●● الحالة الاقتصادية وقرارات التقشف التى اتخذت من أجل إنقاذ اليونان، قد تكون من أسباب اندلاع معركة الشماريخ والمولوتوف فى مباراة القمة بين فريقى باناثينايكوس وأوليمبياكوس وأسفرت عن سقوط جرحى واعتقال العشرات.. فمنذ زمن تعد ساحات كرة القدم فى بعض الدول ميدانا لإخراج شحنات الغضب الاجتماعى والسياسى، أو الخروج على القانون فى البلاد التى تلتزم شعوبها باحترام قيود القانون والنظام العام، وتلك من أهم الدراسات التى أجراها فى السبعينيات الباحث الفرنسى كريستيان برومبرجر الأستاذ بجامعة بروفانس جنوبفرنسا عن كرة القدم كظاهرة تنسحب أثارها على الفرد والمجتمع وكانت الدراسة على جماهير مرسيليا ونابولى وتورينو واستغرقت 10 سنوات وقد درس الباحثون سلوك الجماهير فى ملعب كرة القدم وتوصلوا إلى أن الملعب يجمع بين المؤيدين وهم الجمهور بين أبطالهم وهم اللاعبون وأن هذا الملعب أحد الأماكن القليلة التى يستطيع فيها الإنسان أن يفلت من القانون والضوابط والقيود الصارمة التى تنظم حياته فى الشارع والمدرسة والعمل والمنزل؟ ●● المولوتوف سلاح قديم، ظهر فى الحرب الأهلية الإسبانية لأول مرة واستخدم فى الحرب العالمية الثانية، كما تقول ويكبيديا، كذلك استخدم المولوتوف فى موقعة الجمل، وفى حرق المجمع العلمى المصرى، وفى معارك عنيفة بالزاوية الحمراء، وشارع مجلس الوزراء، كما قالت نشرات الأخبار المصرية.. والمولوتوف هو كوكتيل وانواع، تستخدم فيها مواد مختلفة، والاسم نسبة إلى فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف السياسى السوفييتى القديم.. ويبقى السؤال: من قام بإحياء فكرة كوكتيل المولوتوف وقام بترويجه وتصديره إلى اليونان؟
●● جملة اعتراضية: أنتم تعلمون أنه من شرور التكنولوجيا والتطور يمكنكم أن تجدوا فى موسوعات الإنترنت أى معلومة، وهناك فصول خاصة فى باب بعنوان يقول: كيف تصنع قنبلة تقتل بها مائة شخص؟
●● هذا شكل من أشكال العنف، لكن هناك شكلا آخر يمارسه إعلامنا، وهو يقع تحت بند المبالغة اللغوية والتعبيرية، وبعضها قديم ويفترض أنه انقرض فى شتى الدول، إلا أنه مازال يستخدم حتى اليوم فى شارع الرياضة والصحافة والإعلام بمصر.. ومن ذلك أن يحذر مانويل جوزيه أو حسن شحاته لاعبيه من البن الإثيوبى وأفريكا سبورت العاجى، وتقرأ عنوانا على ستة أعمدة يقول: جوزيه يحذر لاعبيه من البن..؟ ما المقصود من التحذير..؟ لكنك تقرأ العجب وتشاهده أحيانا من نوع: حسن شحاتة يطالب لاعبيه بالفوز على أفريكا سبورت؟.. ومن الطبيعى أن يطلب المدير الفنى للزمالك من اللاعبين الفوز فى كل مباراة، وليس على أفريكا سبورت فقط.. وهل يمكن أن يطلب حسن شحاتة أو مانويل جوزيه من اللاعبين التعادل أو الخسارة..؟
●● هذه الكلمات والمانشيتات انقرضت منذ عقود، ولا أظن أن أليكس فيرجسون أو جوارديولا يطلبان من لاعبى مانشستر يونايتد أو برشلونة الفوز قبل أى مباراة.. ومن عجائبنا اللغوية والمهنية أيضا أن تفرد عناوين تقول: «المنتخب يتدرب بجدية» وتقرأ ثم تسأل نفسك: هل يمكن أن يكون التدريب غير جاد..؟