أثار هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة الذعر والأسى يوم السبت في بلدة شيعية تركمانية قريبة من كركوك شمال العراق حيث أوقع 46 قتيلا و166 جريحا على الأقل , وذلك قبل عشرة أيام فقط من انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية. وقال تورهان يوسف عبد الرحمن قائد شرطة كركوك : "حصيلة الاعتداء الانتحاري بلغت 46 قتيلا و166 جريحا , وعمليات البحث مستمرة للعثور على ضحايا أو ناجين آخرين". وفي مشرحة بلدة تازة الصغيرة - التي تبعد 30 كيلومتر عن كركوك - أكد الطبيب شكر عبد الله سقوط 46 قتيلا , ونُقل إلى مستشفى كركوك أكثر من 166 جريحا. وكانت حصيلة سابقة قد أشارت إلى مقتل 22 شخصا على الأقل وجرح 125 آخرين. وقال ضابط في شرطة كركوك إن الشاحنة كانت متوقفة على بعد 400 متر من حسينية الرسول في تازة , وأسفر عن أضرار بالمسجد وعن تدمير نحو 15 منزلا طُمر العديد من سكانها تحت الأنقاض. وأوضح أن : "عدد كبير من الضحايا ما زالوا تحت أنقاض عشرات المنازل التي انهار بعضها بشكل شبه كامل". واتهم أحد المسئول "تنظيم القاعدة" بتنفيذ التفجير قائلا إن : "التفجير يحمل بصمات القاعدة" , وتابع : "الشاحنة كانت محملة بأكثر من طن من المتفجرات". ويأتي هذا الهجوم قبل عشرة أيام من انسحاب الجيش الأمريكي من المدن والقرى العراقية التي ستتولى مسئولية أمنها قوات الجيش والشرطة العراقيين. وقال ماجد عزة وهو مستشار إقليمي كان قريبا من المسجد إن : "القتلة اختاروا وقت عودة الفلاحين من حقولهم والمنازل انهارت على سكانها , إنها مأساة ارتكبتها القاعدة". وأطلقت شرطة كركوك ، عبر مكبرات الصوت ، نداءات تطالب الأهالي بالتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى. ويعتبر هذا الهجوم هو الأعنف الذي يشهده العراق منذ 29 أبريل عندما انفجرت ثلاث سيارات مفخخة في أسواق بمدينة الصدر موقعة 51 قتيلا.