●● «لا يعنينى من أى شىء يعانى كريستيانو رونالدو، ولا أهتم بحزنه، ولو ظل حزينا ويلعب بهذا المستوى الرائع، فإنه لا مانع من استمرار حزنه». كانت تلك كلمات أطلقها المبدع البرتغالى مورينيو، وهو مبدع لمهاراته كمدرب، ومبدع لأنه يقدم لرجال الإعلام أشهى المانشيتات بتصريحاته الصارخة.. ولا ينافسه عالميا حاليا سوى السير أليكس فيرجسون ديكتاتور مانشستر يونايتد الذى يوصف غضبه بأنه مثل الوقوف أمام مجفف شعر.
أعود إلى مورينيو الذى سئل قبل أيام عن رونالدو وأحزانه، ورفض التعليق على تلك الأحزان، لأنها مسألة بين اللاعب وبين إدارة النادى، وما يهمه، حسب قوله، هو النتائج، فأنتم، موجها حديثه للصحفيين، تقتلوننى حين تسوء النتائج. واليوم بالفعل وصفت الصحف خسارة ريال مدريد أمام إشبيلية بأنها أسوأ بداية لبطل الدورى منذ 10 سنوات.
●● كان كريستيانو رونالدو أعلن عن حزنه بعدم الاحتفال بهدفيه فى فريق غرناطة، وقال عقب اللقاء: «أنا حزين بسبب مسألة احترافية والنادى يعلم السبب. لذلك لم أحتفل بالهدفين، لأنى لست سعيدا. الناس (فى النادى) يعلمون السبب».. وترددت أنباء عن العقد الأبدى بين رونالدو وبين ناديه، وهى ظاهرة حديثة فى كرة القدم الأوروبية.. لكن لم يعرف أحد على وجه الدقة لماذا أصاب الحزن كريستيانو.. هل لعدم مساندة ريال مدريد له فى استفتاء أحسن لاعب فى أوروبا وهو اللقب الذى خسره أمام نجم برشلونة إنيستا؟!
●● الكثيرون فى شارع الكرة المصرية ينتقدون مبالغات الإعلام بشأن تصرفات وتصريحات النجوم، إلا أن ما يجرى فى الكرة الأوروبية يفوق أحيانا المبالغات المصرية أو العربية، فقد نظمت صحف بريطانية وإسبانية وبرتغالية استفتاءات بين قرائها بعناوين: «ماذا أصاب رنالدو؟.. حدد أسباب حزن كريستيانو».
●● فى تقرير لها أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن المذيع الإسبانى خوسيه رامون دى لا مورينا قال إن رونالدو التقى رئيس النادى فلورنتينو بيريز والمدير العام خوسيه انخل سانشيز كاشفا لهما أنه يريد الرحيل «لأنه لا يشعر بأنه محبوب فى ريال مدريد، وليس مدعوما من باقى زملائه.. وهناك بالفعل شعور بأن العلاقة بين رونالدو وبين زملائه بالفريق ليست على ما يرام، وأنه ليس محبوبا.. وأن تلك المشاعر هى المسألة الاحترافية التى تحدث عنها النجم البرتغالى.
●● كانت تلك المسألة وأحزان رونالدو أهم أخبار الصحف الإسبانية وبرامج التليفزيون.. فهذا الاهتمام بالنجوم ليس من التفاهات، لكنهم هناك فى العالم الآخر تتوزع اهتماماتهم بين السياسة والاقتصاد والعلوم والرياضة والفن والثقافة والأدب، ويعطون كل نشاط حجمه من الاهتمام ومن الاحترام.. ويكفى الاحتفال الذى نظمته بريطانيا لأبطالها فى الألعاب الأوليمبية للأصحاء والمعاقين، كأنهم انتصروا فى الحرب العالمية.. أما كرة القدم هنا فقد ظلت حياة شعب، وكان فوز المنتخب انتصارا وطنيا، وكان الفريق هو الوطن، وكانت الأغنية الوطنية تدوى حين يسجل أبوتريكة أو عمرو زكى هدفا.. دون أن يهتم الناس بالأهداف التى تضيع فى حياتنا كلها..
●● الآن سؤال الحلقة: لماذا كان كريستيانو رونالدو حزينا فى الأيام الماضية..؟!