تقرير الرقابة قال إن المسلسل يتحدث عن مشروع التوريث فى عهد خوفو فاختفت حلقاته القناة الأولى لم تتلق قرارًا بمنع العرض.. و«نايل دراما»: المسلسل موجود ولم يصبه الدور بعد كتب حاتم جمال الدين: «أقدار نجيب محفوظ تنتظر قرار الإفراج من رئيس مصر الجديد».. هكذا يرى المخرج خالد بهجت الحل الأخير لمشكلة مسلسله التاريخى «الأقدار» المأخوذ عن رواية عبث الأقدار للأديب العالمى، مؤكدا أن مسلسله تم منع عرضه لأسباب تتعلق بأسرة الرئيس السابق. ونفى بهجت بشدة أن يكون هناك أى اعتراضات من الأزهر على المسلسل، كما روج أعوان النظام المنحل، مشيرا إلى أنه لم يستخدم لفظ «الملك الإله» الذى كان يطلق على ملوك هذا العصر، واستبدله بلقب «الملك المعظم»، كذلك أكد التزام العمل بالمراجعات التاريخية، التى أشرف عليها اثنان من كبار الأساتذة، وهما د. زاهى حواس، ود. محمود مبروك، اللذان حضرا تصوير معظم مشاهد المسلسل، وقال إن تصوير أحد المشاهد تعطل لمدة 8 ساعات استجابة لملاحظة للدكتور زاهى حواس.
وأضاف مخرج «الأقدار» أن تكلفة المسلسل فى عام 2003 بلغت 5 ملايين جنيه، وهى تكلفة كبيرة وفق أسعار سوق الدراما فى هذا التاريخ، لأن هناك الكثير من العناصر المهمة لمثل هذا العمل، ومنها الملابس والإكسسوار والأسلحة والدروع والمكياج، التى تمت تحت إشراف متخصصين على أعلى مستوى، وبعد دراسات مستفيضة لكل التفاصيل.
وعن مشكلة العرض، وكيف بدأت يقول د. خالد بهجت إنه تم عرض المسلسل لمرة واحدة على إحدى القنوات الفضائية التابعة للتليفزيون المصرى، وبعدها اختفت الشرائط، ولم تعرض على أى قناة أخرى، وفى السر كشف له أحد المطلعين على خبايا الأمور فى ماسبيرو أن أسرة مبارك، ومن حولهم لم يعجبهم المسلسل، ورأوا فيه إسقاطا على مشروع التوريث وواقع ما يحدث فى كواليس مؤسسات الحكم بتلك الفترة التى بدأ الحديث فيها عن تهيئة الطريق لجمال مبارك، فالمسلسل يتناول فترة حكم الملك خوفو، وما شهده من مؤامرات فى قصر الفرعون، التى شارك فيها ابن الفرعون مع عناصر من الحاشية.
ويذكر بهجت أنه حاول أكثر من مرة أن يسأل عن المسلسل وإمكانية عرضه بشكل أو بآخر، وكانت الردود لا تحمل أى إجابات، ويتلقى فى نهاية كل جلسة سؤالا عن المشروعات الجديدة التى يمكن أن يقدمها مع قطاعات الإنتاج التابعة لوزارة الإعلام، كما لو كان المسئولون يوجهونه لنسيان هذا العمل نهائيا والتفكير فى غيره.
واستنكر أن يعامل الإبداع بهذا الأسلوب الأمنى، والتفتيش فى النوايا، والبحث عما قد يعتبره أصحاب السلطة إسقاطا على ما يدبرونه من مشروعات وخطط لإحكام قبضتهم على مقدرات الشعوب، ويرى بهجت أن كبت الحريات هذا هو ما فجر الثورة، وجعل الناس تخرج للميدان مطالبة العيش والعرية والعدالة الاجتماعية.
كذلك استنكر إهدار أموال الدولة بحبس هذا العمل فى أدراج التليفزيون المصرى، مؤكدا قيمة المسلسل والمأخوذ عن واحدة من أروع روايات محفوظ.
وعن إمكانية الاستفادة من مناخ الحرية الذى فرضته ثورة 25 يناير على مؤسسات الدولة قال إن القرار فى يد المسئولين فى ماسبيرو، لأنه عمل من إنتاج التليفزيون، وهم من يملكون قرار العرض على الشاشات التابعة لتليفزيون الدولة، كما يملكون قرار تسويقه على قنوات أخرى....وعلق قائلا: «المسلسل ربما يكون فى انتظار رئيس جمهورية يؤمن بالإبداع، ولا يحلم باحتكار السلطة وتوريثها لأحد أفراد أسرته».
ويؤكد السيناريست محمد الغيطى كاتب السيناريو والحوار أن بداية المشكلة كانت تقريرا كتبته رئيسة الرقابة السابقة حمدية صقر، وقالت فيه إن المسلسل لا يتحدث عن الملك خوفو وإنما يتناول فكرة التوريث والصراع على السلطة بين الحاكم وابنه، وبعدها صدرت تعليمات بعدم عرضه، وتحت ضغوط ومطالبات منه بضرورة عرض المسلسل الذى تم عرضه مرة واحدة على قناة النيل الثقافية بعد حذف الكثير من مشاهده، وتم اختيار الثالثة صباحا موعدا لإذاعة الحلقات.
وعلى الجانب الآخر يؤكد أحمد المهدى رئيس إدارة الفيديو فى قطاع الإنتاج بأن القطاع لا يملك قرار عرض المسلسلات وأن علاقته بالعمل تقف عند تسليم النسخ لمكتبة التليفزيون والقطاع الاقتصادى، ومن هنا فقطاع الإنتاج ليس طرفا سواء فى قرار العرض أو التسويق على القنوات الأخرى، وأن القنوات هى صاحبة قرار عرض الأعمال الدرامية كل وفق رؤيته وخطته.
وفى التليفزيون يؤكد المخرج مجدى لاشين رئيس القناة الأولى أن مسلسل «الأقدار» مدرج على القوائم التى يتم الاختيار منها للعرض على القنوات التابعة للتليفزيون المصرى، وأنه لم يتلق أى تعليمات بعدم عرضه، أو التحفظ على عرضه.
ويضيف أسامة بهنسى رئيس قناة الدراما بأن الاهتمام الأكبر يكون لعرض الأعمال الجديدة على شاشة التليفزيون، مشيرا إلى أن نايل الدراما باعتبارها قناة متخصصة تمنح الأعمال القديمة مساحة للعرض أمام جمهورها، وأنه يقوم بالفعل بعرض المسلسلات التى لها جماهيرية كبيرة ومنها الزينى بركات الذى يعرض حاليا، وكذلك الشهد والدموع الذى سيعرض فى الفترة المقبلة، وأكد أن مسلسل «الأقدار» موجود بين قوائم تلك المسلسلات، لكن ربما لم تأتِ مناسبة لعرضه.
وأكد عبدالنبى فكرى نائب رئيس القطاع الاقتصادى بماسبيرو أن مكتبة التليفزيون كاملة يتم تسويقها على القنوات التليفزيونية العربية من خلال المعارض والمهرجانات المختلفة، كما يتم عرضها على مدى العام عبر الاتصال المباشر بالقنوات المختلفة فى ظل خطة التسويق التى تشمل كما ضخما من الأعمال التى قامت قطاعات ماسبيرو بإنتاجها.