يؤكد جمال الابن الأصغر لخالد جمال عبدالناصر أن وفاة والده كانت طبيعية، وأنه يعمل على توضيح دور والده تجاه دعم الحركة الناصرية، أمام الرأى العام. وأرجع حفيد جمال عبدالناصر، الحاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية وماجيستير فى إدارة الأعمال، ويعمل أمينا عاما بالغرفة التجارة الدولية، سبب عدم توحد التيار الناصرى إلى افتقاره لزعيم، «حتى صباحى لا يوجد إجماع عليه داخل التيار الناصرى كزعيم للحركة الناصرية، نتيجة لتحالفه مع الإخوان أثناء الانتخابات البرلمانية ومهاجمته لدولة عبدالناصر وهو ما أصاب والدى بالضيق الشديد حينها»، يقول جمال.
وفى الذكرى الستين لثورة يوليو كان ل«الشروق» هذا الحوار مع حفيد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وابن خالد عبدالناصر قائد تنظيم ثورة مصر الذى قام بعدد من العمليات ضد إسرائيليين فى الثمانينيات.
• ما تقييمك لاحتفالات الذكرى ال60 من ثورة يوليو فى عهد أول رئيس مدنى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين؟
منذ العام الماضى بدأت أشعر بأن هناك تغييرا فى طريقة الاحتفالات التى تخص جمال عبدالناصر، ففى 28 سبتمبر الماضى الذى يوافق ذكرى وفاة عبدالناصر، لاحظت غياب المشير طنطاوى، وتوقعت أن تكون احتفالية الذكرى الستين للثورة كبيرة خصوصا بعد خطاب محمد مرسى الذى أورد فيه عبارة ما أدراك ما الستينيات والذى أشعرنا نفسيا بأن الاحتفالية لم تأخذ وضعها المفترض.
• ما تفسيرك لغياب ممثلين للمجلس العسكرى أو رئاسة الجمهورية فى الذكرى الستين للثورة؟
المشير طنطاوى لم يحرص على حضور ذكرى ثورة يوليو فى السابق، لكنه يحرص أكثر على حضور ذكرى وفاة عبدالناصر.
• هل غيابهم متعمد؟
مرسى ينتمى إلى جماعة يربطها عداء تاريخى بالفكر الناصرى، وفى ظل الصراع ما بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين، أعتقد أن الموضوع به نوع من تصفية الحسابات السياسية، لكن كان لابد من حضور ممثل للمجلس العسكرى، أما غياب الرئاسة فهو أمر كنا نتوقعه «ومكناش منتظرين حضور أحد من الرئاسة».
• لماذا فشل الشباب من ثوار 25 يناير فى المشاركة بقوة فى السلطة بعد نجاح الثورة؟
ثورة 25 يناير قامت على غفلة وفاجأت الجميع، ولا يوجد فصيل سياسى منظم سوى الإخوان ورجال الحزب الوطنى المنحل، أما الثوار فأصبحوا بعيدا عن جميع مقاليد الحكم بعد ابتلاعهم داخل صراعات سياسية، وأعتقد أن شباب الثورة أمامهم ما بين 4 و10 سنوات حتى يتمكنوا من الوصول إلى منصب رئاسة الجمهورية، وخلال هذه الفترة سيكتسبون الخبرة السياسية وسوف يتعلمون حرفة السياسة، وفى رأيى أن وصول محمد مرسى أو أحمد شفيق للرئاسة سيعنى فى الحالين امتدادا للفترة الانتقالية.
• من المرشح الرئاسى الذى منحته صوتك الانتخابى خلال جولة الأولى؟
لا أرغب فى الكشف عنه وهناك قصة تفسر سبب ذلك، فقد كنت ذات مرة مع والدى فى الإمارات وتقابلنا مع شخص أمريكى فسألته من المرشح الذى انتخبته، الأمريكانى اتخطف، فمال على والدى على وقال لي: «عيب ما تسألش السؤال ده»، ثم توجهت إلى الأمريكانى وأبلغته بما قاله لى والدى، فرد على قائلا: «نحن لا نسأل أحدا ذلك السؤال حتى لا يتسبب فى نشوب صدامات نتيجة للاختلافات الفكرية، لكنى سأكتفى بالقول إن الذى صوت له شارك فى جولة الإعادة».
• البعض رأى أن عمرو موسى رجل دولة وأنسب المرشحين للمرحلة التى تمر بها البلاد، كيف ترى ذلك؟
بعيدا عن شخصيات بعينها، نحن نعيش مرحلة صعبة للغاية والمنطقة ملتهبة وعلى تخوم حروب ما بين إيران واسرائيل وانهيار سوريا، كما يعانى العالم من أزمات اقتصادية ضخمة، أوروبا وأمريكا عاجزتان عن مواجهتها، فما بالك بمصر كيف يمكن أن تواجهها؟، ومادام الثوار لم يصلوا للسلطة فإنى كنت أرى أننا نحتاج إلى رئيس مارس الحياة السياسية، يعنى ما يبقاش واحد جاى يتعلم ويجرب سياسية، من ثم كنت ضد فكرة إقصاء عمرو موسى والفريق أحمد شفيق، بحجة انتمائهما لنظام مبارك، فعلى سبيل المثال عبدالناصر والسادات عملا معا فى ثورة يوليو، ولكن كلا منهما اتبع طريقا مختلفا، لذا لا يشترط أن كل من تولى منصب فى عهد مبارك يكون حسنى مبارك آخر.
• ما تقييمك لتجربة التيار الثالث والتيار الشعبى الذى يؤسسه حمدين صباحى وعدد من القوى السياسية؟
من الممكن أن تكون تجربة فعالة تحقق نوعا من التوزان فى الحياة السياسية، لكن التيار الشعبى بالنسبة لصباحى يعنى أنه يسير فى اتجاه مخالف لما كان يسير عليه أثناء الانتخابات الرئاسية، لأنه يتحد مع شخصيات ليست جميعها يسارية أو ناصرية، رغم أنه شارك فى الانتخابات الرئاسية على أنه ممثل لليسار.
• ما تقييمك لأداء صباحى بعد خسارته فى الانتخابات الرئاسية؟
ما لاحظته أن صباحى قبل الانتخابات مختلف عن صباحى ما بعد الانتخابات فقد كانت لديه حرية أكبر فى الحركة، أما عن التقييم فهو لا يشغل أى منصب رسمى حتى يمكن تقييم أدائه، وفى العموم فإن فرصته فى الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون أكبر من الانتخابات الأخيرة، خصوصا إذا تمسك بتطبيق مشروع عبدالناصر الذى يعبر باختصار عن حلم مواطن مصرى بسيط أن يرى بلده دولة عظمى مستقلة ذات سيادة ومجتمع يتمتع بالرفاهية.
• كيف ترى مطالبات البعض بإسقاط حكم العسكر؟
أنا ضد هتاف «يسقط حكم العسكر» لأنها فكرة ساذجة وفى الإمكان أن تكون مخربة، ويفهم أن الغرض منها إسقاط الجيش، والمجلس العسكرى اليوم خلق نوعا من التوازن بين الإخوان والشعب، فمرسى أصدر قرار عودة البرلمان فى وجود المجلس العسكرى، وفى حالة غياب المجلس كانت قرارات مرسى ستكون أقوى وكان من الممكن أن نشهد نموذجا أقرب لنموذج حماس، لكن هذا لا ينفى وجود أخطاء بإدارة المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية.