قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك، في مقاله المنشور اليوم الاثنين، في صحيفة «الإندبندنت»، إنه: "رغم المعارك العنيفة في حلب، أسلط الضوء اليوم على الأقليات في سوريا؛ حيث يوجد بها نحو نصف مليون فلسطيني، كما يوجد بها نحو 5 ,1 مليون مسيحي سوري، معظمهم يعيش فى حلب". وأوضح الكاتب، أن الفئتين لا تريدان التعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن البقاء على الحياد يعني البقاء بلا أصدقاء على الإطلاق.
وقال فيسك: "إن النصف مليون لاجئ فلسطيني في لبنان أثناء الحرب الأهلية في الفترة ما بين عامي 1975 و1990 انحازوا لأحد أطراف الصراع، وكانت النتيجة تعرضهم للقتل والكراهية، وعندما هاجمت العراق الكويت عام 1990، تم إجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الأردن."
واعتبر فيسك مسألة الحياد في سوريا بمثابة الخلاص الوحيد للفلسطينيين من الحرب الأهلية التي تكاد أن تبتلعهم، فيما يزور المخيمات الفلسطينية في سوريا بصفة دورية الجيش السوري الحر؛ لحثهم على القتال في صفوفهم، كما أن مخيماتهم تتعرض لتفقد شبه مستمر من المخابرات السورية، التي تحثهم للقتال إلى جانب النظام.
وقال فيسك، إنه منذ شهرين اغتيل 17 من عناصر جيش التحرير الفلسطيني المدربين في سوريا، ومنذ أسبوع قتل 17 آخرين، ونقل الكاتب البريطانى عن لاجئ فلسطيني في سوريا، قوله: "البعض يذكر أن الجيش السوري الحر قتلهم كإنذار لإبعادهم عن النظام السوري المستبد".
وأضاف، أنه بالنسبة للمسيحيين السوريين، فإنه لا توجد سوى أعداد قليلة منهم في صفوف المعارضة المسلحة، وهم إلى حد كبير يفضلون الاستقرار الذي شهدته ولاية الأسد عن المجهول الذي سيأتي بعدها، وأشار إلى أنه يوجد نحو 47 كنيسة وكاتدرائية في منطقة حلب بمفردها، وأن المسيحيين يعتقدون أن من بين المعارضة المسلحة سلفيين متشددين.