بات راصدو جرائم النظام السورى من فنانين ومخرجين فى مرمى نيران الجيش النظامى حتى أن الأشهر الثلاثة الماضية شهدت مقتل 3 منهم بطرق بشعة فى محاولة لمنعهم من تسجيل تلك الجرائم بالكاميرا عبر أفلام تسجيلية ووثائقية. وقبل أيام اعتقلت قوات الأمن المخرج عروة نيربية، الذى اشتهر بتقديم سلسلة أفلام وثائقية ترصد جرائم النظام السورى ضد شعبه، بمطار دمشق حيث كان متوجها إلى القاهرة.
ويبدو أن استهداف صناع السينما فى سوريا يأتى فى إطار ممنهج، حيث بدأت سلسلة الاغتيالات قبل ثلاثة أشهر عندما قتلت قوات الأسد المخرج الشاب باسم شحاذة، وهو صانع أفلام تخلى عن منحة فولبرايت الدراسية فى الولاياتالمتحدة، ليعود إلى بلاده لتوثيق الحملة الأمنية الضارية التى شنتها قوات الأمن فى مدينة حمص بوسط سوريا ليلقى حتفه على يد «شبيحة» النظام.
وفى واقعة أخرى، اغتالت قوات الأسد المخرج بسام محيى الدين حسين قرب منزله فى ريف دمشق، ورغم أن النظام السورى ألقى باللائمة على من وصفها ب«الأيدى الآثمة» فى الجريمة، إلا أن أصدقاء المخرج حملوا النظام المسئولية خاصة فى ظل مواقف المخرج الراحل المعارضة له.
وبسام محيى الدين حسين من مواليد مدينة «طرطوس» غربى سوريا عام 1955، وحائز على ماجستير آداب فى الإخراج السينمائى والتليفزيونى من الأكاديمية الوطنية للمسرح والفنون السينمائية (كريستيو سرافوف) فى صوفيا ببلغاريا.
وفى حالة ثالثة، قال أقارب النحات وائل قسطون إنه توفى الشهر الماضى بعد أن جرى تعذيبه فى سجن بدمشق، وقال قريب لقسطون، وهو مسيحى من حمص، إن النحات الراحل تحدث ضد القمع الحكومى.
أما أحدث واقعة لاستهداف صناع الأفلام بسوريا فجاءت باعتقال المخرج عروة نيربية،مؤسس مهرجان دمشق للسينما الوثائقية «دوكس بوكس»، بمطار دمشق خلال توجهه إلى مطار القاهرة لحضور فعالية فنية.
وكتبت زوجته المخرجة السينمائية ديانا جيرودى عبر صفحتها على «فيس بوك»، إن «الخطوط الجوية المصرية أكدت أن عروة لم يصعد الطائرة»، مشيرة إلى أنه اعتقل فى مطار دمشق الدولى.
وينتمى المخرج (35 عاما) إلى جيل جديد من صناع الأفلام السوريين وسبق له أن تحدى الحظر الذى تفرضه الحكومة على الثقافة قبل الانتفاضة ضد الأسد قبل 17 شهرا.
وقال زميله المخرج السورى أحمد ملص، فى بيان مصور بالفيديو، «الظاهر أن جريمة نيربية هى إنشاء حركة سينمائية مستقلة فى سوريا»، وطالب ملص باطلاق سراح نيربية الممثل والمخرج الذى تخرج فى المعهد السورى العالى للسينما.
ونيربية هو ممثل أيضا ومن أبرز أعماله دوره فى الفيلم السينمائى «باب الشمس» للمخرج يسرى نصرالله، ويقول أصدقاؤه إنه ساعد المشردين والعاطلين عن العمل بسبب القوات الموالية للرئيس السورى بشار الأسد.
وعقب اعتقاله تصاعدت حملات المطالبة بإطلاق سراحه من خلال صفحات على موقع «فيس بوك» أطلقها فنانون ومثقفون حملت إحداها عنوان «الحرية للسينمائى السورى عروة نيربية».
وطالب المخرج يسرى نصرالله بالإفراج عن نيربية، وقال ، فى صفحته الخاصة على موقع «تويتر»: «الحرية لعروة نيربية الذى اعتقل فى مطار دمشق، عروة قام بدور يونس فى فيلم باب الشمس، وهو منتج سينمائى وتليفزيونى مهم».