شيخ الأزهر يستقبل سفير سلطنة عمان بالمشيخة    العروض الجوية تُزين سماء مصر من طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية 2024    رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد احتفال المستشفى الأمريكي بطنطا بمرور 125 عامًا على تأسيسها    وزراء "الصحة" و" العدل" و" التضامن" يشيدون بمركز استقبال الأطفال    مع قراء «الأخبار»    البنك المركزي يعلن ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي لمصر إلى 46.7 مليار دولار    وزير النقل: نتفاوض مع «سكك حديد ألمانيا» لإدارة شبكة القطار الكهربائي السريع    ضابط لبناني واثنان آخران شهداء غارات إسرائيلية على لبنان    الأهلي في اجتماع فيفا وثلاثي القطبين خارج المغرب والأحمر يتوج ببرونزية مونديال اليد| نشرة الرياضة ½ اليوم 3-10-2024    في 6 أشهر فقط.. القيمة السوقية ل وسام أبو علي تتضاعف    إصابة 10 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    الخريف.. فصل الجمال والتغيير الطبيعي    الأوبرا تحتفل بانتصارات أكتوبر    حكم صلة الرحم إذا كانت أخلاقهم سيئة.. «الإفتاء» توضح    أضف إلى معلوماتك الدينية| فضل صلاة الضحى    فحص 520 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة المنيا في مركز العدوة    افتتاح المؤتمر الدولي لجراحة الأوعية الدموية لمناقشة الجديد فى الأمراض الوعائية    مدرب منتخب فرنسا يكشف سبب استبعاد مبابي    لطفي لبيب عن نصر أكتوبر: بعد عودتي من الحرب والدتي صغرت 50 سنة    بشرى سارة للأهلي.. فيفا يصدر قرارات جديدة بشأن الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية    سفير السويد: نسعى لإقامة شراكات دائمة وموسعة مع مصر في مجال الرعاية الصحية    مصرف «أبو ظبي الإسلامي- مصر ADIB-Egypt» يفتتح الفرع ال71 بمدينتي    إصابة شاب بسبب خلافات الجيرة بسوهاج    «ينفذ يناير القادم».. «الرعاية الصحية» توقع برنامج توأمة مع مستشفيات فوش الفرنسية    وزارة الطوارئ الروسية تعيد من بيروت 60 مواطنا روسيا    تأهل علي فرج وهانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة قطر للإسكواش    رسميًا.. انتهاء أزمة ملعب قمة سيدات الزمالك والأهلي    العرض العالمي الأول لفيلم المخرجة أماني جعفر "تهليلة" بمهرجان أميتي الدولي للأفلام القصيرة    كيف تحجز تذاكر حفل ريهام عبدالحكيم بمهرجان الموسيقى العربية؟    باحث: الدولة تريد تحقيق التوزان الاجتماعي بتطبيق الدعم النقدي    الرئيس السيسي يستقبل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمطار القاهرة    «القاهرة الإخبارية»: بريطانيا تستعد لإجلاء رعاياها في لبنان برا وبحرا    تعديلات قطارات السكك الحديدية 2024.. على خطوط الوجه البحرى    الهيئة تلزم صناديق التأمين الحكومية بالحصول على موافقتها عند نشر أية بيانات إحصائية    تعرف على إيرادت فيلم "إكس مراتي" بعد 10 أسابيع من عرضه    منها «الصبر».. 3 صفات تكشف طبيعة شخصية برج الثور    وزيرا الرياضة والثقافة يشهدان انطلاق فعاليات مهرجان الفنون الشعبية بالإسماعيلية    وزارة التعليم: التقييمات الأسبوعية والواجبات المنزلية للطلاب مستمرة    «أوقاف مطروح»: توزع 2 طن لحوم و900 شنطة مواد الغذائية على الأسر الأولى بالرعاية    تعدد الزوجات حرام في هذه الحالة .. داعية يفجر مفاجأة    محافظ الغربية يبحث سبل التعاون للاستفادة من الأصول المملوكة للرى    أوكرانيا تهاجم قاعدة جوية روسية في فارونيش بالطائرات المسيرة    بيراميدز يخوض معسكر الإعداد فى تركيا    اتفاق بين منتخب فرنسا والريال يُبعد مبابي عن معسكر الديوك في أكتوبر    فروع "خريجي الأزهر" بالمحافظات تشارك بمبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"    لطفي لبيب يكشف عن سبب رفضه إجراء جلسات علاج طبيعي    الأمن يكشف لغز العثور على جثة حارس ورشة إصلاح سيارات مكبل في البحيرة    مجلس الشيوخ.. رصيد ضخم من الإنجازات ومستودع حكمة في معالجة القضايا    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الحرص والبخل    أحد أبطال حرب أكتوبر: خطة الخداع الاستراتيجي كانت قائمة على «الصبر»    وزير الخارجية السعودي: لا علاقات مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة    ضبط 17 مليون جنيه حصيلة قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    الصحة: تطعيم الأطفال إجباريا ضد 10 أمراض وجميع التطعيمات آمنة    نائب وزير الصحة يوصي بسرعة تطوير 252 وحدة رعاية أولية قبل نهاية أكتوبر    مركز الأزهر للفتوى يوضح أنواع صدقة التطوع    بالفيديو.. استمرار القصف الإسرائيلي ومحاولات التسلل بلبنان    الحالة المرورية اليوم الخميس.. سيولة في صلاح سالم    أستون فيلا يعطل ماكينة ميونخ.. بايرن يتذوق الهزيمة الأولى في دوري الأبطال بعد 147 يومًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة.. على الفيلم المسىء
نشر في الشروق الجديد يوم 14 - 09 - 2012


