انتقد سياسيون تأخر الرئيس محمد مرسى فى اختيار رئيس للحكومة الجديدة، مؤكدين تعطل مصالح المواطنين بسبب هذا التأخير، وبسبب تخوف الوزراء الحاليين من اتخاذ القرارات، تحسبا لتغييرهم فى أى تشكيل مقبل، محذرين من أن يكون هذا التأخير متعمدا بهدف فتح الطريق أمام جماعة الإخوان المسلمين للفوز بغالبية الحقائب الوزارية. وقال النائب السابق، جمال زهران، إن تأخر الرئيس المنتخب محمد مرسى فى تشكيل الحكومة الجديدة يعكس حالة اضطراب شديدة للطريقة التى يعمل بها،
وأضاف متعجبا: «ليس من الطبيعى ألا يكون لديه تصور لتشكيل الحكومة أو يحدد من يمكن أن يتولاها، فأمامه اختيارات مختلفة، وسبق أن وجهت له أكثر من دعوة لأن يشكل هو الحكومة ويكون رئيس وزرائها بدلا من اختيار رئيس حكومة يكون عقبة أمامه وعبئا وربما يتسبب فى فشله فى ال100 يوم الأولى».
وأكد النائب البرلمانى أنه فى حالة إجراء استطلاع رأى حقيقى، سيظهر انخفاض شعبية مرسى إلى النصف، وحذر مرسى من أن تأخر تشكيل الحكومة لأن ذلك «سيزيد من تراجع شعبيته».
كما اعتبر زهران إصدار مرسى لقرار إعادة البرلمان بمثابة إطلاق رصاص «فشنك» أحدث إزعاجا ولم يصب فى مقتل، قائلا: «مرسى غاوى يعمل مشاكل»، مشيرا إلى حدوث شلل كامل فى أغلب الوزارات الحكومية «فلا يستطيع أى وزير أن يتخذ قرارا فى وزارته لعدم شعوره بالاستقرار، والأغلبية منهم يرغبون فى البقاء بالوزارة ولذلك قلقون من التوقيع على أى قرارات».
من جانبه، رفض عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسى التحالف الشعبى، الحكم على مرسى الآن، مطالبا المصريين بالصبر على تشكيل الحكومة، مضيفا: «مرسى أول مرة يتولى رئاسة الجمهورية وليس له خبرات سابقة، وهذا يضع أمامه صعوبات، ولابد من إعطائه الوقت الكافى».
لكنه أكد أن البطء فى تشكيل الحكومة يمثل تعطيلا لمصالح الشعب المصرى، موضحا: «صحيح توجد حكومة تسيير أعمال ولكنها تحل المشكلات الوقتية فقط، ولا تضع تصورات طويلة الأمد».
ورفض شكر إساءة الظن بمرسى بشأن تعمده تأجيل تشيكل الحكومة، قائلا: «نمر بظروف صعبة، وهناك أشخاص اعتذروا عن تولى مناصب بالوزارة، لكن هذا ليس مبررا لأن يشكل الحكومة من الإخوان لأن البلد مليئة بالكفاءات، واذا كان البعض اعتذر فالبعض الآخر سيوافق».
أما السعيد كامل، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، فاعتبر سبب تأخير مرسى فى إعلان الحكومة، رغبته فى استمرار حكومة الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء حتى انتهاء ال100 يوم الأولى كى لا تحاسب الحكومة الجديدة، «لأنها بالفعل ستفشل فى المائة اليوم الأولى». بينما قال إيهاب الخراط، عضو الهيئة العليا بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إن «هناك عدة مستويات لإعاقة تشكيل الحكومة الجديدة منها الاختلاف بين الإخوان والسلفيين على توزيع الحقائب الوزارية، فضلا عن وجود تردد بسبب الوعد الذى قطعه مرسى بأن يكون رئيس الوزراء من خارج الإخوان، وأتوقع أن عددا من الشخصيات التى عرضت عليها الوزارة وضعت شروطا لضمان صلاحياتها».