على خلفية أنغام أغنية «لدى إحساس» لفريق الهيب هوب الأمريكى The Black Eyed Peas، وقف شاب فى بداية العشرينيات، يضع نظارة طبية ويرتدى بلوفر أسود، يقلد حركات يد المرشح لرئاسة الجمهورية أحمد شفيق ويغنى: «أنا عندى إحساس.. إن شفيق هو رئيس مصر الجاى». أغنية الشاب الساخرة استعانت بأشهر تصريحات شفيق التى يحرص معارضوه على نشرها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعى ومن بينها: «أنا قتلت واتقتلت»، و«أوزع البونبون على متظاهرى التحرير».
الأغنية هى إحدى التجارب الموجودة على قناة بموقع اليوتيوب تحمل اسم «شعر صدرى»، التى دشنها كل من إبراهيم جمال الدين، وصديقه أحمد نجيب، الطالبين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وزوداها بسبعة فيديوهات حتى الآن، منها ثلاثة تسخر من مرشحى الرئاسة فى الفترة الماضية؛ حازم صلاح أبوإسماعيل، أحمد شفيق، وعمرو موسى، وهى الفيديوهات الأعلى متابعة بين مشاهدى القناة.
يكتب إبراهيم جمال الدين الأغانى ويغنيها فى حين يصورها أحمد نجيب، «الناس تعتقد أن هناك تسلسلا فى التعامل مع مرشحى الرئاسة لذلك فهم يطالبون بالمزيد». يقول جمال الدين، ويضيف: «هذا ليس المقصود، ولكن الشخص الذى عليه نقد ننتقده فحسب».
«لكن الفيديوهات السبعة التى نشرتها القناة ركزت على المحسوبين على الفلول أو الإسلاميين» يتابع جمال الدين: «بالطبع لدى تحفظات على الفلول والإسلاميين، لكنى مثلا كنت مؤيدا لعبدالمنعم أبوالفتوح وصنعت فيديو عنه». هكذا تم تحويل أغنية للسلفى أبوعمار تدعم عبدالمنعم أبوالفتوح إلى أغنية بنمط المهرجانات الشعبية.
مشروع قناة «شعر صدرى» ربما يتوازى مع العديد من مظاهر السخرية السياسية المنتشرة على شبكة الإنترنت، والتى تصل إلى مراحل ربما لم يعرفها النقد السياسى فى مصر طوال تاريخها، ويضيف جمال الدين: «أنا ضد تمجيد أى شخص حتى لو كان ثوريا، وكل تيار يحاول أن يصنع آلهة وخلق فراعنة على المستوى السياسى». ولكن فى الوقت نفسه يؤكد إبراهيم أنه لا ينتقد الأشخاص وإنما ينتقد فقط أفكارهم.
على أنغام الجيتار ترى جمال الدين بملابس البيت، يرتدى نظارة سوداء وقبعة أو كاب «لسانه» موجه للخلف، يضع سماعات فى أذنيه، ويغنى أغنية مطلعها «لو محتار تنتخب مين، لا تقول بثينة ولا حمدين، أنا عندى حل متين، اختار الشيخ حازم أبوإسماعيل».
القناة التى بدأت بأغنية تتضمن مقتطفات من مكالمة أحمد الجنسية مع هبة (Heba Sex Call) المنتشرة بين الشباب على اليوتيوب والمواقع الاجتماعية، بدأ الاهتمام والتركيز عليها بالأغنية التى تتعلق بالمرشح الرئاسى المستبعد «حازم صلاح أبوإسماعيل». وتعرضت الأغنية لانتقادات من مؤيدى أبوإسماعيل، لكن البعض ظن أن الأغنية مؤيدة له لذا راحوا يسخرون منها ويهاجمونها، ويعلق جمال الدين: «لقد تلقيت تهديدات بالفعل بسبب هذا الفيديو».
أما الأغنية التى سخر فيها من عمرو موسى فكانت بأنغام مغنى البوب الأمريكى الراحل مايكل جاكسون وأغنيته الشهيرة smooth criminal والجملة الأساسية فى النسخة الساخرة هى: «أنا عمرو موسى.. والرئاسة محجوزة».
ويقول جمال الدين: «كنا نقضى أوقاتا طويلة على الإنترنت، ثم قررنا عمل شىء مختلف، شىء شعبى ومؤثر».
وجلبت القناة شعبية لصانعيها فى وقت قصير، أغنية «حازم صلاح أبوإسماعيل» حصلت على أكثر من 150 ألف مشاهدة على اليوتيوب، لكن إبراهيم يؤكد مع ذلك أنه لا يسعى لتطوير التجربة بأى شكل، موضحا: «نريد أن نحافظ على الشكل البسيط والمسلى للفيديوهات، فلا نريد أن نأخذ الأمر بجدية».