أعد الملف فكرى عابدين وهيثم نورى ومحمود السمين
ساعة بعد أخرى، تتسع دائرة الغضب على خارطة العالم الإسلامى من الفليم المسىء للنبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، والذى أنتجه مناهضون للإسلام فى الولايات المتحدة، وسط دعوات من نشطاء على الإنترنت لجمعة حاشدة اليوم ضمن ما يطلقون عليها «ثورة على الفيلم المسىء».

وفيما تسابق إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أباما، الزمن لاحتواء تداعيات هذا الفيلم، والحيلولة دون تضرر علاقاتها مع العالم الإسلامى، لا سيما بعد ثورات الربيع العربى، تتكشف الكثير من الأسرار حول فيلم «براءة المسلمين»، بداية من تعرض فريق العمل للخداع، ومرورا بأن منتجه مدان فى قضية احتيال مالى، ووصولا إلى كون مخرجه «شخصية وهمية».

الغضب يتواصل.. ودعوات لجمعة حاشدة
يمنيون يقتحمون السفارة الأمريكية ويحرقون سيارات بداخلها.. وعراقيون يهتفون ضد أمريكا وإسرائيلفى يوم ثالث من الاحتجاجات فى العالم الإسلامى على فيلم «براءة المسلمين» المسىء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، اقتحم متظاهرون مجمع السفارة الأمريكية فى العاصمة اليمنية صنعاء، وأحرقوا عددا من السيارات فى فناء المبنى، فيما نظم التيار الصدرى بالعراق احتجاجات فى بغداد والنجف والكوت، وسط دعوات فى الفضاء الإلكترونى لمظاهرات حاشدة اليوم الجمعة فى أرجاء العالم الإسلامى.

وقال مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية إن المتظاهرين اليمنيين، الذين تجمعوا بالآلاف قرب السفارة، اقتحموا البوابة الرئيسية، ودخلوا الى الفناء حيث اشعلوا سيارات، فيما تدخلت قوات الامن باطلاق الاعيرة النارية وبخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وسط هتاف المحتجين: «يارسول الله.. يا محمد».

فيما ذكرت وكالة رويترز للأنباء، نقلا عن شهود عيان، أن مئات المتظاهرين هشموا نوافذ مكاتب الأمن خارج السفارة، قبل أن يقتحموا البوابة الرئيسية للمجمع الذى يخضع لحراسة مشددة شرقى صنعاء، وفتح الأمن النار، وسط أنباء عن سقوط قتيل وجرحى.

وفى العراق، تجمع متظاهرون عند ساحة ثورة العشرين وسط مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) تلبية لدعوة الزعيم الشيعى مقتدى الصدر، حاملين اعلاما عراقية وصورا للصدر، ومرددين: «كلا كلا أمريكا.. كلا إسرائيل»، و«خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود». وخلال التظاهرة تم توزيع بيان صادر عن مكتب الصدر يطالب «الحكومة العراقية باستدعاء السفير الأمريكى فى بغداد»، كما طالب البيان مجلس النواب العراقى بسن قانون يمنع التعامل مع هكذا دول تسىء للاسلام وللرسول الاكرم، داعيا المؤسسة الدينية المسيحية الى ردع هذه التصرفات ومنعها، ورافقت التظاهرة اجراءات امنية مشددة.

