«أنا لا أكدت ولا نفيت» هكذا أجابت باختصار آية كمال، الطبيبة التى ألقى القبض عليها فى أحداث العباسية قبل الإفراج عنها، معلقة ل«الشروق» على الأنباء التى ترددت حول تعرض السيدات اللواتى قبض عليهن لكشوف العذرية. وكان الإعلامى يسرى فودة، قال فى برنامجه التليفزيونى على فضائية ONTV، إن «هناك أنباء مقلقة عن شهادات جديدة عن كشوف عذرية للمعتقلات»، داعيا قائد الشرطة العسكرية، حمدى بدين للخروج و«يقول الحقيقية كاملة، إذا كان غلط أحد من جنوده أو ضباطه يحيله فورا للمحاكمة العسكرية، وإن كان لم يحدث يبين أنه لم يحدث ويواجه الفتيات علنا على التليفزيون».
آية، جددت رفضها الحديث عما تعرضت له خلال ساعات احتجازها من قبل الشرطة العسكرية، واكتفت بما قالته، أمس الأول فى جلسة الاستماع التى عقدتها لجان الدفاع والأمن القومى وحقوق الإنسان والشباب بمجلس الشعب.
شهادة آية على الأحداث بدأت من مشهد الهجوم على المتظاهرين قائلة «كان الهجوم شديدا من قوات الصاعقة، بتجرى وراء الناس»، وأضافت «وإلقاء مكثف لقنابل الغاز».
أمام هذا المشهد، اضطرت آية أن تقوم بواجبها كطبيبة «جريت ألحق إللى بيقع ويتصاب فى أى مكان»، رد فعل آية لم يستمر طويلا لأنها فوجئت «بمدرعة بتجرى والناس بتنزل من على الكوبرى وتتجه فى الشارع الممتد لرمسيس».
وأضافت آية «المدرعة كانت بتطلق رصاص حى على الناس إللى فى الجنينة»، «وقفت مذهولة وبدأ ناس يزقونى اجرى يا بنتى، ادخلى مسجد النور».
من خلال شبابيك المسجد، راقبت آية الوضع فى الخارج «قعدنا نبص من الشبابيك، لقينا قوات الشرطة عسكرية وصاعقة وفرقة 777، إللى بتخبى عنيها محوطة المسجد من كل الجهات».
وأضافت خلال شهادتها «أقسم بالله العظيم أن هذا حدث، وكان معايا كاميرا متصور بها كل شىء لكنها أخذت منى»، واستكملت الجنود كانوا بيقولوا «أنتوا فاكرين أن بيت الله هيحميكم هندخل وهندبحكم».
لم تمر ثوان معدودة حتى اقتحم الجنود مسجد النور، بحسب رواية آية «ثوانى وحصل اقتحام، وهذا كان الاقتحام الأول، أقسم بالله العظيم، دخلوا المسجد بالبيادات».
«بعدين جه قادة للعساكر زعقوا فيهم وقالوا: إزاى تدخلوا بالبيادات، وخرجوهم وبقى ضباط جيش بزى مدنى داخل المسجد».
وتضيف آية «جاء ضابط جيش لابس لبس مدنى وبدأ يسألنى أنت مين؟ وإيه إللى قعدك هنا؟ قولت له: أنا طبيبة ومعايا كارنيه النقابة، وبعمل فى مستشفى القوات المسلحة».
وفقا لما ذكرته آية فإن «ضابط الجيش: قاللى ماتخفيش مش هيحصل أى حاجة».
بعد دقائق قليلة حدث الاقتحام الثانى للجنود بعدما خلعوا البيادات، بحسب رواية آية، التى أضافت «دخلوا يلموا الناس بسب وضرب».
وتستكمل قائلة: «الضابط جاء فى اتجاهى وقال لى: تعالى واحنا هنطلعك برة؟ فكانت إجابتى: لا، أنا لو طلعت هندبح أنا مش خارجه، قاللى: لا إحنا عندنا إخوات بنات متخافيش إحنا مش بلطجية، المهم أخدنى على جنب وسألته: وبقية الناس دى؟ قاللى: ملكيش دعوة خليكى فى حالك».
مرة أخرى عاد الضابط إلى آية «كان اسمه شريف، قاللى: هعاملك معاملة زى الفل».
وأضافت «بدأت تدخل قوات الجيش للمسجد، ويتفقدوا المكان وأمام عينى مطلعوش بأى سلاح ولا أى حاجة»، متابعة «ثم فوجئت بأن واحد من الصاعقة بيلوح بالسلاح فى الهواء، وانبطح على الأرض وأطلق الرصاص على مصلى السيدات واكتشفت أن الرصاص أصاب واحدة اعتقلت معانا فى ذراعها».
بعد هذا الحوار القصير خرجت آية إلى سلالم مسجد النور «خرجنى على السلم بره، عند الجنود وأول حاجة عملها الجندى، حاول يشد الحجاب من عليّا، لولا أننا مسكته قولتله: مينفعش تعمل فيّا كده».
إلى أن جاء فرد ال3 سبعات، بحسب آية، «بتاع 777، بعتنى فى قلب الجنود، مقولش إيه اللى حصل على سلم مسجد النور، ليا ولبنات أخريات كانت معايا والرجالة».
وتروى آية ما حدث لها داخل عربية الجيش: «مش قادرة أقولكم على إللى حصل لنا جوه العربية، من ضرب وتعذيب وتحرش وإهانات لفظية وجسدية وسب وقذف وإصدار أصوات بذيئة، لدرجة أن أحد العساكر كان يجلس بركبتيه على جسدى، وتعدى عليا وشدلى السلاح لو فتحت بوقى هيقتلنى، ويوم ما اعترضت ضربنى بالكوع فى عينى، لحد ما ورمت».
ووصفت آية لحظة وصول السيارة إلى المقر التابع للشرطة العسكرية، قائلة: «كان فى احتفال غير عادى، العساكر كانوا بيقولوا: «رجالة رجالة»، اكنهم قبضوا على يهود، وعاملين يشتمونا ويفتحوا الشباك ويحاولوا يتحرشوا بينا، وتم تهديدنا بالتعدى علينا جسديا وتم تهديدنا بشكل كبير».
تهديدات بحسب آية وصلت لحد أن «قالوا: إللى هتفتح بقها هتترمى للجنود إللى بره وهيا عارفة هيحصل لها إيه».
وأضافت آية «عندما جاء المحامون لنا كانوا يخبرونهم أننا سنخرج الفجر، وعرفنا أنا قرار حبسنا كان جاهزا قبل ما نأتى للنيابة»، بهذه الجملة أنهت آية جزء من شهادتها على الأحداث.
ولكنها فضلت أن تعلّق تعليقا واحدا قائلة: «سأتحدث من خلال مهنتى كطبيب نفسى، شهدت القادة بيقولوا للعساكر: زمايلكم ذبح منهم 300، ثم يقولوا: دول إللى ذبحوا العساكر، ومستشفى كوبرى القبة مليانة عساكر».