يشعر مفتاح الفرجاني، المعلم البالغ من العمر 33 عامًا، والمقيم في سرت مسقط رأس القذافي بأنه مهمش، فيما يتشكل النظام الجديد في ليبيا، وذلك بعد تسعة أشهر من انتهاء الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي.
ولا يستطيع كثيرون أن ينسوا أن مهد الانتفاضة كان في شرق ليبيا وهي منطقة كانت مفضلة في العهد الملكي، وهمّشها القذافي بعد انقلاب عام 1969 مما تسبب في تفاقم المشكلات.
ومن جانب آخر، ففي الحي الذي يعرف باسم المنطقة الثانية، حيث يعتقد أن القذافي اختبأ في أيامه الأخيرة لاتزال آثار الدمار واضحة في مختلف الأنحاء. وبعد إلقاء القبض على القذافي في سرت وقتله في أكتوبر الماضي، اشتعلت قبيلته غضبًا. لكن في دولة أقر فيها المجلس الوطني الانتقالي الحاكم قانونا جديدا يحظر تمجيد القذافي. ومنذ ذلك الحين فر كثيرون ممن دعموا القذافي من ليبيا خشية أن يلقوا نفس النهاية العنيفة التي لاقاها الزعيم الراحل.
وسجل نحو 80%من الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم أسماءهم؛ أي نحو 2.7 مليون نسمة للتصويت في انتخابات الجمعية الوطنية التي ستتكون من 200 عضو، وستساعد في وضع مسودة دستور الدولة الجديدة التي يأملون بناءها.
ويقول مسؤولون عن الانتخابات: "إن في سرت والمناطق المحيطة، سجل ثلث سكانها، البالغ عددهم 120 ألف نسمة أسماءهم، ولافتات الدعاية الانتخابية التي تغطي الحوائط وواجهات المتاجر في طرابلس قليلة ومتباعدة في سرت."
وإذا لم يشارك في الانتخابات إلا عدد قليل، فإن شرعية انتخابات الجمعية الوطنية الجديدة قد تكون منقوصة في أعين أبناء سرت.
وقال جمال المبروك، المقيم في المنطقة الثانية، غاضبًا: "لمن سأصوت إذا كنت أعيش هكذا ومنزلي تهدم؟ أخبرني لمن سأصوت؟"
ويخوض الانتخابات 45 مرشحًا مستقلا من سرت، ويتنافسون على مقعدين فقط، وقال أحدهما وهو عبد الجليل محمد عبد الجليل (29 عامًا) وهو مدرس لعلم وظائف الأعضاء: "إن برنامجه يقوم على إعادة بناء سرت وحفظ الأمن". وقال: "إن البعض لا يزالون يحبون القذافي". وأضاف أنهم إذا تلقوا معاملة جيدة ورأوا أن مدينتهم قد أعيد بناؤها فسينسون القذافي.