا لأمه بالصبر» (صور)    السبب مفاجأة - جمال شعبان يكشف تفاصيل وفاة اللاعب أحمد رفعت    جامعة بنها تتقدم 65 مركزا في مؤشر التأثير العلمي بتصنيف ليدن الهولندي 2024    الاتحاد الأوروبي يرفض قصف وإجلاء المدنيين صباحا ويدعم الاحتلال بالأموال ليلا    رئيس الفلبين يهنئ رئيس وزراء بريطانيا الجديد بفوزه في الانتخابات التشريعية    إنجلترا ضد سويسرا.. الإنجليز يتفوقون فى تاريخ المواجهات قبل موقعة اليورو    «الداخلية»: حملات مكثفة لمنع التلاعب في الخبز تضبط 12 طنًا من «الدقيق المدعم»    توقيع بروتوكول تعاون بين جامعتي الإسكندرية والسادات    عضو مجلس الشيوخ: الحوار الوطني بات همزة وصل بين الحكومة والشارع المصري    لليوم السادس.. التموين تواصل صرف مقررات يوليو    رئيس الوزراء يوجه بالإسراع في تنفيذ مبادرة «100 مليون شجرة»    باع 11.7 ألف تذكرة في 24 ساعة.. تعرف على إجمالي إيرادات فيلم عصابة الماكس    أول رد من طليق أنغام على أنباء زواجه من شيرين عبد الوهاب    حكم صيام أول محرم.. «الإفتاء» تحسم الجدل    استمرار غياب بيرسى تاو عن الأهلي في الدوري    لطلاب الثانوية العامة، أفضل مشروبات للتخلص من التوتر    وزير الخارجية: مصر تسعى لدعم دول الجوار الأكثر تضررًا من الأزمة السودانية    أجمل التهاني والرسائل بالعام الهجري الجديد 1446.. تعرف عليها    وزير الصحة يستقبل المدير الإقليمي للتنمية البشرية بالبنك الدولي لتعزيز سبل التعاون    فرحة بين طلاب الثانوية العامة بالدقي لسهولة الجغرافيا.. وطلاب العلمي: امتحان الكيمياء طويل    وزير التعليم يتابع سير امتحانات الثانوية: «وضع مصلحة الطلاب وتوفير كافة سبل الراحة لهم على رأس الأولويات»    اعتدى عليها جنسيًا.. وصول المتهم بقتل الطفلة السودانية «جانيت»    خبيرة فلك: ولادة قمر جديد يبشر برج السرطان بنجاحات عديدة    رئيس «قيد الصحفيين» يعلن موعد جلسة مقابلة المتقدمين ل«تحت التمرين» (تفاصيل)    مصر وسوريا تشددان على الرفض التام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين.. الرئيس السيسى يؤكد ل"الأسد" مواصلة الجهود الرامية لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة مستدامة    مفتى الجمهورية: التهنئة بقدوم العام الهجرى مستحبة شرعًا    ما الحكمة من اعتبار أول شهر المحرم بداية العام الهجري؟ الإفتاء تُجيب    ‫وزير الزراعة يبحث الملفات العاجلة وتطوير الثروة الحيوانية    ملك تايلاند يستقبل شيخ الأزهر ويشيد بجهود الأزهر في نشر وتعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك    ماذا يريد الحوار الوطنى من وزارة الصحة؟...توصيات الحوار الوطنى تضع الخطة    الصحة تطمئن على جودة الخدمات المقدمة بمستشفى عين شمس العام    قائد القوات الجوية الأوكرانية: إسقاط 24 مسيرة روسية من طراز شاهد    أسعار اللحوم الحمراء اليوم السبت 6 يوليو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 6-7-2024    عاجل.. الزمالك يرد على أنباء حرمانه من الجماهير أمام الأهلي بالسوبر الأفريقي    يورو 2024| تشكيل منتخب إنجلترا المتوقع لمواجهة سويسرا    الداخلية الإيرانية: تقدم بزشيكان على جليلي بعد فرز أكثر من نصف الأصوات    وفاة اللاعب أحمد رفعت إثر تدهور حالته الصحية    «في الساحل الشمالي».. شوبير يكشف عن أولى صفقات الأهلي (فيديو)    احتفالات السنة الهجرية الجديدة 1446 في العراق    «هنمنع عنكم طائرات الأباتشي».. نبيل فهمي يكشف تهديد أوباما بعد ثورة 30 يونيو (فيديو)    الصحة العالمية تحذر من مادة مسرطنة يستخدمها الملايين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يجب تشديد شروط المساعدات الأمريكية لمصر وليبيا
نشر في الشروق الجديد يوم 24 - 09 - 2012

توشك إدارة أوباما على الانتهاء من اللمسات الأخيرة لحزمة مساعدات لمصر، من بينها إسقاط حوالى مليار دولار من ديون مصر للولايات المتحدة. هذا بالإضافة إلى مليار ونصف المليار سنويا من المساعدات الأمريكية الخارجية. لكن تراخى حكومة مصر الإسلامية الجديدة فى التصدى للمظاهرات العنيفة عند السفارة الأمريكية بالقاهرة يثير التساؤل بشأن دوافع قادة مصر الإسلاميين الجدد.