وفى مدينة الصدر، تظاهر الآلاف من انصار التيار الشيعى بينهم اعضاء فى مجلس النواب ومراجع دينية، وأحرق المتظاهرون العلم الأمريكى. فى موازاة ذلك خرج العشرات من انصار التيار الصدرى فى مدينة الكوت (160 كلم جنوب بغداد) رفضا للاساءة ذاتها، مرددين امام مقر مبنى مجلس المحافظة «كلا كلا للسكوت». وبهذه الاحتجاجات، دخلت اليمن والعراق على خط الاحتجاجات التى خرجت فى مصر وليبيا وتونس والسودان وقطاع غزة وأفغانستان ضد الفيلم المسىء، الذى أنتجه مناهضون للإسلام فى الولايات المتحدة.



أوباما: النظام المصرى الجديد ليس حليفًا لنا.. ولا عدوًا
•الرئيس الأمريكى فى تحذير غير مباشر: إذا لم يوفر المصريون الحماية للسفارة وموظفيها.. فتلك مشكلة كبيرة

• دعوات أمريكية لعدم عقد أى لقاء بين أوباما ومرسى حتى يقدم الأخير تعهدات بحماية المصالح الأمريكية

واشنطن ترسل مدمرتين مسلحتين بصواريخ «توما هوك» قبالة السواحل الليبية.. وطائراتها تجمع معلومات عن «الجهاديين» واشنطن
محمد المنشاوى:

معقبا على المظاهرات المتواصلة أمام السفارة الأمريكية فى القاهرة منذ الثلاثاء الماضى، احتجاجا على الفيلم «الأمريكى» المسىء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومحاولة اقتحامها، قال الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، إنه يعتقد أن النظام المصرى الجديد ليس حليفا لبلاده، وفى نفس الوقت ليس عدوا لها.

فردا على سؤال لشبكة «تيليموندو» التليفزيونية الأمريكية الناطقة بالإسبانية، أجاب أوباما مساء أمس الأول: «لا أعتقد أننا نعتبر النظام المصرى الجديد حليفا لنا، ولكننا لا نعتبره أيضا عدوا»، مضيفا: «علينا الانتظار لنرى كيف سيتعاملون مع هذه الحادثة».

وبعبارات لا تخلو من تحذير مبطن، مضى قائلا: «نتوقع من المصريين أن يتجاوبوا مع طلبنا بتوفير الحماية للسفارة وموظفيها، واذا تبين لنا انهم لا يتحملون هذه المسئولية كما تتحملها سائر الدول التى لنا فيها سفارات، فتلك مشكلة كبيرة»، خاتما بأن «بعض مواقف النظام الجديد كانت جيدة، وبعضها لم تكن بالضرورة تتوافق مع المصالح الأمريكية». وأجرى أوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس محمد مرسى، مساء أمس الأول، أعرب فيه عن رفضه «محاولات تشويه الإسلام»، داعيا إياه إلى «تنفيذ التزام مصر بحماية الدبلوماسيين الأمريكيين»، قبل أن يستعرضا الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

اوباما - مرسى

وتعرض الرئيس الأمريكى أمس الأول لهجوم حاد من منافسه الجمهورى فى انتخابات الرئاسة المقبل، ميت رومنى، الذى رأى أنه على أوباما أن يعتذر عما صدر من وزيرة خارجيته وسفيرته بالقاهرة من اعتذارات عن الفيلم.

ما رد عليه الرئيس الأمريكى بأن مسئولى السفارة الأمريكية بالقاهرة «كانوا يحاولون تهدئة الأمور عندما أدانوا الفيلم المعادى للإسلام»، مضيفا أن هذه المحاولة «لم تكن تنفيذا لأوامر من وزيرة الخارجية، هيلارى كلينتون، بل كانت نابعة من رؤية وتقدير المسئولين فى السفارة ممن كانت حياتهم فى خطر».

وجدد إدانته للفيلم قائلا إنه: «رغم أن الولايات المتحدة تؤمن بحرية التعبير طبقا للتعديل الأولى من الدستور، إلا أن الفيلم لا يمثل الشعب الأمريكى ولا قيمه، ومن المهم أن نوصل ذلك للعالم»، مشددا فى الوقت نفسه على أن «ذلك لا يجب أن يستخدم كعذر لقتل أمريكيين».

