قبيل ساعات من مناقشة الكنيست (البرلمان) الإسرائيلى لمقترح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بتبكير الانتخابات البرلمانية إلى الرابع من سبتمبر المقبل، توصل نتنياهو، زعيم حزب الليكود، إلى صفقة مع زعيم حزب كاديما المعارض، شاؤول موفاز، ينضم بموجبها الأخير إلى حكومة وحدة وطنية موسعة. وأعلن نتنياهو وموفاز عن هذا الاتفاق فى مؤتمر صحفى أمس، مشددين على أهمية «هذه الحكومة الواسعة» لإسرائيل داخليا وخارجيا. وقد أقرت كتلتا الليكود وكاديما البرلمانيتان هذا الاتفاق، الذى يؤمن لنتنياهو غالبية برلمانية مريحة، ويرفع عنه عبء المطالب المتعددة للأحزاب اليمينية الصغيرة التى كان يتحالف معها، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
وينص الاتفاق، الذى توصلا إليه عبر اتصالات سرية خلال الأيام الماضية، على تعيين موفاز نائبا أول لرئيس الوزراء، ووزيرا بدون حقيبة، وانضمامه لجميع اللجان الوزارية المهمة، على أن يتولى نواب كاديما رئاسة لجنتى الخارجية والأمن والاقتصاد بالكنيست.
كما ينص على أن يحل قانون جديد محل «قانون تال»، الذى يعفى الشباب اليهود المتشددين دينيا (الحريديم) من الخدمة العسكرية؛ ما ينذر بصدام مع التيارات الدينية المتشددة فى الائتلاف الحاكم. إضافة طرح مشروع قانون بتعديل النظام الانتخابى حتى أواخر العام الجارى، ما يعنى أن الانتخابات المقبلة المقررة بعد نحو عام ونصف العام ستجرى وفقا للنظام الجديد، إضافة إلى تفاهمات ثنائية فى قضايا اقتصادية واجتماعية مختلفة.
وبموجب الاتفاق، تعهد كاديما بعدم الانسحاب من الائتلاف حتى انتهاء ولاية الكنيست الحالى، واتفق الحزبان على السعى لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وربما ينعكس هذا التحالف على الموقف من البرنامج النووى الإيرانى؛ لكون موفاز ليس من المتحمسين لتوجيه ضربة عسكرية منفردة للمنشآت النووية الإيرانية.
وهو التحالف الذى هاجمته بشدة أحزاب المعارضة؛ اعتبرته رئيسة حزب العمل، شيلى يحيموفيتش، «التواء سياسيا يثير السخرية بصورة غير مسبوقة»، ووصفه النائب العمالى، يتسحاق هرتسوغ، ب«تحالف الجبناء»، متعهدا بالعمل لإسقاطه.
ورأى النائب عن كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، دوف حنين، أن هذا التحالف «يكشف ممارسات سياسية قائمة على المناورات والألاعيب»، محذرا من أنه «قد يمهد لشن حرب على إيران». فيما اعتبر النائب عن كتلة الاتحاد الوطنى اليمنية المتشددة، ميخائيل بن أرى، أن «حكومة الوحدة الوطنية تعد تطورا ضارا بمشروع الاستيطان».
أما النائبة العربية فى الكنيست، حنين الزعبى، فرأت فى تصريحات ل«الشروق» عبر الهاتف، أن «هذا التحالف سيكون الأخطر خطورة على القضية الفلسطينية والعربية عامة». الزعبى أوضحت أن «كاديما ليس جادا فى منح الفلسطنيين حقوقهم، وأقصى ما يعرضه هو أقل من أدنى ما قد يقبله الفلسطينيون»، مضيفا أن «موفاز وضع قضية تجنيد الشباب اليهود المتشددين على قمة أجندته، وليس القضية الفلسطينية».
بينما، وبحسب النائبة العربية، «سيستغل نتنياهو هذه الحكومة الواسعة لإجبار (الرئيس الأمريكى باراك) أوباما على وضع الملف الإيرانى وحالة عدم الاستقرار فى المنطقة بعد ثورات الربيع العربى على قمة أولوياته، وربما يصل الأمر إلى حد توجيه ضربة عسكرية لطهران»، خاتمة بأن «موفاز داخل هذا التحالف كطرف ضعيف وليس ندا لنتنياهو، لذا سيظل الأخير مهيمنا على الائتلاف الحاكم، ولا سيما فى القضايا الخارجية».