على الكونجرس مراقبة مفاوضات المساعدات المتواصلة مع القاهرة لضمان وفاء الشروط المحددة لأى مساعدات قادمة بتعزيز المصالح الأمريكية القومية.

وقد قدمت واشنطن لحكومة ليبيا الجديدة مبلغا أقل من ذلك بكثير حوالى 200 مليون دولار منذ بدء الانتفاضة فى 2011. وعلى عكس مصر، بادرت الحكومة الليبية بعرض مساعدتها الأمنية فى أعقاب الهجوم الإرهابى على القنصلية الأمريكية فى بنغازى فى 11 سبتمبر، والذى راح ضحيته أربعة من الأمريكيين. وعلى الولايات المتحدة أن تستمر فى تقديم مساعدتها المحدودة تلك طالما استمرت الحكومة الليبية فى التعاون لتأمين الدبلوماسيين الأمريكيين، ومطاردة الإرهابيين المسئولين عن هجوم بنغازى، ومنع القاعدة وغيرها من التنظيمات الإسلامية المتطرفة من تحويل البلاد إلى ملاذ آمن لها.

تحول مصر باتجاه الإسلام المتطرف

وضع الرئيس المصرى محمد مرسى، العضو القديم بجماعة الإخوان المسلمين المعادية للغرب، بلاده على مسار مزعج جديد على صعيد السياسة الخارجية منذ مجيئه إلى الحكم فى يونيو. فقد ابتعدت حكومته عن واشنطن فى الوقت الذى أعادت فيه الدفء إلى العلاقة مع الصين، وحسَّنت العلاقات مع إيران، وانتهكت اتفاق السلام الموقع مع إسرائيل. وكانت أول زيارة لمرسى خارج الشرق الأوسط إلى الصين. واستقبل الرئيس محمود أحمدى نجاد فى القمة الإسلامية التى عقدت فى السعودية بالأحضان وأصبح أول رئيس مصرى يزور إيران منذ ثورة 1979.

كما قوضت حكومة مرسى اتفاقية السلام التى وقعتها مصر مع إسرائيل فى 1979. فبعد هجوم الخامس من أغسطس الإرهابى الذى شنه المتشددون الإسلاميون وقتل خلاله 16 من جنود الحدود فى سيناء، نشرت القاهرة المدرعات بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وهذا يعد انتهاكا للاتفاقية التى وقعت بوساطة أمريكية. وتحت عباءة محاربة الإرهاب، سيستخدم مرسى حملة سيناء لتدعيم موقفه السياسى داخليا، وزيادة التعاون مع حماس، الفرع الفلسطينى للإخوان المسلمين الذى يسيطر على غزة والمصمم بعناد على القضاء على إسرائيل. وقد دعا زعيم حماس، إسماعيل هنية، لزيارة القاهرة بالفعل، وخفف من القيود المفروضة على الانتقال بين غزة ومصر.

وقد عمقت الهجمات الأخيرة على السفارة الأمريكية بالقاهرة من قلق الولايات المتحدة من حكومة مصر الجديدة. فبرغم الإنذار المبكر بوجود خطط من جانب الإسلاميين المتشددين لتنظيم مظاهرة احتجاج فى 11 سبتمبر، تراخت قوات الأمن المصرية بطريقة تثير الريب فى التصدى للحشد الذى اجتاح مبنى السفارة، وقام بتمزيق العلم الأمريكى، ووضع بدلا منه علما أسود يشبه علم القاعدة.

ولم يفعل رد فعل الرئيس مرسى اللامبالى على هجوم السفارة أكثر من مضاعفة المشكلة. فبدلا من أن يستنكر الهجوم على الفور ويتخذ الإجراءات اللازمة لتعزيز الأمن حول السفارة كما فعل قادة ليبيا واليمن بعد الأحداث المماثلة التى شهدها البلدين انتظر مرسى يوما قبل أن يعبر عرضا عن إدانة هزيلة للمتظاهرين على فيسبوك. ولم يكن لأسلوب مرسى المتردد للوفاء بالتزامات مصر بحماية الدبلوماسيين الأجانب تأثير كبير فى طمأنة واشنطن أو ضمان عدم تعرض السفارة مستقبلا لشغب كهذا. والحقيقة أن مؤيديه من الإخوان المسلمين زادوا الموقف سوءا بالدعوة إلى المزيد من الاحتجاجات المعادية لأمريكا.