جاء ذلك فيما دعا ديفيد شينكر وأريك تريجر من معهد واشنطن، المعروف بقربه من دوائر اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة، بعدم عقد أى لقاء بين أوباما ومرسى، إلا إذا قدم الأخير تعهدات بحماية المصالح الأمريكية داخل مصر، بحسب مقال نشراه بصحيفة «نيويورك ديلى نيوز» أمس.

ولتأمين هذه المصالح، لكن فى ليبيا بعد مقتل السفير الأمريكى كرستوفر ستيفنز وثلاثة موظفين أمريكيين آخرين فى هجوم بالصواريخ على القنصلية بمدينة بنغازى، أعلن مسئولون أمريكيون أن واشنطن قررت إرسال المدمرتين «لابون» و«ماكفول» للإبحار قبالة السواحل الليبية، موضحين أنه لم يتم تكليفهما بمهمة محددة، إلا أن تواجدهما سيسهم فى زيادة هامش حرية العمل لدى القيادة الأمريكية إذا ما استدعت الضرورة ذلك. والمدمرتان مسلحتان بصواريخ «توماهوك»، التى استخدمها حلف شمال الأطلنطى (ناتو) ضد الدفاعات الجوية لقوات العقيد الليبى الراحل، معمر القذافى، العام الماضى.

وقبلها بساعات، أرسلت واشنطن خمسين عنصرا من وحدة «الفريق الأمنى لمكافحة الإرهاب»، التابع لقوات مشاة البحرية (مارينز)، لتأمين المنشآت الأمريكية فى ليبيا، وقررت إرسال طائرات بدون طيار للتحليق فوق بنغازى ومناطق ليبية أخرى، فضلا عن سحب معظم دبلوماسييها من الأراضى الليبية. وأوضح مصدر أمريكى رفيع أنه من المتوقع أن تجمع هذه الطائرات معلومات مخابراتية حول مواقع الجماعات «الجهادية»، والأهداف المحتملة، التى قد يكون لها علاقة بالهجوم على القنصلية الأمريكية، على أن تمرر هذه المعلومات للحكومة الليبية لتهاجم قواتها هذه المواقع.



فريق الفيلم: تعرضنا لدبلجة شيطانية
• الفريق الذى يضم مصريين: العمل لم يكن عن الإسلام.. ولا آثر للفيلم فى سجلات هوليوود

قال ثمانون ممثلا وعاملا فى فيلم «براءة المسلمين» إنهم تعرضوا للخداع، وإن الفيلم تمت دبلجته باللغة العربية بعد الانتهاء من إخراجه بصورة مغايرة للحوار باللغة الإنجليزية، بحسب مراسل صحيفة «جارديان» البريطانية فى مدينة لوس أنجلوس، رورى كارول.

وتابع هؤلاء فى بيان أمس: «نحن غاضبون، ونشعر بأن المنتج قام باستغلالنا. لسنا 100% وراء هذا الفيلم، الذى تم تضليلنا عن الغاية منه، ونشعر بصدمة من إعادة جذرية ودبلجة قام بها المنتج على السيناريو والأكاذيب التى قيلت لكل العاملين، ونشعر بحزن عميق لما سببه من مآس حدثت حتى الآن».

الممثلة ساندى
وشددت الممثلة سيندى لى جارثيا على أنها لم تكن تعلم أنها كانت تشارك فى فيلم مسىء عن حياة محمد، موضحة أن السيناريو كان بعنوان «محاربو الصحراء»، ولم يذكر الإسلام مطلقا، مضيفا أن الفيلم «كان مبنيا على فكرة ما كان عليه العالم منذ الفى عام، ولم تكن له أى صلة بالدين، بل كان يصور مصر منذ الفى عام».

وأوضحت أن المخرج، الذى قال إن اسمه سام باسيل، زعم انه ثرى إسرائيلى حصل على ثروته من العمل فى مجال المقاولات، ولكنه لاحقا قال لها إنه مصرى، موضحة أنه كان أشيب الشعر ويتحدث العربية والإنجليزية، وحريصا على تصوير جورج، وهو الممثل الذى قام بدور محمد، فى أسوأ صورة ممكنة.

