أدت حكومة هشام قنديل اليمين الدستورية عصر أمس أمام الرئيس محمد مرسى بعد مخاض عسير بين هجوم السلفيين وترحيب الإخوان ودهشة باقى القوى السياسية. وضمت الحكومة الجديدة التى أعلنها قنديل فى مؤتمر صحفى بمقر مجلس الوزراء أمس، 8 من أعضاء حكومة الدكتور كمال الجنزورى السابقة، علاوة على 5 وزراء من جماعة الإخوان المسلمين، ووزير واحد من حزب الوسط، ويغلب على وزرائها وصف «التكنوقراط»، حسب وصف صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، والتى قالت فى تقرير مطول لها أمس إن «الحكومة الجديدة جاءت محبطة للمصريين».
وبينما وصف عدد من ممثلى القوى الثورية التشكيل الوزارى الجديد بأنه «مخيب للآمال، ولا يستند لمعايير واضحة»، قال رئيس الوزراء المكلف هشام قنديل، إن حكومته «لا تمثل أى فصيل سياسى»، مناشدا جميع القوى السياسية وقوى المجتمع «الوقوف صفا واحدا وراء الحكومة التى جاءت لخدمة مصر».
وأضاف قنديل فى مؤتمر صحفى أمس: «نحن نتسلم المهمة فى ظروف صعبة، حيث بلغ العجز فى الموازنة العامة للدولة 135 مليار جنيه، ما يمثل 7.6% من الناتج القومى».
وتابع: عدد الوزارات فى حكومتى بلغ 35 وزارة، بينها 4 وزارات جديدة، كانت قائمة بالفعل، مشيرا إلى أنه «لم يتم حسم من سيتولى حقيبتى الطيران، والرياضة»، قبل أن يعلن فى وقت لاحق اختيار عضو مجلس إدارة النادى الأهلى السابق العامرى فاروق، وزيرا للرياضة.
وتم حسم الوزارات المتبقية حيث تولى التعليم ابراهيم غنيم والثقافة صابر عرب والاعلام صلاح عبدالمقصود والصناعة حاتم صالح والصحة محمد مصطفى والطيران المدنى علاء عاشور.
وأعلن رئيس الوزراء المكلف «استمرار المشير حسين طنطاوى فى منصبه كوزير للدفاع» وقال: «أرجو أن نعمل بشكل جماعى دون تربص لبعضنا البعض، حتى يمضى البلد إلى بر الأمان وكلنا فى قارب واحد».
إلى ذلك شن عدد من التيارات السلفية هجوما شديدا على الحكومة الجديدة، من بينها حزب النور، والذى قرر الانسحاب من الحكومة الجديدة بعد اختيار ممثل واحد فقط عن الحزب.
وقال الدكتور يونس مخيون، عضو الهيئة العليا لحزب النور: «سبب اعتذار الحزب يعود لعدة أسباب، أولها عدم التشاور معنا.. إذا كنا نتحدث عن حكومة ائتلافية فكان يجب مراعاة الوزن النسبى للأحزاب داخل تمثيل الحكومة القادمة».
بينما قال ممدوح إسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة: «كنت أتمنى أن يكون قنديل اكثر قوة وصمودا، وألا يستجيب للضغوط فى اختيار الوزراء، ولكنه للأسف استجاب واختار وزراء فلول»، وأضاف موجها حديثه لرئيس الحكومة: «ياقنديل راجع نفسك انت شكلت حكومة كوكتيل ومصر تريد حكومة ثورة».