سارعت عواصم العالم إلى الترحيب بانتخاب الاشتراكى، فرانسوا أولاند، رئيسا لفرنسا بعد أن أطاح أمس الأول بالرئيس اليمينى المنتهية ولايته، نيكولا ساركوزى، ليعود اليسار إلى الإليزيه بعد 17 عاما من الغياب، فى خطوة ربما تغير اتجاه بقية دول القارة العجوز نحو اليسار. وبذلك أصبح أولاند (57 عاما)، الذى سيؤدى اليمين منتصف الشهر الحالى، الرئيس السابع للجمهورية الخامسة، وسيقود لخمس سنوات دولة كبرى تمتلك السلاح النووى ومقعدا دائما فى مجلس الأمن، وتلعب دورا رئيسيا فى الاتحاد الأوروبى. وهاتفيا اتصلت به المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، معبرة عن تطلعها ل«تعاون جيد تسوده الثقة»، وداعية إياه لزيارة برلين «فى أقرب وقت ممكن».
ويتعرض هولاند وميركل لضغوط أوروبية لتجاوز الخلافات الأيديولوجية؛ إذ يعرض أولاند نهج برلين فى معالجة الأزمة المالية التى تعصف بعدة دول أوروبية عبر فرض سياسات تقشفية. ورحب بانتخابه أيضا كل من رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، ونظيريه الإسبانى المحافظ ماريانو راخوى، والإيطالى ماريو مونتى، معربين عن رغبتهم فى إقامة علاقات مثمرة مع باريس. مونتى اعتبر أن نتائج انتخابات فرنسا واليونان «تفرض مراجعة السياسة الأوروبية بشأن النمو».
وفى الدنمارك، التى تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى، هنأت رئيسة الوزراء الاشتراكية، هيلى ثورنينغ شميدت، أولاند، مؤكدة تطلع بلادها لتعاون «وثيق» معه لتحسين فرص العمل والنمو بأوروبا». كما هنأه أيضا رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه باروسو «بحرارة»، ووصف انتخابه ب«المهم»، وأشار إلى أنه يتقاسم معه «نفس الأهداف» لإطلاق الاقتصاد الأوروبى المتعثر.
أمريكيا، أبدى الرئيس الأمريكى باراك أوباما رغبته فى «العمل الوثيق مع أولاند بمجال الاقتصاد والأمن»، ودعاه لزيارة البيت الأبيض لعقد اجتماع قبل قمتى مجموعة الثمانى وحلف شمال الأطلسى (الناتو) اللتين تستضيفهما الولاياتالمتحدة بعد أسبوعين.
كما هنأه رئيس الوزراء الكندى ستيفن هاربر، واتفق معه على عقد لقاء ثنائى قريب. وفى البرازيل، رحبت الرئيسة العمالية ديلما روسيف بانتخاب أولاند، مشيدة باقتراحاته لمعالجة الأزمة الأوروبية. وهنأه أيضا الرئيس الفنزويلى الاشتراكى هوجو شافيز، معتبرا أنه بفوزه «جدد الشعب الفرنسى التأكيد على نزعته الجمهورية التى تقوم على إعلاء رغبته السياسية على حتمية الأسواق، والحس الاجتماعى على الواردات المالية، والعدالة والتضامن على الإقصاء».
كما هنأه أيضا الرئيس الجزائرى، عبد العزيز بوتفليقة، والجنوب أفريقى جاكوب زوما، معربين عن رغبتهما فى العمل معه. وفى إسرائيل، هنأت رئيسة حزب العمل المعارض، شيلى ياشيموفيتش، أولاند على فوزه، قائلة إن «فوزكم هو تشجيع لنا وسيكون مثالا لنا». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، قد دعا مساء أمس الأول إلى انتخابات برلمانية مبكرة اقترح أن سبتمبر المقبل موعدا لها.
صلاحيات الرئيس
رئيس الدولة الفرنسية هو راعى دستور البلاد، والمشرف على تسيير السلطات العامة، وضامن استمرارية الدولة، بالتالى فإنه حامى استقلال الوطن ووحدة أراضى البلاد.
ويمنح الدستور الفرنسى رئيس الدولة صلاحيات واسعة، لا سيما فى مجالى السياسة الخارجية والدفاعية. ومن سلطاته الأساسية، تعيين رئيس الوزراء وأهم مسئولى الإدارة.
ورئيس الدولة قادر على حل مجلس النواب (الجمعية الوطنية)، وعلى دعوة البرلمان لعقد جلسات استثنائية، وهو الذى يضمن استقلال القضاء، ويترأس مجلس القضاء الأعلى، ويتولى التفاوض بشأن المعاهدات الدولية والمصادقة عليها، ولديه سلطات استثنائية فى حالات الأزمات الحادة.
وعلى الرئيس، وفقا للصلاحيات المحددة أساسا فى دستور 1958، أن يتقاسم بعض صلاحياته مع رئيس الوزراء، لكن تفعيل هذا المجال المشترك فى تقاسم سلطات رئيس الدولة يرتبط بعدة شروط، منها طبيعة العلاقة بين الاثنين، والجو السياسى العام، وطبيعة العلاقة بين رئيس الدولة والأغلبية البرلمانية.