تواصلت أمس الاشتباكات والقصف فى مدينتى حلب ودمشق أمس، وسط أنباء عن اقتراب «المواجهة الكبيرة» بين الجيشين «النظامى» و«السورى الحر» فى العاصمة الاقتصادية، مع توجه تعزيزات عسكرية نظامية إلى حلب. إذ قصفت قوات الرئيس بشار الأسد بالمدفعية والمروحيات المقاتلة مواقع يتحصن فيها مقاتلون ل«الجيش الحر» فى حلب (شمال)، مع ترقب ل«هجوم شامل» من الجيش النظامى على ثانى أكبر المدن السورية سكانا، بنحو 2.5 مليون نسمة، معظمهم من السنة.
وقال مسئول القيادة العسكرية فى «الجيش الحر»، العقيد عبدالجبار العكيدى، إنه «القصف الأشرس لحى صلاح الدين منذ بداية المعركة، لكن جيش الأسد لم يتمكن من التقدم». وبحسب مقاتلين بالمعارضة، فإن رتل عسكريا يتجه إلى حلب قادما من اللاذقية على البحر المتوسط، بينما يتقدم رتل آخر من دمشق، لدعم القوات النظامية.
وقال مسئول أمنى بالنظام إن «معركة حلب لم تبدأ بعد»، مضيفا أن عشرين ألف جندى موجودون على الأرض، وأن «الطرف الآخر (الجيش السورى الحر) تصله تعزيزات». ومن دمشق، قالت الناشطة الميدانية، سمارة القوتلى، ل«الشروق»: إن «اشتباكات اندلعت للمرة الأولى فى ساحة الميسات بدمشق، وقصف النظام بالهاون حى الصالحية ومنطقة الطبالة واقتحم حيى ركن الدين وحرستا السيل والقابون، حيث اعتقلت امرأة وطفلها من منزلها»، مضيفة أن «النظام يقصف أى منطقة تخرج فيها احتجاجات حتى لو لم يكن بها عناصر للجيش الحر».
وحول إن كان النظام، كما أعلن، قد طهر دمشق من «الجيش الحر»، أجاب القوتلى: «بالفعل الجيش النظامى يسيطر حاليا على دمشق، لكن لم يطهرها تماما من الجيش الحر، فما زال مقاتلون فى العاصمة، وهم لا يتمركزون، بل ينتقلون من حى إلى آخر ليوجهون ضرباتهم ثم يختفون».
وفى تغيير تدريجى لموازين القوى، حصل «الجيش الحر» على عدة صواريخ موجهة بالليزر مضادة للدبابات روسية الصنع، وقادرة على اصابة الهدف من مسافة 5 كيلو مترات، وفقا لمجلة «إيكونوميست» البريطانية. وتدعم كل من روسيا والصين وإيران وحزب الله اللبنانى النظام السورى ضد المطالب الشعبية بإسقاط النظام.
فى هذا السياق، أعلن «الجيش الحر»، بحسب بيان مصور بثته قناة «العربية»، أن الإيرانيين ال48 الذين اختطفهم من دمشق أمس الأول هم عناصر فى «الحرس الثورى الإيرانى»، وكانوا فى مهمة استطلاعية بالعاصمة. فى المقابل، تردد طهران أن المحتجزين هم حجاج شيعة وطلبت من كل من تركيا وقطر المساعدة فى الافراج عنهم.
وفيما أعلن أول رائد فضاء سورى، ويدعى محمد أحمد فراس، انضمامه للمعارضة، اتهم «المجلس الوطنى السورى المعارض» أمس قوات الأسد بقصف مبان أثرية فى حلب، معتبرا أن ما تقوم به «يشبه تصرف المحتلين والغزاة».