ينتظر أن يتم أواخر شهر يوليو الجاري، نشر طبعة جديدة منقحة من رواية الأديب العالمي الشهير، أرنست هيمنجواي "وداعا للسلاح"، مزودة بمسودات بخط المؤلف تتضمن 47 نهاية محتملة، ومحاولات لتغيير العنوان، ومقاطع كثيرة لم تتضمنها الرواية المنشورة. ووقع ورثة هيمنجواي، حسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز، عقدا مع دار نشر "سكرايبنر"، التي تتولى طبع مؤلفاته لنشر الطبعة المرتقبة من الرواية التي نشرت لأول مرة عام 1929، والتي اعترف هيمنجواي في مقابلة صحفية عام 1958 بأنه أعاد صياغة نهايتها 39 مرة قبل أن يقتنع أخيرا بها.
وإلى جانب النهايات المحتملة والفقرات التي لم يسبق نشرها، ستتضمن رواية للكاتب الأمريكي الشهير مجموعة من العناوين المقترحة، من بينها "أشياء ساحرة"، و"الحب وقت الحرب"، و"كل ليلة وجميع الليالي"، و"بسبب الجروح وغيرها".
وتعتبر الرواية شبه سيرة ذاتية لأرنست همنجواي، واعتبرها بعض النقاد أعظم رواية حربية على الإطلاق، وهي تحكي قصة الملازم الأمريكي فريدريك هنري، خلال الحرب العالمية الأولى، حينما كان يعمل سائق سيارة إسعاف في الجيش الإيطالي، وأجواء الحرب والحب ورغبة الإنسان في الحياة وسط الدمار.
قوة الإنسان
ويعكس أدب همينجواي تجاربه الشخصية في الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الأهلية الإسبانية. وقد ترك صاحب "رائعة العجوز والبحر" بصمته على الأدب الأمريكي ليصبح واحدا من أهم أركانه. وغالبا ما تقف شخصيات همينجواي دائما في وجه الشدائد والتحديات دون شكوى أو تبرم، وهي ، كما يراها النقاد، تعكس طبيعته الشخصية.
حصل إرنست ميلر همينجواي على جائزة بوليتزر الأمريكية المرموقة سنة 1953، وبفضل "العجوز والبحر" نال جائزة نوبل في الأدب عام 1954 "لأستاذيته في فن الرواية الحديثة ولقوة أسلوبه"، كما جاء في تقرير لجنة نوبل.
ورغم أن النظرة التشاؤمية للكون والحياة غلبت على هيمنجواي في بداياته، فإنه في أعماله الروائية الكبيرة ينتصر للإنسان ككائن جدلي، فحفلت أعماله بانتصار الإنسان وهو يتحدى القوى الطبيعية والحروب، ويتحدى نفسه أيضا مثل بطله "سنتياغو" في رائعته "العجوز والبحر".