قال مسئول رفيع المستوى فى المؤسسة السياسية الأمنية فى إسرائيل لصحيفة «يديعوت أحرونوت» هذا الأسبوع إن السفارة الأمريكية فى تل أبيب تعرف جيدا جميع الشخصيات الإسرائيلية الضالعة فى إعداد العدة لشن هجوم عسكرى على إيران، وتدرك أن هناك خلافات فى الرأى بشأن هذا الهجوم. وسبق أن أشرنا إلى أن المسئولين فى الإدارة الأمريكية يدركون تماما أن كلا من رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بنى جانتس، وقائد سلاح الجو اللواء أمير إيشل، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» اللواء أفيف كوخافى، ورئيس جهاز الموساد تامير باردو، ورئيس جهاز الأمن العام «شاباك» يورام كوهين، يعارضون إقدام إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية من دون دعم الولاياتالمتحدة. كما أن هؤلاء المسئولين يدركون أن كبار القادة السابقين للمؤسسة الأمنية، وفى مقدمهم رئيس الموساد السابق مئير داجان، ورئيس هيئة الأركان العامة السابق جابى أشكنازى، ورئيس جهاز شاباك السابق يوفال ديسكين، يتبنون هذا الموقف.
فى الوقت نفسه، تؤكد الإدارة الأمريكية أن أى هجوم عسكرى تشنه إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية سيؤدى إلى تأجيل البرنامج النووى الإيرانى عاما ونصف العام على الأكثر، لكن فى المقابل سيلحق هذا الهجوم أضرارا فادحة بإسرائيل، وسيتسبب بتسريع البرنامج النووى الإيرانى الذى جرى شن العدوان لكبحه.
ويؤكد المسئولون الأمريكيون أيضا أن إسرائيل لا تملك القدرات الكافية لكبح البرنامج النووى الإيرانى، وأن الولاياتالمتحدة تملك هذه القدرات، وستبادر إلى كبح هذا البرنامج بعد عام ونصف العام فى حال عدم التمكن من ذلك بالوسائل الدبلوماسية. ووفقا للتقديرات السائدة فإن خطة الهجوم الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية تتضمن المراحل التالية: أولا، مرابطة حاملات طائرات أمريكية فى مضائق هرمز؛ ثانيا، قصف بنى تحتية ومنشآت نووية فى إيران بواسطة صواريخ توماهوك؛ ثالثا، قيام طائرات مقاتلة من حاملات الطائرات المرابطة فى مضائق هرمز بقصف أهداف محددة فى إيران بهدف شل القدرات القتالية التقليدية والنووية الموجودة فى حيازتها. وسيتم دمج طائرات من طراز 52 ضمن هذه الهجمات وذلك بهدف إطلاق قنابل يمكنها تدمير منشآت قائمة تحت الأرض. وقد جرى تطوير هذه القنابل فى الآونة الأخيرة، وتزن كل قنبلة منها 50 طنا، ولا تملك إسرائيل طائرات قادرة على حمل هذه القنابل.
والهدف من وراء تنفيذ هذه الخطة هو إرجاء استكمال البرنامج النووى الإيرانى فترة تتراوح بين 5 و10 أعوام. كما يقدر المسئولون فى واشنطن بأن يؤدى قصف البنى التحتية إلى تغيير نظام الحكم فى طهران.
وقد جرى التداول فى تفصيلات خطة الهجوم هذه فى أثناء الزيارة التى قام بها وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا لإسرائيل هذا الأسبوع، والتقى خلالها كلا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، ورئيس الدولة شمعون بيرس.