ويشكك مراسل «جارديان فى وجود الفيلم بصورته الكاملة التى تقدر بنحو ساعتين، حيث لم يعثر فى سجلات هوليوود على أى أثر للفيلم بصورته الكاملة، مضيفا أن الجزء الموجود من الفيلم لا تتعدى مدته 13 دقيقة فى صورة تسجيلات جرى بثها على موقع «يوتيوب».

وقال ناشط مسيحى، يدعى ستيف كلاين، عمل كمدير للفليم، إن من عملوا فى الفيلم بالتمثيل ومن وراء الكاميرا، هم أمريكيون أصلهم من إيران وتركيا وباكستان وسوريا، واثنان منهم فقط من مصر، وجميعهم من بين من اتهم المخرج بأنه ضللهم وورطتهم فى فيلم ظنوه عن محاربى الصحراء، فإذا به يحوله بدبلجة شيطانية المقاصد والغايات إلى مسىء للإسلام وللرسول.


7 ضحايا فى سفارات أمريكا.. أحدثهم ستيفينز

لم يكن كريستوفر ستيفينز السفير الأمريكى الذى لقى حتفه إثر الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى، الأول من نوعه، إذ سبقه إلى ذات المصير ستة من سفراء واشنطن حول العالم.

ونشرت مجلة تايم أن أولهم هو السفير الأمريكى فى جواتيمالا جون ماير، والذى قتل عام 1968 حين أوقف ثوار جواتيماليون مدعومين من الرئيس الكوبى فى حينها فيدل كاسترو، سيارته بالقرب من منزله ثم أطلقوا الرصاص عليه من بندقية آلية وأردوه قتيلا.

وبحسب المجلة شهد عقد السبعينيات، التى تعد الحقبة السوداء لسفراء واشنطن، مقتل أربعة منهم، أولهم ما عرف باسم «عملية الخرطوم» عام 1973 التى قامت بها منظمة «أيلول الأسود» الفلسطينية، حيث اقتحم منفذو العملية السفارة السعودية فى العاصمة السودانية التى كانت تقام بها احتفالية بتعيين السفير الأمريكى الجديد، واحتجزوا 10 دبلوماسيين كرهائن ليقتلوا بعدها ثلاثة منهم من ضمنهم السفير الأمريكى كليو نويل، وبعدها لقى سفراء لواشنطن فى لبنان وقبرص وأفغانستان وباكستان على التوالى حتفهم.


الفيلم.. «بدائى»

ديكور رخيص وحوار سطحى وخلفيات فقيرة.. وأداء تمثيلى أقرب للهواة

على ما يبدو جرى تصوير فيلم «براءة المسلمين» فى الولايات المتحدة، وتبلغ مدته كما يتردد ساعتين، لكن معظم الناس لم يروا سوى مقاطع متفرقة منه لم تزد على 13 دقيقة على موقعى «يوتيوب» و«فيس بوك» الإلكترونيين، ما يجعل من الصعب فهم القصة الكاملة للفيلم، وفقا ل«هيئة الإذاعة البريطانية» (بى. بى. سى) أمس.

إذ تظهر المشاهد الأولى «معاناة» المسيحيين فى إحدى مدن الصعيد، وبعدها جاء النصف الثانى بمستوى أقرب لأفلام الهواة، ليصور حياة النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) فى صورة سيئة، ويلعب دور «النبى» ممثل أمريكى مجهول.

ولم تأت العبارات عن الدين الإسلامى على لسان الممثلين، ولكن تم اضافتها فى المونتاج، ما يرجح أنهم لم يكونوا على علم بما يحدث، فضلا عن إنتاج الفيلم بشكل بدائى معتمدا على ديكور رخيص وحوار سطحى، وكون أداء الممثلين المغمورين جاء أقرب للهواة منه إلى الاحتراف.

كذلك تم تصوير مشاهد الفيلم، ومعظمها داخلية، مستعينة بخلفيات فقيرة بكاميرا قليلة التكلفة تستخدم فى تصوير الأعمال التليفزيونية، وليس السينمائية. كل ذلك يكذب ما تردد عن أن ميزانية الفيلم بلغت خمسة ملايين دولار، بحسب «منتجه ومخرجه المجهول»، سام باسيل، الذى قال إنه جمعها من مائة شخصية يهودية.


