سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأسد يرفض الخروج الآمن.. والثوار يريدون محاكمته كمجرم حرب أمريكا تضغط على القاهرة و بغداد لمنع مرور أسلحة لدمشق.. وأوروبا تشدد العقوبات على النظام السورى
أعرب نشطاء ميدانيون سوريون عن رفضهم لعرض الجامعة العربية على الرئيس السورى، بشار الأسد، مخرجا آمنا مقابل التنحى السريع، مشددين على ضرورة محاكمته ك«مجرم حرب»، وهو العرض الذى اعتبره النظام السورى «تدخلا سافرا فى الشئون السورية» ورغم نفى سورى لتصريح روسى مماثل، جدد السفير الروسى فى فرنسا، ألكسندر أورلوف، قوله إن «الرئيس الأسد سيرحل، وأعتقد أنه يدرك ذلك، لكن يجب تنظيم الأمر بطريقة حضارية كما جرى فى اليمن مثلا». لكن فى اتصال مع «الشروق»، رأى الناشط الميدانى، محمد إبراهيم، أن العرض العربى يمثل «التفافا على مسيرة الثورة الهادفة لاستئصال الإرهاب وحكم الفرد والطائفية».
إبراهيم مضى قائلا إن «اجتماع العرب (الذى خرج بهذا العرض) جاء بدعوة من الغرب لإنقاذ ربيبهم وعميلهم وخادمهم، الذى انتهت مهمته باندلاع الثورة؛ لذا يبحثون عن مخرج له حتى لا تتم محاكمته فتنكشف أسرار عربية وغربية».
هو الآخر، شدد عضو «مجلس قيادة الثورة» بريف دمشق، محمد الدومانى، على رفضه لهذا العرض، بقوله ل«الشروق»: «ربما توافق المعارضة السياسية على خروج الأسد آمنا، لكن الثوار سيرفضون؛ فهم يريدون محاكمته كمجرم حرب». وقد لقى 109 أشخاص حتفهم أمس الأول بنيران قوات النظام، خمسون منهم بدمشق وريفها. وبينما تتهم المعارضة النظام بقتل نحو عشرين ألف شخص منذ اندلاع الاحتجاجات فى مارس 2011، تردد السلطات أنها فقط تلاحق ما تقول إنها عصابات إرهابية مسلحة قتلت الآلاف من عناصر الجيش والأمن. بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسى، إن البيان العربى يعد «تدخلا سافرا فى الشئون السورية». وشدد على أنه لن يستخدم السلاح الكيماوى إلا فى حال وجود تهديد خارجى.
ميدانيا، تصاعدت أعمدة دخان سوداء صباح أمس فوق منطقة المزة غربى دمشق؛ إثر قصف نظامى ضمن الاشتباكات المتواصلة بين النظام ومقاتلى المعارضة. وأفادت «لجان التنسيق المحلية» عن «انقطاع التيار الكهربائى عن كامل احياء وبلدات العاصمة وريفها منذ الصباح الباكر، وكذلك فى درعا والسويداء (جنوب) وادلب (شمال غرب)».
بموازاة ذلك، تستمر الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين فى احياء بمدينة حلب، ولا سيما الصاخور ومساكن هنانو. كذلك تعرضت عدة أحياء بمدينة حمص (وسط) للقصف. من جهته، أعلن «الجيش السورى الحر» اعتقاله «هسام هسام»، المعروف بشهادته فى قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق، رفيق الحريرى، فى بيروت عام 2005. وفى مقطع فيديو، قال «هسام»: «لدى معلومات.. فقط أوصلونى إلى بيروت، وسأعطيكم مفاجآت لم تكونوا لتحلموا بها».
وضمن جهود أمريكية غير معلنة لتسريع سقوط الأسد، تضغط واشنطن على العراق ليغلق مجاله الجوى أمام الرحلات المتوجهة من إيران إلى سوريا، والتى تشتبه المخابرات الأمريكية بأنها تحمل أسلحة إلى القوات النظامية السورية، بحسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أمس عن مسئولين أمريكيين.
الصحيفة أضافت أن الأمريكيين يحاولون أيضا منع السفن التى يشتبه بأنها تنقل شحنات من الأسلحة والنفط لسوريا من عبور قناة السويس، مشيرة إلى إن إحدى هذه السفن تسمى «الأمين» وتنتظر إذنا لعبور القناة، وهى مملوكة من أحد فروع شركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشحن، حيث يجرى مسئولون أمريكيون محادثات مع القاهرة لمنع عبور السفينة، متذرعين بأنها لا تحظى بتأمين دولى معترف به. أوروبيا، قرر الاتحاد أمس تشديد عقوباته على دمشق بإضافة 26 شخصا وثلاثة كيانات جديدة للقائمة السوداء للاتحاد، وتشديد الحظر على الاسلحة بتعزيز عمليات المراقبة.