بدأت عدة قوى سياسية يسارية، أولى خطوات تشكيل «جبهة ثورية موّحدة»بهدف «التصدي لهيمنة الإخوان والانتصار لأهداف الثورة»، ومن المقرر أن تشهد الأيام المقبلة اجتماعات تشاورية بين هذه القوى للتقريب بين وجهات النظر، تمهيداً للإعلان الرسمي عن ميلاد جبهة تضم قوى الثورة في كيان واحد. وانطلقت المبادرة بعد ساعات من تظاهر الآلاف أمس الجمعه، بوسط القاهرة ضد «حكم الإخوان»، حيث دعا الناشط اليساري، كمال خليل، الذي قاد المظاهرة، القوي الثورية لاجتماع تشاوري غداً الاثنين بمقر حزب العمال والفلاحين تحت التأسيس، لمناقشة تشكيل "جبهة ثورية موّحدة". وينص مشروع الجبهة السياسي، بحسب البيان، على عدة أهداف أبرزها " تحقيق أهداف الثورة في إسقاط النظام القديم، والتصدي لهيمنة الإخوان المسلمين على الحكم، وتحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لكل المصريين". ويتضمن البرنامج السياسي للجبهة عدة نقاط هي "اقتصار دور الجيش على حماية حدود الوطن، وإقامة جمهورية ديمقراطية حقيقية مستقلة أساسها المواطنة والحريات، ورفض صفقات الخروج الآمن لكل المتورطين في إهدار دماء المصريين ومنحهم الأوسمة والنياشين، وتشكيل محكمة ثورية لمبارك ورموز نظامه، وعزل النائب العام ومحاكمته وتطهير كافة مؤسسات الدولة، تحقيق العدالة الاجتماعية بإعادة توزيع الثروة علي المجتمع، وإلغاء كافة المحاكم الاستثنائية والإفراج عن كل المعتقلين بموجب محاكمات عسكرية، وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب دون قيد أو شرط، وضع خطط عاجلة للتنمية البشرية والمجتمعية، الخروج من نطاق الهيمنة الأمريكية ودعم كل الثورات العربية ورفض التدخل الخارجي". وقالت الدكتور كريمة الحفناوي، أمين عام الحزب الاشتراكي المصري، إن اللقاء التشاوري سيتضمن الاتفاق على برنامج عمل الجبهة التي تضم أحزاب الاشتراكي المصري والتحالف الشعبي والتجمع والجبهة الديمقراطية الشعبية. وأوضحت إن الجبهة تقوم على 4 محاور رئيسية أولها العدالة الاجتماعية والقضايا الوطنية، الحريات، وإقامة تحالفات انتخابية، فضلا عن المطالبة بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين. وكشفت الحفناوي عن عقد الحزب الاشتراكي المصري عدة لقاءات جمعت بين الأحزاب والقوى اليسارية بهدف توحيدها تمهيداً لبناء جبهة أوسع بالتحالف مع قوى الثورة المؤمنة بمدنية الدولة والمواطنة". فيما قال وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، عبد الغفار شكر: "سنشارك في أي مبادرة من هذا النوع، وهي فكرة إيجابية إذا تم تنفيذها وحضرتها القوى الثورية خاصة الشبابية منها، هذه الخطوة، حال نجاحها، ستكون انتصاراً كبيراً للثورة وستعيدها للحياة مرة أخرى". من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، الدكتور جمال زهران: "أؤيد تماماً فكرة توحيد القوى الثورية وصياغة أهداف محددة وتنسيق كافة الجهود لإعداد أنفسهم للتنافس الحقيقي في معركة الانتخابات المقبلة، اليسار دائما يحرّض على التغيير الجذري والانتصار للطبقة العمالية ورفض سياسات الهيمنة الخارجية وبناء الاستقلال الوطني الحقيقي، أما الإخوان المسلمون فهم يمثلون الآن قوى الرجعية بعدما كانوا يجلسون على مقاعد اليسار في البرلمان، هم يقاومون كل محاولات التغيير، لأن هذه عادة السلطة في كل مكان أن تقاوم التغيير لمصلحة الأوضاع القائمة ومصالحها الخاصة". وأضاف زهران "اليسار قادر مع شركائه من القوى الديمقراطية على لعب دور فاعل في الحياة السياسية، ومواجهة قوى الإسلام السياسي ومنافستهم في الشارع، لأنه يمتلك برنامجاً تاريخياً حقيقياً هدفه بناء الدولة المدنية الديمقراطية وإعلاء مبدأ المواطنة والاستقلال والعدالة الاجتماعية، بينما الإخوان بلا برنامج". في المقابل، شن حسن البرنس القيادي الإخواني ، هجوما حادا على القوى اليسارية الساعية لبناء الجبهة، قائلا " اليسار الاشتراكي ينسى الخلاف المنهجى مع الليبرالية الرأسمالية ويتحالف معها للتكويش على الأغلبية البرلمانية، بهدف الاستحواذ على وطن ينزف من جميع أركانه".