المخرج «وهمى»
لا الممثلون ولا جونز يعرفونه يقينًا.. وسام باسيل «اسم مستعار»

حتى على ثمانين ممثلا وعاملا فى الفيلم المسىء تبقى شخصية مخرج «براءة المسلمين» مجهولة، وسط أنباء عن كون الاسم المتداول للمخرج، وهو سام باسيل، وأنه يهودى إسرائيلى، مجرد معلومات مضللة لإخفاء المخرج الحقيقى.

ف«باسيل» هذا لا يعرفه أحد شخصيا، حتى أشد المروجين للفيلم المسىء، وعلى رأسهم القس الأمريكى، تيرى جونز، والناشط القبطى «المتطرف»، موريس صادق. فلا أحد منهم التقاه أو يعرفه على وجه اليقين، وفقا لما نقلته صحف بريطانية أمس عن وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية للأنباء.

وقال جونز، الذى أحرق نسخا من المصحف الشريف: لقد اتصلت بباسيل (المخرج) الأربعاء الماضى وأخبرته أننى أصلى من أجله، مضيفا أنه لا يعرفه شخصيا ولم يلتقِ به، «بل هو من اتصل بى قبل أسابيع، طالبا أن أروج لفيلمه حين يتم عرضه.

ومضى القس الأمريكى قائلا إن «سام باسيل ليس الاسم الحقيقى للمخرج، بل هو اسم مستعار، وهو متوار عن الأنظار، ولا أعتقد أنه سيذكر اسمه لأحد، والكثيرون لا يؤيدون ما فعل، وهو فى صدمة إجمالا مما آلت إليه الأمور».

وحين راجعت الوكالة حساب باسيل فى موقع «يوتيوب»، الذى بث منه دعاية عن الفيلم مدتها 13 دقيقة، اتضح أن البيانات الموجودة عنه فى الموقع مختلفة عما قاله حين اتصلت به الوكالة الثلاثاء الماضى، حيث ذكر أن عمره 56 عاما وناشط فى مجال العقارات، بينما ذكر فى قناته ب«يوتيوب» أن عمره 74 عاما. وفضلا عن ذلك، فلا ذكر لاسم سام باسيل فى السجلات الرسمية عن النشطاء فى مجال العقارات بولاية كاليفورنيا.



«مصر أخطر من ليبيا»
واشنطن بوست: الاحتجاجات على الفيلم صراع سياسى بين السلفيين والإخوان

خلطت الأحداث المتسارعة منذ بدء الاحتجاجات على الفيلم المسىء للرسول (صلى الله عليه وسلم) الأوراق السياسية، لكن الصحافة الأمريكية ركزت على الوضع المصرى أكثر من غيره.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز أمس إلى أن بيان البيت الأبيض قدر موقف الحكومة والشعب الليبى على مساندته، فيما لم يذكر أى تقدير لحكومة الرئيس محمد مرسى. واضافت الصحيفة أنه رغم عدم وجود وفيات فى أحداث القاهرة حتى الآن، إلا أن الفتور المصرى كان مثيرا لقلق واشنطن، مثلما أن الحكومة الإسلامية فى القاهرة سبب آخر للقلق، على حد تعبيرها.

أما السفير الأمريكى السابق لدى إسرائيل، مارتن إنديك، فرأى أن «المشكلة الأولى بالنسبة لواشنطن هى مصر»، مضيفا أنها المرة الرابعة التى تتعرض فيها السفارة الأمريكية بالقاهرة للاعتداء على مرأى ومسمع من الشرطة المصرية، «فأين الرئيس مرسى؟».
ديفيد اجناشيوس
من ناحيته، قال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى مجموعة الأزمات الدولية، روبرت مالى، إن مشكلة ليبيا تهم الليبيين فقط على المدى الطويل، أما مصر فالأمر مختلف، حيث سيؤثر الموقف الشعبى من الولايات المتحدة، وقضايا الاقتصاد المحلى، وعلاقة الإخوان المسلمين مع الجيش، والعلاقات بين القاهرة وتل أبيب، والوضع فى سيناء، جميعها ستؤثر على المنطقة بكاملها».

وفى مقالة بصحيفة واشنطن بوست أمس، قال ديفيد إجناشيوس، إن الأزمة أظهرت الصراع على السلطة فى مصر كما فى ليبيا، خاصة مع تراجع شعبية التيارات السلفية، مقابل «الإسلاميين المعتدلين»، ممثلين فى جماعة الأخوان المسلمين والعلمانيين.

