اختلف ممثلون لقوى سياسية وثورية فى قراءة أول خطاب للدكتور محمد مرسى، أول رئيس جمهورية بعد الثورة، ففى الوقت الذى احتفى فيه البعض بالخطاب، واعتبروه مبشرا، ومتماشيا مع الأجواء الاحتفالية التى تشهدها البلاد، يرى البعض الآخر أن الخطاب «تقليدى ولم يتضمن رؤية سياسية وتجاهل الإشارة إلى إشكالية الإعلان الدستورى المكمل، وحل البرلمان»، مطالبين مرسى بالتزام الوضوح والحسم واجتناب الدبلوماسية المفرطة فى خطاباته القادمة. وقال طارق الخولى، عضو المكتب التنفيذى بائتلاف شباب الثورة، إن الخطاب جاء متماشيا مع الأجواء الاحتفالية التى شهدتها البلاد عقب الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن الخطاب حمل عدة رسائل تطمينية داخليا وخارجيا، إلا أنه تجاهل الالتفات إلى عدة قضايا مهمة كان من المفترض إيضاحها، وعلى رأسها إشكالية الإعلان الدستورى المكمل، وصلاحيات رئيس الجمهورية، وإلغاء الضبطية القضائية، وحل البرلمان.
وتابع الخولى «كنا نأمل من الخطاب الإعلان الرسمى لاستمرار الإخوان فى اعتصامهم فى الميدان لحين تعديل الإعلان الدستورى المكمل وصلاحيات الرئيس»، مشيرا إلى أنه «لابد أن يلتزم أول رئيس جمهورية بعد الثورة فى خطاباته بالحسم والوضوح وتجنب الدبلوماسية المفرطة».
فيما كان للمتحدث باسم حركة «مصرنا» محمد عمر رأى مخالف، حيث اعتبر أن الخطاب جاء طبيعيا ومتناسبا مع أول خطاب يلقيه رئيس الجمهورية بعد الثورة، ويحسب له فيه تركيزه على طمأنة الفئات التى لم تنتخبه من الشعب، وليس من المفترض عليه الخوض بالوقت الراهن فى قضايا ساخنة، وإشكاليات ليست محل اتفاق بين جميع صفوف الشعب، لأنه أصبح الآن رئيسا لكل المصريين.
وأكد عمر أن أفعال رئيس الجمهورية أهم من خطاباته وأن الشعب المصرى ينتظر منه التزامه بالوعود والتعهدات التى قطعها على نفسه، وأهمها عدم انفراد الإخوان بالقرار، وتشكيل حكومة ائتلافية من مختلف القوى السياسية ترأسها شخصية من خارج الإخوان، وتوظيف قدرات الشباب.
كمال زاخر، المفكر القبطى، قال إن الخطاب تقليدى وافتتاحى لعهد رئاسته للبلاد، مضيفا «الخطاب عام ومجرد ولم يطرح خلاله رؤية سياسية».
وانتقد زاخر احتواء الخطاب على بعض الكلمات مثل «توجهاتنا ومبادرتنا»، دون تحديد على من يعود الضمير فى هذه الكلمات، متسائلا: هل يقصد الحرية والعدالة أم جماعة الإخوان المسلمين أم من؟، مشيرا إلى أن هذه الكلمات ملتبسة، وطالبه بكتابة خطاب أكثر وضوحا فى المرة المقبلة ويكون أكثر عمقا.
فيما اختلف معه عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، واصفا الخطاب بأنه مكتوب بعناية، وأشار مرسى خلاله إلى أنه جاء رئيسا بفضل تضحيات شهداء الثورة وهو ما يؤكد أن الثورة مستمرة.
واعتبر شكر رسائل الطمأنة التى أرسلها مرسى لمؤسسات الدولة المختلفة من قوات مسلحة وقضاء وشرطة، بأنها مطلوبة فى هذه اللحظة للتأكيد على مساندته لأجهزة الدولة العميقة.
كما أشاد بمخاطبته جميع فئات الشعب وكأن الرسالة كانت لكل مواطن على حدة، مضيفا «إن ذكره لمحافظات مصر باسمها وأيضا مختلف المهن من سائقى تكاتك وتاكسيات وكأنه يحدث كل مواطن شخصيا على حدة، خلق حالة طيبة بينه وبين المواطنين».
وأضاف شكر أن الخطاب ينقصه الإعلان عن أسماء نوابه وتشكيل الحكومة، مستدركا «قد يكون مقبولا تأجيل ذلك لحين أدائه اليمين الدستورية».
وفى السياق نفسه، قال مصعب الشريف، القيادى بحزب «النور»، إن مرسى اتسم بالبساطة فى إلقائه الخطاب مما جذب إليه العديد من البسطاء فى مختلف أنحاء الجمهورية، معتبرا تجنب الرئيس الجديد الحديث فى إشكاليات الإعلان الدستورى، والضبطية القضائية، وحل البرلمان، بعد 3 ساعات من فوزه أمر ضرورى لتجنب حدوث أزمة ما بين محمد مرسى والقضاء.
ووصف محمد حسان، مدير المكتب الإعلامى لحزب البناء والتنمية، الخطاب بالجيد والمبشر الذى ثبت أنه أعد بعناية، مشيرا إلى أن رسائل الطمأنة التى بعث بها الرئيس لجميع أطياف الشعب تعد لمحة جيدة منه.
وأوضح حسان أن الخطاب كان يحتاج للتأكيد على حقوق الأقباط لطمأنتهم، مشيدا بتأكيد مرسى على التأسيس لعلاقات متوازنة بين مصر وكل القوى العالمية، على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.