فيما كان ميدان القائد إبراهيم وسط الإسكندرية، قبلة المتظاهرين والذى تتجه له الأنظار فى كل فعالية، حصدت المنطقة الشمالية الأهمية الأكبر حيث مقر اعتصام الحركات السياسية، أمس، فضلا عن إلقاء الشيخ أحمد السيسى أحد شيوخ الدعوة السلفية، خطبته أمام المتظاهرين والمعتصمين وعدد من أنصار الشيخ حازم أبوإسماعيل ممن تواجدوا هناك. ووصل عدد المشاركين فى جمعة الزحف قرابة 5 آلاف شخص، أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، تنديدا بسياسات المجلس العسكرى التى وصفوها بالخاطئة. مؤكدين أن دماء الشهداء خط أحمر، ولا يمكن التصالح فيها، داعين إلى ضرورة تسليم السلطة فى موعدها، ومحذرين من المساس بنزاهة الانتخابات الرئاسية، والتأكيد على أن الدستور ملك للشعب بأكمله.
فيما غابت الدعوة السلفية بالإسكندرية، عن المليونية، استجابة للبيان الذى أصدرته عبر موقعها الرسمى، وخاطبت أنصارها فيه بالقول: نظرا للاحتقان الحالى الذى لا يُضمن معه التصرف الحكيم فى المليونيات، رأت «الدعوة السلفية» عدم المشاركة فى «مليونية الزحف»، إلا لمن كان قادرا على التهدئة والحوار الناضج الذى يمنع التخريب والفوضى، وأهابت بالجميع ضرورة الحفاظ على الدماء، والأموال العامة والخاصة، والأعراض، وناشدت المواطنين بضبط النفس، وتقديم مصلحة البلاد العليا على كل المصالح الشخصية، والفئوية، والحزبية».
وفى أول خطبة جمعة يلقيها الشيخ أحمد السيسى، قال «كيف تتم إراقة دماء هؤلاء المعتصمين المعصومة دماؤهم، خاصة أن القانون المصرى يكفل لهم حرية التظاهر وحرية الاعتصام فى أى مكان».
وفتح السيسى النار على زيارة الوفد المصرى للسعودية، واصفا الزيارة بالخنوع، ومقابلة خادم الحرمين بالتسول، قائلا «100 عضو مجلس شعب يذهبون للسعودية لتسول مطلب عودة السفير، وعلى بعد أمتار منهم المصريون يقتلون ولم يذهبوا اليهم، رغم أنهم الذين أوصلوهم لمقاعدهم، ووصف نظام الكفيل بنظام العبيد، قائلا «المصريون يعاملون بعنصرية فى السعودية»، وقال «انتهى زمن تقبيل الأيدى»، مختتما خطبته بوصف ما يحدث ب«مهازل السياسة المصرية».
وأكد السيسى على أن المجلس العسكرى أراد أن يتحول الشعب المصرى لمجموعة من القتلة، يقتل بعضه بعضا، ويقف هو موقف المتفرج، محملا العسكرى المسئولية عن الخلل التام فيما يحدث فى البلاد، وضرورة أن يتحرى عن هؤلاء القتلة وتتبعهم، كونه المسئول الرسمى فى البلاد عن تأمين المعتصمين.
وعقب انتهاء الصلاة خرجت القوى السياسية المشاركة فى المليونية: «الإخوان المسلمين وحزبها «الحرية والعدالة»، الجماعة الإسلامية وحزبها «البناء والتنمية»، حركة الإسلاميين الثوريين، حزب المصريين الأحرار، حركة 6 أبريل، وكفاية، حزب الإصلاح والتنمية، حملة سليم العوا، حزب الوسط، الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ائتلاف شباب الثورة، الائتلاف المدنى الديمقراطى، ومستقلون»، فى مسيرة اتجهت صوب مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية.
من جانبها أكدت سارة عرفات منسق الحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير «لازم» بالإسكندرية، أنهم طالبوا مرارا وتكرارا بضرورة «تسليم السلطة للمدنيين فى أقرب وقت ممكن، ووضع دستور يتوافق عليه كل المصريين، وعلى المجلس العسكرى أن يلتزم بذلك، مع ضرورة أخذ مواقف واضحة وصريحة تجاه ما يحدث، والعمل على وقف نزيف الدماء الذى لن يؤدى سوى إلى الخراب والدمار، ومزيد من الضحايا الأبرياء، وحملته المسئولية الكاملة عما يحدث من فوضى ودماء، مطالبة شباب الثورة بمحاولة ضبط النفس والتريّث حرصا على مستقبل مصر.
وأصدرت حركتا: كفاية و6 أبريل بالإسكندرية، بيانا حملت فيه المجلس العسكرى مسئولية ما يحدث من فوضى فى مصر، واعتبرتا أن «العسكرى» يستخدم «الأحداث الراهنة» كذريعة لتأجيل الانتخابات الرئاسية، وهو ما دعاهم إلى الدخول فى اعتصام «سلمى» مفتوح منذ مساء الأربعاء الماضى أمام مقر المنطقة الشمالية العسكرية، تضامنا مع معتصمى ميدان العباسية، وللتأكيد على مطالبهم المشروعة، والتنديد بالمجزرة التى ارتكبت فى حق المعتصمين السلميين، وأدت إلى سقوط القتلى والمصابين.