فى ظل عجز دولى جراء الصراع بين مؤيدى ومعارضى الرئيس السورى، بشار الأسد، فى مجلس الأمن، تسطر القوات النظامية بدماء السوريين شهادة وفاة المجلس «العاجز» عن وقف المجازر بحق المدنيين، وأحدثها مجزرة التريمسة، التى حصدت أرواح 220 شخصا، وفقا لنشطاء يطالبون بإنهاء نحو 41 عاما من حكم عائلة الأسد. وبحسب تقرير لبعثة المراقبة الدولية فى سوريا، فإن القوات الجوية شاركت فى مجزرة التريمسة شمال غربى ريف حماة، معتبرة أن ما حدث هو الأسوأ منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية فى مارس 2011. وأضاف التقرير، المؤلف من صفحتين، أن «القوات الجوية تواصل استهداف المناطق الحضرية المأهولة شمالى مدينة حماة على نطاق واسع»، موضحة أن مراقبين تمكنوا من الوصول إلى مسافة ستة كيلومترات من التريمسة، لكن قادة بالقوات الجوية منعوهم من الاقتراب.
لذا رصد المراقبون الوضع، بحسب وكالة رويترز، من مواقع مختلفة حول التريمسة لنحو ثمانى ساعات، سمع خلالها أكثر من 100 انفجار وصوت نيران أسلحة ومدافع رشاشة، وشاهدوا أعمدة من الدخان الأبيض والأسود، فضلا عن غارات جوية صاروخية.
ووفقا ل«الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، فإن 21 شخصا لقوا حتفهم برصاص القوات النظامية أمس، معظمهم فى ريف دمشق وحمص. وإجمالا يتهم النشطاء النظام بقتل ما بين 15 و19 ألف شخص، ما تنفيه السلطات، مرددة أنها تطارد عصابات إرهابية مسلحة قتلت أكثر من ثلاثة آلاف من عناصر الجيش والشرطة.
ورغم الإدانات الدولية لمجزرة التريمسة وما قبلها، يبقى مجلس الأمن عاجزا عن وقف دوامة العنف الدموى فى سوريا؛ من جراء استخدام حليفتى الأسد، روسيا والصين، لحق النقض (الفيتو) على أى مشروع قرار يطرحه الغرب، المناهض للنظام السورى.
وحاليا يدور فى المجلس صراع بين مشروعى قرار، أحدهما روسى يدعو لتمديد تفويض بعثة المراقبين دون اقتراح فرض عقوبات، والأخير غربى يقترح أيضا تمديد هذا التفويض، لكنه يمهل النظام عشرة أيام، من تاريخ اعتماد القرار، لوقف العنف، وإلا سيفرض عليه عقوبات بموجب المادة 41 من الفصل السابع فى ميثاق الأممالمتحدة.
وهو «العجز»، الذى علق عليه الناشط الإدلبى، أحمد القدور، بقوله ل«الشروق»: «لم يعد لدينا أمل فى مجلس الأمن.. فقد أعلنا وفاته.. صحيح أن السياسة بلا أخلاق، لكن ليس لهذه الدرجة، فالمجتمع الدولى بلا أخلاق تماما»، خاتما بقوله «يئسنا من المجتمع الدولى، ولا نعتمد إلا على أنفسنا».
قائمة سوداء
لقى 220 شخصا، بينهم أطفال ونساء، حتفهم فى مذبحة ارتكبها جنود وشبيحة (بلطجية) النظام السورى على قرية التريمسة شمال غربى ريف حماة أمس الأول، بحسب منظمات حقوقية رصدت قائمة بما قالت إنها مجازر ارتكبها نظام الأسد.