وتابع إجناشيوس أن الوضع فى كل من ليبيا ومصر يمكن تسميته ب«الضباب الثورى»، حيث لا يمكن تحديد بدقة من يحرك الأحداث ومن يستفيد منها. لكنه ينقل عن مراقب قريب من الأحداث قوله إن اللافتات الموجودة فى محيط السفارة جميعها تخص حزبى النور والأصالة، وهما ضمن الواجهات السياسية للتيار السلفى.

وتابع المراقب، الذى لم يذكر إجناشيوس اسمه، أن السلفيين وجهوا رسالتين قويتين من الاحتجاجات التى نظموها، الأولى إعلان موقف من الولايات المتحدة، والثانية موجهة لجماعة الإخوان المسلمين المنافسة و«الحاكمة».
«يوتيوب» تحجب «براءة المسلمين» فى مصر وليبيا

حجب موقع «يوتيوب»، المملوك لشركة جوجل، مساء أمس الأول مقطع فيلم «براءة المسلمين» المسىء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، بعد أن أثار احتجاجات ما زالت متواصلة فى العالم الإسلامى.

وقالت جوجل فى بيان «هذا الفيديو، المتاح بشكل واسع على الإنترنت، يتماشى بوضوح مع قواعدنا الاسترشادية، ولهذا سيبقى على يوتيوب، لكن نظرا للموقف البالغ الصعوبة فى ليبيا ومصر، فقد حجبنا مؤقتا الوصول اليه فى هذين البلدين».

والمقطع الذى سبب الأزمة، التى قتل على إثرها السفير الأمريكى فى ليبيا وثلاثة دبلوماسيين آخرين فى هجوم على القنصلية الأمريكية فى وقت متأخر الثلاثاء الماضى، مأخوذا مما يتردد أنه فيلم مدته ساعتان، أنتجه وأخرجه مناهضون للإسلام فى الولايات المتحدة.

وبعد أنباء عن أن المقطع مازال متاحا على «يوتيوب» فى مصر، تحققت «الشروق» أمس من الأمر، وحاولت مشاهدة المقطع فظهرت رسالة من إدارة الموقع مفادها أن «غير مسموح بعرضه فى هذا البلد لوجود شكوى قانونية».

لكن فى مقابل حجب هذا المقطع الرسمى، فقد حمل العديد من المستخدمين أجزاء من المقطع على يوتيوب، وما زالت قابلة للمشاهدة. وقد طالب مسئولون إندونسيون وأفغان من إدارة «يوتيوب» حجب المقطع.
المنتج «محتال»
• مدير شرگة الإنتاج «قبطى مدان فى قضية احتيال»

الرواية القائلة بأن فيلم «براءة المسلمين»، المسىء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ساهم فى إنتاجه مائة شخصية يهودية تبرعت بخمسة ملايين دولار «ليست صحيحة».. إذ ذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية أن منتجه هو قبطى مصرى يعيش فى ولاية كاليفورنيا، يدعى نقولا باسيلى نقولا (55 عاما)، وتمت إدانته فى جرائم احتيال مالية.

نقولا قال للوكالة، فى مقابلة قرب منزله بمدينة لوس أنجلوس تايمز، إنه مدير الشركة التى أنتجت الفيلم، الذى يسخر من المسلمين والنبى محمد، نافيا فى الوقت نفسه أن يكون هو من أخرج الفيلم، ومضيفا أنه يعرف من يقدم نفسه على أنه مخرج الفيلم، ويسمى سام باسيل، مشددا على أن الأخير «يؤيد مخاوف المسيحيين الأقباط حول معاملة المسلمين لهم».

غير أن تتبع الوكالة للهاتف المحمول لهذا المخرج «باسيل»، أوصلها إلى العنوان نفسه، حيث وجدت نقولا، الذى اتضح، وبحسب وثائق المحكمة الاتحادية، أنه استعمل فى السابق أسماء مستعارة عدة، منها نيكولا باسيلى، إروين سلامة.

ووفقا للوكالة فإن نقولا تمت إدانته فى قضية احتيال عام 2010، وحكم عليه بدفع 790 ألف دولار، كتعويض وبالسجن 21 شهرا، كما أمر بعدم استخدام جهاز الكمبيوتر أو الإنترنت لمدة خمس سنوات دون الحصول على موافقة مراقب السلوك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.