تستعد السعودية لمواجهة إمكانية انتشار مرض أنفلونزا الخنازير بين الحجاج والمعتمرين خصوصا مع رصد إصابات بهذا المرض في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وذكرت وزارة الصحة السعودية أنه تم رصد فيروس "أيه.أتش1.إن1" لدى ثلاثة أطفال سعوديين في المدينة ولدى طفل في التاسعة من العمر في فندق قرب الحرم المكي. وتم إعلان اكتشاف 12 حالة جديدة في المملكة يومي الأربعاء والخميس ،وهو ما يرفع حصيلة المصابين إلى 29 منذ تسجيل الحالة الأولى في الثالث من يونيو. وقال خالد المرغلاني المتحدث بأسم وزارة الصحة أن هذه الحالات تُلقي الضوء على المخاطر التي يشكلها الفيروس على ملايين المعتمرين والحجاج الذين يتوقع ان يزوروا المملكة بين أغسطس وديسمبر. وقال المرغلاني إن الحكومة السعودية تعمل حاليا مع خبراء من منظمة الصحة العالمية ومن منظمات دولية آخرى لوضع خطة للتعامل مع هذا الخطر. وذكر المرغلاني في هذا السياق أن : "العالم بأسره قلق إزاء هذه المسألة ، ونحن نبذل قصاري جهدنا ، فالقادمون هم ضيوف الرحمن". وأشار المتحدث إلى أن وزارة الصحة جمعت كميات من دواء تاميفلو الذي يستخدم لعلاج المرض ، وذلك بما يكفي لمعالجة 10% من سكان المملكة الذين يتجاوز عددهم 25 مليون نسمة. وذكرت صحف محلية أن الصيدليات تقوم ببيع كميات كبيرة من عقار تاميفلو بموازاة تعاظم القلق لدى السكان من انتشار أنفلونزا الخنازير. ويعد العقار فعالا على المرض في المراحل الأولى من انتشاره وكان قد أعُلن في وقت سابق عن رصد فيروس "أيه.أتش1.إن1" لدى افراد عائلة موريتانية زائرة للمدينة المنورة ، وهو الأمر الذي يعكس أيضا المخاطر التي يمثلها قدوم المعتمرين إلى المملكة في أوقات لا تعد تقليديا ضمن أوقات الذروة للعمرة. وبحسب المرغلاني ، تتوقع السلطات السعودية أن تتعاظم مخاطر انتشار المرض بشكل كبير مع بدء موسم الذروة في العمرة اعتبارا من النصف الثاني أغسطس ، أي خلال شهر رمضان. كما أن المخاطر الأكبر هي بالطبع خلال موسم الحج في نوفمبر مع العلم أن حوالى 7،1 مليون حاج من العالم شاركوا في الحج العام الماضي ، وغالبية الحجاج يصلون عموما إلى الحج عبر مطار جدة غرب البلاد. وقال المرغلاني إن السعودية تملك خطة صحية للوقاية وللعلاح من الأمراض التي تنتشر بين الحجاج. وذكر أن : "الحج والعمرة يحظيان بنظام معقد للرقابة" ، مشيرا إلى عدم تسجيل انتشار أي مرض أو وباء بشكل كبير بين الحجاج خلال السنوات الماضية. وتوقعت وزارة الصحة السعودية ان تنتهي من وضع الخطة الخاصة بمواجهة أنفلونزا الخنازير بالتعاون مع خبراء منظمة الصحة العالمية في وقت لاحق هذا الشهر ، مع العلم أن السلطات نشرت في المطارات كاميرات لرصد حرارة الجسم ، وبالتالي لرصد حالات الأنفلونزا المشبوهة. إلا ان تسجيل الإصابات في الداخل يؤكد أن التحديات كبيرة. فالطفل الماليزي إضافة إلى طالب سعودي آخر مصاب ، وصلا إلى المملكة ورصُدت حرارتهما المرتفعة عبر الكاميرات الخاصة في مطار جدة في السابع من يونيو ، إلا أنهما ولأسباب غير واضحة تمكنا من دخول البلاد. واستقل الطالب السعودي رحلة داخلية من مطار جدة ، وفي وقت لاحق اتصل مسئولون في وزارة الصحة بالطالب وبذوي الطفل الماليزي وتم نقلهما إلى المستشفى. كما سُجلت حالات حديثة لدى أشخاص يعملون في المستشفيات والتقطوا العدوى على ما يبدو من مرضى مصابين بالأنفلونزا.