سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«دير أبوحنس» التى ثار أقباطها على تغيير اسمها: لم يمنعنا أحد من التصويت لشفيق مرت بها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى مصر هربًا من اضطهاد الرومان.. والحكومة طلبت تغيير الاسم مرتين
عندما ذكر رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، المستشار فاروق سلطان، اسم قرية دير أبوحنس، فى تقريره الذى ألقاه خلال إعلانه فوز محمد مرسى برئاسة الجمهورية، كان اسم القرية الواقعة ضمن حدود محافظة المنيا، واحدا من أبرز الطعون التى يعلق عليها أنصار المرشح الخاسر أحمد شفيق الكثير من الآمال فى قبولها، فالطعن اتهم أنصار مرسى بمنع سكان القرية الأقباط من التصويت فى الانتخابات، وهو ما نفاه سلطان فى تقريره، مرجحا بذلك كفة «مرشح الإخوان المسلمين». «الشروق» زارت دير أبوحنس فى مركز ملوى، التى خاضت نضالا طويلا مع السلطات خلال السنوات الماضية، لمنع تغيير اسمها من «دير أبوحنس» إلى وادى النعناع، وهو ما لا يجد سكانها مبررا له، سوى محاولة لطمس هويتها التاريخية، فالقرية التى يسكنها 35 ألف قبطى، هم كل عدد السكان، كانت واحدة من النقاط التى مرت بها العائلة المقدسة، فى رحلة هروبها إلى مصر من اضطهاد الرومان.
تقع «دير أبوحنس» على الجانب الشرقى من نهر النيل، وهى تتمتع بمكانة دينية كبيرة لدى الأقباط، باعتبارها تضم كنيسة كوم ماريا، التى استراحت مكانها العائلة المقدسة، خلال رحلتها، وعرفت القرية لفترة قصيرة باسم وادى النعناع، وهو ما دفعها لأن تثور على قرار سابق بتغيير اسمها فى عام 2009، إيمانا من أهلها بقدسية الاسم، الذى حصلت عليه من القديس «يحنس القصير».
ورغم كل محاولات محافظ المنيا السابق، أحمد ضياء الدين، لإقناع الأهالى بوقف احتجاجاتهم على تغيير اسم القرية، إلا أن الأهالى ظلوا مصرين على موقفهم، معتبرين تغيير الاسم محاولة لطمس الهوية المسيحية للقرية، التى حملت الاسم منذ تأسيس أول كنيسة فيها عام 413 ميلاديا.
خلال زيارة «الشروق» للقرية عبر المعدية النيلية، التقينا الأب لويس جاد الرب، راعى كنيسة كوم ماريا، الذى أكد أن «أحدا لا يستطيع أن يفرض شيئا على أقباط القرية، البالغ تعدادهم 35 ألف نسمة، وهو ما ظهر عند رفضهم للقرار رقم 3499 لسنة 2009 الصادر من وزارة العدل، لرئيس مصلحة الشهر العقارى والتوثيق، بتعديل اسم القرية، دون إبداء أسباب».
وأكد الأب جاد الرب أن القرية من المزارات السياحية المعروفة محليا وعالميا، بما تحتويه من أماكن مقدسة وأثرية قبطية، كما يقام فيها احتفال سنوى فى مكان مرور العائلة المقدسة بها، ويفد إليها الزائرون من جميع أنحاء العالم، موضحا: «نحن أصحاب هوية، ولا يستطيع أحد التأثير علينا، أو منعنا من التصويت، كما أشيع مؤخرا، إلا إذا كان بعض الضعفاء اشتكوا، وتم تضخيم الأمر بصورة غير واقعية، فنحن صوتنا بإرادتنا لمن نشاء».
ومن جهته، تساءل الباحث رضا عزت الدكش، أحد سكان القرية، عن الأسباب التى قد تدفع إلى السعى لتغيير اسمها، مشيرا إلى أن «أول محاولة لتغيير اسم القرية، كان فى عام 1964، لكنها باءت بالفشل بعد اعتصام الأهالى».
وأضاف الدكش أنه لا يعرف سببا يدعو لتغيير اسم قرية تاريخية، كل سكانها من المسيحيين، ويوجد بها 3 كنائس أرثوذكسية، واثنتان للطائفة الإنجيلية، وواحدة للكاثوليك، بالإضافة إلى وجود كنيستين أرثوذكسيتين قيد البناء، موضحا أن أسقف ملوى وأنصتا والأشمونين، الأنبا ديمتريوس، سبق أن طلب منذ 7 سنوات، تحويل كوم ماريا إلى مزار سياحى عالمى مفتوح، إلا أن الجهات المسئولة رفضت تخصيص 10 أفدنة لإقامة المزار.