تباينت ردود الأفعال بين أهالى قرية كفر مصيلحة، مسقط رأس الرئيس السابق حسنى مبارك، حول النطق بالحكم ضده اليوم، ففى الوقت الذى قال فيه البعض إنهم فرحون بمحاكمته بسبب ما فعله فى مصر، ويرى أخرون أن «سنه تشفع له»، و«ارحموا عزيز قوم ذل». ويرى عدد من أهالى القرية التى يبلغ سكانها 51 ألف نسمة، أن مبارك تنصل منهم وعطل بعض الخدمات فى القرية، أى أنها لم تستفد من حكم مبارك فى شىء مثلها فى ذلك مثل سائر قرى مصر، وقال الأهالى إن الميزة الوحيدة لمبارك على القرية أن اسمها جاء على لسان الفنانة لطيفة فى أغنية «اخترناه» حين قالت «صافى القلب يا كفر مصيلحة».
من جهته قال اللواء محمد حسنى مبارك ابن عم الرئيس السابق، إن مبارك برغم ما فعله بمصر من فساد إلا أن علينا احترام سنه والعفو عنه لأنه أصبح كبيرا ذليلا يخشى الحكم عليه و«ارحموا عزيز قوم ذل».
فيما قال جميل مبارك، قريب الرئيس السابق، الذى يعمل ترزيا إنه لم ير مبارك منذ 40 عاما، حين حضر للقرية فى جنازة الدكتور سميح مبارك عضو مجلس الشعب السابق، ومع هذا يبدى جميل حزنه على النهاية المأساوية لمبارك «رجل الحرب والسلام الذى أفنى حياته فى خدمة وطنه».
وأكد محمد سراج، أحد أقارب مبارك، على حزنه الشديد على محاكمة «رمز مصر» قائلا: «بدلا من تكريمه تكون دى نهايته»، واعترف بوجود أخطاء «لكن يسأل عنها جمال مبارك ووالدته سوزان مبارك وهيئه مكتب الحزب الوطنى وحكومه الحزب».
بينما يقول عماد محمود الخياط صاحب صالون حلاقه بجوار منزل الرئيس السابق إن مبارك ليس له ذنب فيما حدث للبلد خلال السنوات العشر الأخيرة عقب سلسلة من الأمراض تعرض لها وعزلته عن المجتمع، لكن مسئوليته المباشرة تأتى بعد أن تولى نجله مقاليد الحكم بشكل غير رسمى ما أدى إلى غضب شعبى عارم وصل أعلى ذروته فى الانتخابات النيابية الاخيرة على يد مهندس التزوير أحمد عز.
أما صابر أبوخشبة، رئيس جمعية أحباء مصر، فيقول «لقد امتزجت الفرحة بالحزن على رمز الدولة الذى وضع فى موقف مهين إلا أنها نهاية لعصر الفساد والذل ونهاية لفلول النظام القديم والثورة المضادة».
ومن المعارضين أيضا لمبارك، السيد عبدالعزيز، مكوجى، ويقول «لن نقبل ببراءة مبارك ابن كفر مصيلحة التى لم تشهد أى خدمات». فيما يؤكد سامح إبراهيم، 34 سنة، حلاق، ضرورة «مجازاة مبارك بما يتفق مع الجرم الذى ارتكبه، فكل الوزراء والرجال حوله كلهم شلة حرامية وسرقوا اموال البلد، وكان هو السبب الرئيسى للفساد».
وطالب محمود عبدالحميد موظف بتغليظ العقوبة على مبارك ونجليه ليكون عبرة للتاريخ والأجيال المقبلة.