وقد تأخر الرئيس مرسى كثيرا فى تقديم وعد بحماية الدبلوماسيين الأمريكيين فى مكالمة هاتفية مع الرئيس اوباما وبيان صدر فى بروكسل. لكن تراخى مرسى فى الوفاء بالتزامات حكومته القانونية بحماية الدبلوماسيين يتطلب إرسال إشارات واضحة من جانب إدارة أوباما والكونجرس بأن التباطؤ المستمر فيما يتعلق بالتعاون الأمنى من شأنه تعريض المساعدات الخارجية الأمريكية والتعاون من أجل تخفيف ديون مصر الثقيلة للخطر.

جهود ليبيا المحمودة

تكافح حكومة ليبيا الجديدة فى سبيل الحفاظ على الأمن الداخلى والقانون والنظام فى وجه التحدى الذى تفرضه الميليشيات المستقلة. وقد سارعت بإدانة الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى وعرضت تعاونها فى القبض على الإرهابيين المسئولين عن هجوم 11 سبتمبر. وتطارد السلطات الليبية منفذى الاعتداء وألقت القبض على أربعة أشخاص. وسيكون من الخطأ وقف المساعدات عن حكومة ليبيا المشكلة حديثا فى وقت يستمر فيه تعاونها فى هذه المسألة المهمة. ولن يكون من شأن هذا الوقف إلا تعزيز أهداف الإسلاميين المتشددين الذى قاموا بالهجوم ويسعون إلى الحد من النفوذ الغربى فى بلادهم، وتقويض سلطة الحكومة، واختطاف الثورة الليبية.

المساعدات للحلفاء

تقدم الولايات المتحدة لمصر حاليا 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية وتدعم جهود مصر فى التفاوض من أجل الحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولى. يضاف إلى هذا عرض إدارة أوباما بتخفيض ديون مصر للولايات المتحدة من 3.2 مليار دولار إلى مليار واحد. ولا تزال تفاصيل تخفيض الدين فى مراحلها الأخيرة، لكن من المتوقع أن يكون هناك مزج بين المبادلات استخدام أموال خدمة الدين فى برامج محددة أخرى والإعفاء المباشر. وأشارت الإدارة إلى تغطية الصفقة بالكامل تقريبا من إعادة توجيه الأموال المتبقية من اعتمادات المساعدات الأجنبية.

وعلى الكونجرس ممارسة سلطاته الرقابية لتقييم حزمة المساعدات ومدى صحة الاستمرار فى تقديم المساعدات لمرسى. عليه أن يقر صفقة تخفيض الديون ويستمر فى تقديم المساعدة فقط فى حال تعهدت حكومة مصر تعهدا واضحا بالآتى:

●تحقيق الحماية الكاملة للمواطنين والممتلكات الأمريكية، خاصة السفارة الأمريكية وغيرها من الهيئات الدبلوماسية.

● الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل ووقف نشر قوات إضافية فى سيناء دون موافقة إسرائيل المسبقة.

● التعاون فى محاربة القاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية؛ واتباع سياسات لحماية حقوق مواطنيها، ومن بينها حرية العقيدة، والتعبير، والاجتماع، والالتزام بالقانون.

وبنفس الطريقة، قدمت الولايات المتحدة حوالى 200 مليون دولار إلى ليبيا منذ الانتفاضة فى 2011، منها 89 مليون دولار فى صورة مساعدات إنسانية، و40 مليونا تخفيضات على مبيعات الأسلحة، و25 مليونا مساعدات غير قتالية من مخزون وزارة الدفاع. وتتضمن ميزانية 2012 حوالى 13 مليون دولار للمساعدات الخارجية.

المساعدات ليست استحقاقات

المساعدات الخارجية الأمريكية هى أداة لتعزيز المصالح القومية الأمريكية، وليست برنامجا مستحقا للعمل الاجتماعى الدولى. وكما أشار الرئيس اوباما فى حديثه مع Telemundo أن هناك غموضا متزايدا بشأن ما إذا كانت مصر لاتزال حليفا أم لا. ولدى واشنطن أسباب قوية لمساعدة مصر على اجتياز الانتقال الصعب إلى بلد ديمقراطى مستقر يمكن أن يكون شريكا مهما فى تحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط المضطرب، والمحافظة على السلام مع إسرائيل، ومحاربة الإرهابيين الإسلاميين، لكن يجب على الرئيس مرسى أن يتصرف كحليف. وإذا حافظت حكومة مرسى الجديدة على التزامات مصر القديمة بتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط، وحماية الدبلوماسيين والزوار الأجانب، واحترام حقوق شعبها، فإنها تستحق حينها استمرار تدفق المساعدات الأمريكية.

كذلك، على واشنطن الاستمرار فى تقديم المساعدات إلى ليبيا طالما واصلت الحكومة التعاون فى توفير الأمن للدبلوماسيين الأمريكيين، ومطاردة الإرهابيين المسئولين عن هجوم بنغازى، وحرمان القاعدة وغيرها من الإسلاميين المتشددين من الحصول على ملجأ آمن على الأرض الليبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.