تحادثت هاتفيا مع أسرة فى طرابلس، ليبيا، ذات صلة قوية بالقوات المسلحة هناك، وطرح أفراد من الأسرة أفكارا حول ما ينبغى فعله للمساعدة فى إزاحة العقيد معمر القذافى من السلطة. وقال أحد أفراد الأسرة عبر قريب له يتحدث الإنجليزية إن سفينته وسفينتين أخريين تلقت أمرا بالإبحار تجاه مدينة بنغازى، التى حررها المتمردون. وتلقت السفن تعليمات بمهاجمة بنغازى. وطبقا لروايته، كان بعض كبار الضباط مذعورا من فكرة مهاجمة مدنيين، لكنهم يخشون إعدامهم فورا إذا عصوا الأوامر. وقال الضابط، إن أربعة من الضباط الموالين للقذافى نظموا وسط هذا الموقف المتوتر مسيرة مؤيدة له فى القاعدة البحرية. ثم أوقفهم ضباط آخرون من دون أن يهاجموا الحكومة علنا. ووقع جدل حاد انتهى بتراجع المجموعة المؤيدة للقذافى، لأن القوات المعارضة للقذافى كانت تفوقها عدديا للغاية. وقال محدثى، إنه لم يحدث تمرد، وقد قبل ضباط البحرية الأوامر من الناحية النظرية، لكن السفن لم تتحرك فعليا حتى الآن. ولا أستطيع أن أبوح بأكثر من ذلك حتى لا أوقع بعض الرجال الشجعان فى مشكلة. وبالمثل، تلقيت معلومة مباشرة فى مكالمة أخرى مع طرابلس، حول وحدة دفاع جوى بمنطقة طرابلس، ظلت قابعة فى القاعدة ولم تتورط فى القتال بصورة أو بأخرى. ولم يجرؤ قادة الوحدة على عصيان الأوامر مباشرة، لكنهم يتريثون ويتابعون، ويتفادون القتال حتى الآن. وهؤلاء هم الأشخاص الذين ينبغى أن نرسل إليهم إشارات: ضباط الجيش الليبيين الذين يتحيرون بشأن الهدف الذى يوجهون إليه أسلحتهم. وليس علينا أن نغزو ليبيا، ولكن هناك خطوات يمكن للجماعة الدولية اتخاذها، ربما تحدث فارقا بالتأثير على هؤلاء الضباط الذين لم يقترفوا أعمالا ضد الشعب. وقد طرح السيناتور جون كيرى، وشبكة التدخل فى حالة الإبادة الجماعية، ومجموعة إدارة الأزمات الدولية، وغيرهم خطوات معقولة يمكن أن تتخذها الدول. تتضمن: ● توفير ملاذ آمن للطيارين الليبيين، الذين يتلقون أوامر بقصف بلدهم. على سبيل المثال، يمكن تشجيعهم على الهبوط فى مهابط طائرات فى مالطا أو بلدان مجاورة. وحتى لو لم يكن عدد المستفيدين من هذه المبادرة كبيرا، ربما يتردد العقيد القذافى أكثر فى إرسال قواته الجوية إذا فكر فى أنه قد يخسرها. ● فرض عقوبات مالية وتجارية على ليبيا، كما اقترح الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، وتجميد أرصدة أسرة القذافى. وبوجه خاص، ينبغى إلغاء الصفقات العسكرية وعمليات نقل الأسلحة. وتستغرق العقوبات وقتا حتى تحدث أثرا مؤلما (بصرف النظرعن احتمال تقصير النظام المصرفى العالمى) لكنها ستكون إشارة إلى أولئك المحيطين بالعقيد القذافى إنه بسبيله للسقوط، وعليهم ألا يطيعوا أوامره. ● فرض منطقة حظر طيران، مثلما اقترح السفير الليبى السابق لدى الأممالمتحدة عقب استقالته، وذلك لمنع الحكومة من قصف أو تمشيط شعبها. وهذا مافعلناه لمنع صدام حسين من مهاجمة السكان الأكراد. وفى ليبيا يمكننا أن نفعل ذلك من دون إرسال طيران الناتو للتحليق باستمرار فوق المنطقة. ويمكننا إنذار ليبيا (علنا أو سرا) من أن استخدام طائرات أو سفن عسكرية ضد المدنيين، سوف يعرضها لاحقا لتدمير عتادها العسكرى. وذلك بهدف تشجيع القوات الجوية والبحرية على منع استخدام عتادها ضد المدنيين. ● تشجيع الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى على مواصلة الضغط على النظام السياسى فيما يتصل بقتل شعبه. وتؤدى مثل هذه الجهود إلى دحض تحذيرات القذافى من أن الأمر يتعلق بالقوى الأجنبية التى تحاول إعادة احتلال ليبيا، وتشجيع معاونيه على إدراك أنه يفقد جميع حلفائه. ● السعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن بإحالة الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية لاتهام العقيد القذافى بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وسوف يقول المتشككون إن القذافى لن تقنعه أى من هذه التحركات بالتصرف على نحو أكثر رقيا. وإن هذه الضغوط غير مؤكدة التأثير، وتثير احتمال قيامه بالإضرار بمواطنين أمريكيين. ولكن هناك سببين فى اعتقادى يؤكدان أهمية اللجوء لهذه الوسائل: الأول: هو أن عددا كبيرا للغاية من المواطنين الليبيين انشقوا أو يبدون متحيرين. وتقدر تلك العائلة العسكرية التى تحدث إليها فى طرابلس نسبة العاملين فى القوات المسلحة الليبية الموالين للقذافى بنحو عشرة فى المائة فحسب. بينما يتحير الباقى فيما ينبغى عمله بعد ذلك. والسبب الثانى: هو أنه مع انتشار هذه الانتفاضة الديمقراطية، ربما يتشجع طغاة آخرون على أن يحذوا حذو القذافى. فعلينا أن نضمن جيدا وجود رد فعل دولى قوى للغاية وأن سياسة الأرض المحروقة فاشلة للغاية وألا يكون هناك إغراء لأى طاغية آخر بإعلان الحرب على شعبه. لذلك، يجب ألا نتقاعس.