ليس مهما أن يكون وزير الرياضة الجديد من داخل الوسط الكروى.. ولا يعنينا أن يكون من أصحاب الانجازات الأوليمبية والعالمية أو أن يكون صاحب صولات وجولات فى الملاعب لكن الأهم أن يكون صاحب ضمير حى ولديه رغبة حقيقية فى الإصلاح وتطهير هذا القطاع الكبير من الفساد الذى يعتريه منذ سنوات طويلة.. والأهم أيضا ألا يكون منتفعا من المنتفعين بطريقة أو بأخرى من النظام السابق أو طالته شبهة فساد بشكل فردى أو عائلى.. كفانا من كل هؤلاء!! فكم من فئة قليلة طغت وتجبرت وفسدت وأفسدت وسيطرت وما زالت تسيطر على الوسط الرياضى والكروى بسبب (وزير).. نعم هؤلاء جاءوا مع ظهور الدكتور عمارة الرئيس الأسبق لما كان يعرف بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة.. ولم يهنوا ولم يحزنوا بعد ابتعاده وواصلوا فسادهم وإفسادهم عبر وزراء آخرين.. وحتى الآن.. لما لديهم من موهبة التلون والتعايش تحت أى ظروف.
هؤلاء جميعا اتحدوا فيما بينهم وصنعوا منظومة فساد مترامية الاطراف لا يعرف اولها من آخرها فمنهم (لاعبون سابقون ورؤساء واعضاء اندية واتحادات وقانونيون وأطباء) تحولوا جميعا فى عدة سنوات إلى رجال أعمال متوحشين لمجرد ارتباطهم بالرياضة وتوليهم مناصب قيادية فى مؤسسات وأندية كبيرة وعلى أيديهم عرف الوسط الرياضى الرشاوى وتزوير الانتخابات و(بيع وشراء) اصوات الناخبين فى الاندية والاتحادات الرياضية.. وعن طريقهم تم خلط العام بالخاص وبمعرفتهم نهبت الميزانيات لدرجة ان هناك اتحادات رياضية ضاقت زرعا بما فعله هؤلاء بقرارات وزارية رسمية شهيرة حولت ميزانيات اتحادات بعينها إلى فئة من اللاعبين واللاعبات (من المحظيين والمرضى عنهم من النظام السابق) ومنحوهم ملايين الجنيهات كل عام بدعوى كاذبة خاطئة بأنهم سيحققون المجد لمصر من ألقاب وميداليات وما حدث كان العكس.. فهؤلاء تربوا وتعلموا فى الداخل والخارج من مال الدولة ومن دماء الشعب الفقير.. وللأسف مازالوا يكذبون علينا إلى الآن بل والأكثر من ذلك هناك من يرشحهم ويبشر بقدوم الوزير الجديد من بينهم وكأن الأرض ضاقت برجالها ونسائها ولم يجدوا الا هؤلاء.. إنهم قوم لا يفقهون!!
هذا ما أريد أن أقوله بعد أن شعرت بالإهمال الشديد الذى تعانيه الرياضة لدى أولى الأمر والتعامل معها على أنها نوع من أنواع الترفيه الذى لا يستحق عناء الاصلاح والتطهير رغم ان ما فيها من فساد بات يزكم الانوف وحتى اللحظة لم تحقق ثورة 25 يناير اهدافها فى هذا الوسط الكبير وكل محاولة للإصلاح تقاوم بشدة بثورة مضادة لإبعاد يد العدالة وسيف العقاب عنها وإبقاء الوضع كما هو عليه.
إن وزير الرياضة الجديد لن تكون مهمته اللعب او التنافس فى بطولة او منافسة كى نأتى بأى شخص ونسند له مسئولية قطاع من اخطر ما يكون.. فالنشاط الرياضى بما فيه كرة القدم لم يعد مجرد ترفيه ووسيلة من وسائل إلهاء الناس عن مشاكلهم وابعاد المجتمع عن التفكير فى قضاياه السياسية والازمات الاقتصادية والاجتماعية.. بل أصبح قطاعا اقتصاديا كبيرا وبيئة صالحة للاستثمار ومجالا لفرص عمل للشباب واقامة المشروعات ومن الخطر ان يترك فى يد اشخاص من فلول النظام يخططون الآن لتفصيل وزير على المقاس يحركونه كيفما يشاءون ويكون معول هدم لكل محاولات الاصلاح ويحقق لهم اهدافهم ويضع لهم اللوائح والقوانين التى تبقى عليهم وبالتالى إخماد روح الثورة وبقائهم فى مناصبهم حتى آخر العمر.
وزير الرياضة الجديد ستكون مهمته مؤقتة كما هو الحال لحكومة الانقاذ الوطنى برئاسة الجنزورى وأتمنى ان يكون الوزير من قلب الشعب المصرى وليس من الذين نهبوا امواله.. اتمنى ان يكون وزيرا يشعر بآلام الناس وليس من ابناء الذوات والأندية الفاخرة وساكنى القصور.. وزيرا ممن ثاروا ضد الظلم وليس من المناهضين للثورة.. وزيرا يكون لديه القدرة على فهم ألاغيب اصحاب المصالح.. ويضع قوانين واضحة وصارمة تخدم المصلحة العامة وليس الخاصة.. وزيرا يعيد الرياضة المصرية لدورها الحقيقى فى خدمة المجتمع.. ومن قبل كل ذلك وزيرا يحقق اهم معادلة ديمقراطية فى الوسط الرياضى وهى تداول السلطة وانهاء ديكتاتورية الشيوخ.. اللهم ولى علينا من يصلح واصلح من تولى.