بعد رفض السودان استقبال عناصر من مشاة البحرية الأمريكية (مارينز) لحماية السفارة الأمريكية من المحتجين الغاضبين من الفيلم المسىء، طالب البرلمان اليمنى أمس برحيل جنود «مارينز» كانوا قد وصلوا العاصمة صنعاء لغرض مماثل. إذ رفض البرلمان اليمنى أى وجود أجنبى على أراضى اليمن، وطالب برحيل عناصر المارينز فورا، قائلا فى بيان إنه «لا يقبل أى وجود أجنبى على الأراضى اليمنية تحت أية ذريعة»، واصفا هذه الخطوة ب«غير المقبولة». وفى نفس الوقت دعا البرلمان الحكومة إلى القيام بواجبها فى حماية السفارات وتأمين حياة السفراء والدبلوماسيين. وحذر النائب عن حزب الحق المعارض من وجود حتى قوة أمريكية صغيرة «قد يفتح أبواب جهنم على اليمن ويمنح الإرهابيين فرصة». فيما ساوى رئيس لجنة العلماء باليمن، الشيخ عبدالمجيد الزندانى، بين وصول القوات الأمريكية و«الاحتلال الأجنبى».
وقبلها بساعات، قال متحدث باسم الخارجية السودانية لوكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) مساء أمس الأول إن «الحكومة الامريكية ابدت رغبتها فى إرسال قوات خاصة لحماية سفارتها بالخرطوم»، لكن وزير الخارجية السودانى، على كرتى «اعتذر عن عدم استقبال هذه القوات» معتبرا أن «السودان قادر على حماية كل البعثات الدبلوماسية التى على أراضيه». معقبا، قال أستاذ القانون الدولى بالجامعة اللبنانية، حسن جونى، ل«الشروق» عبر الهاتف: «اتفاقية فيينا تنص على أن حماية أفراد البعثة الدبلوماسية هى من واجبات الدولة المستقبلة وليس الدولة الموفدة، ويمكن للدولتين أن يتفقا على عناصر أمنية من الدولة الموفدة، من حيث عددهم وتسليحهم، لتأمين حماية إضافية للبعثة».
وشدد على أنه «طبقا للقانون الدولى لا يحق لأى دولة التدخل فى شئون أخرى وانتهاك سيادتها.. وكل دولة هى التى تقرر السماح أو عدم السماح بوجود قوات أجنبية على أراضيها.. ولا يمكن لدولة أن تحمى بعثاتها الدبلوماسية بالقوة، وإلا أصبحت غطرسة أمريكية».
من جهتها، أمرت الخارجية الأمريكية أفراد أسر دبلوماسييها وموظفيها غير الأساسيين بمغادرة سفارتى الولاياتالمتحدة فى تونس والخرطوم؛ جراء مخاوف امنية فى اعقاب موجة من الاحتجاجات المعادية للولايات المتحدة، كما اصدرت «تحذيرا موازيا للمواطنين الأمريكيين من السفر» إلى البلدين.
ودعت الخارجية المواطنين الأمريكيين «الى تفادى كل التظاهرات العامة وكل التجمعات السياسية لان تظاهرات قد تبدو سلمية يمكن أن تصبح عدائية وعنيفة من دون انذار سابق». وفى ما يتصل بالامريكيين الذين لايزالون يقيمون فى السودان، قالت: «ينبغى أن تلتزموا الحذر وتبدلوا مواعيدكم وبرامجكم للتنقل وتقودوا بحذر وتتأكدوا من أن جواز سفركم وتأشيرتكم السودانية لايزالان صالحين».
وقد اندلعت احتجاجات على الفيلم فى باكستان والهند أمس. أوروبيا، وفيما أدانت قيادات إسلامية فى ألمانيا أعمال العنف التى استهدفت سفارات أجنبية فى دول إسلامية، أعلنت حركة يمينية ألمانية متطرفة، تسمى «برو داتشلاند»، رغبتها فى عرض الفيلم المسىء ب«كامله فى برلين». واعتبر مسئول بالحركة، يدعى مانفريد راوش، أنه «بالنسبة لنا، انها قضية فن وحرية تعبير»، وفقا لمجلة «دير شبيجل» الألمانية أمس.
وفى باريس، اعتقلت الشرطة الفرنسية مساء أمس الأول حوالى مائة شخص شاركوا فى تظاهرة عنيفة غير مرخص لها قرب السفارة الامريكية ووزارة الداخلية؛ احتجاجا على الفيلم المسىء. وقال مصدر أمنى لوكالة الصحافة الفرنسية إن عشرات الرجال والنساء والاطفال يعتقد انهم «قريبون من السلفيين» عمدوا الى «التظاهر بطريقة عنيفة، ثم اشتبكوا مع قوات الشرطة»، ما اسفر عن «اصابة اثنين أو ثلاثة من عناصر الشرطة بجروح طفيفة».
بالتزامن، اعتقلت الشرطة البلجيكية فى مدينة انفير شمالى بلجيكا، حوالى 120 شخصا شاركوا فى تظاهرة احتجاجية، تخللتها اشتباكات مع قوات الامن. واطلق المتظاهرون هتافات معادية للولايات المتحدة واحرقوا العلم الامريكى. كما تظاهر مئات العرب داخل إسرائيل مساء أمس الأول السبت؛ احتجاجا على الفيلم المسئ، مرددين: «بالروح بالدم نفديك يا محمد» (عليه الصلاة والسلام).