يتسابق المرشحون الإسلاميون للرئاسة منذ بداية السباق على الحصول على دعم القوى الإسلامية المختلفة، لاسيما التيارات السلفية، فى الانتخابات المزمع إجراؤها فى 23 و24 مايو المقبل، وهو ما دفعهم للتأكيد مرارا وتكرارا على تعداتهم بتطبيق الشريعة الإسلامية حال الوصول إلى كرسى الرئاسة، وهو الشرط الأول الذى اشترطته التيارات السلفية على المرشحين.وبحسب المصادر فإن القوى السلفية التى أعلنت دعمها مرشحا إسلاميا بعينه، وانقسمت بين أغلبية تناصر عبدالمنعم أبوالفتوح، وأقلية تدعم محمد مرسى، وأخرى لم تحسم رأيها بعد، فإن كل مرشح تعهد بشكل قاطع بتطبيق الشريعة الإسلامية ونظام الاقتصاد الإسلامى، والعلاقات مع الشيعة وإيران، وغيرهما.. ما يصب فى مصلحة المشروع الإسلامى.. وإذا كانت التيارات السلفية نصرت أحدهم لتعهده بتطبيق الشريعة، فهل ينصر الله من نصره السلف؟. عقب سلسلة من اللقاءات مع عدد من المرشحين «الإسلاميين»، حسمت الدعوة السلفية بالإسكندرية قرارها وأعلنت دعم القيادى الإخوانى السابق، عبدالمنعم أبوالفتوح، فى السباق الرئاسى، باعتباره الأوفر حظا والأقرب لها فكرا، على الرغم من تبنيه خطابا منفتحا على التيارات الليبرالية، وهو الأمر الذى كان يثير حفيظة الدعوة السلفية سابقا.
وأثار قرار الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب «النور» بدعم أبوالفتوح جدلا حادا داخل الأوساط الإسلامية، وقالت مصادر بالدعوة إن القرار الذى صدر بعد مناقشات حادة بين أعضاء الدعوة والحزب، بنى على عدة أسباب أهمها الحد من محاولات جماعة الإخوان للسيطرة على معظم مفاصل الدولة «برلمانا وحكومة ورئاسة»، فضلا عن إصرار عدد من نواب حزب «النور» وقياداته على الخروج من عباءة الإخوان، حيث طالتهم مؤخرا اتهامات من قوى سياسية عديدة أنهم يسيرون خلف الجماعة ولا يتخذون قرارا إلا بعد الرجوع إليها.
ويحظى إعلان دعم الدعوة السلفية لأبوالفتوح بأهمية بالغة، باعتبارها أكبر هيئة فكرية وتنظيمية سلفية فى مصر، تنتشر بشكل واسع فى محافظات الوجه البحرى فضلا عن وجودها فى مختلف محافظات الجمهورية.
وتتشكل قيادة الدعوة السلفية من مجلس أمناء يضم ستة من المشايخ الذين أسسوا الجماعة، أبرزهم الشيخ محمد أبوإدريس، والشيخ ياسر برهامى، والشيخ أحمد فريد، والشيخ أحمد أبوحطيبة، والشيخ سعيد عبدالعظيم، والشيخ محمد إسماعيل المقدم.
وعقب ثورة 25 يناير تم انتخاب مجلس شورى للدعوة السلفية، على أساس التوزيع الجغرافى، جاء على رأسه الشيخ أبوإدريس، ونائبه الأول برهامى، والثانى عبدالعظيم، فضلا عن 12 عضوا آخرين أبرزهم الشيخ على غلاب، والشيخ محمود عبدالحميد، وشريف الهوارى، وسعيد حماد، وعبدالمنعم الشحات، المتحدث الرسمى باسم الدعوة.
وعن معايير اختيار الدعوة لأحد المرشحين الرئاسيين عقب لقائه بعدد منهم فى خيمة الدعوة الشهيرة بمقرها بالإسكندرية، أكد الشيخ على غلاب عضو مجلس إدارة الدعوة ل«الشروق»: أن أعضاء الدعوة جلسوا مع كل المرشحين للرئاسة، ورفضوا إعلان دعم أحدهم فى وقت مبكر لأن جميعهم كانوا محتملين، وأرجأت إعلان موقفها الرسمى لما بعد انتهاء فترة الطعون.
وأشار غلاب إلى أن الدعوة جلست مع المرشحين أكثر من مرة، وكان حازم صلاح أبوإسماعيل المرشح المستبعد من سباق الانتخابات الرئاسية الأوفر حظا من هذه اللقاءات حيث جلسنا معه أربع مرات، وكانت أغلب اللقاءات تستمر من العاشرة صباحا وحتى صلاة العشاء.
ويوجه مشايخ الدعوة السلفية للمرشحين فى خيمتهم الشهيرة مجموعة من الأسئلة، أولها، متعلق بالتعريف بنفسه وما الذى دعا المرشح لخوض الانتخابات، بحسب غلاب الذى أوضح أن هذا السؤال يوضح قدراته وإمكانياته وشخصيته، مؤكدا أن أعضاء مجلس إدارة الدعوة وعدد من قادة حزب «النور» بالإضافة إلى متخصصين فى كافة المجالات يتولون تحليل الجوانب الشخصية لكل مرشح ويضع كل منهم تقديره.
وبسؤاله عن مدى التحقق من صدق ما يقوله المرشح، قال غلاب «كل شخص يتكلم كيفما يشاء، ولكن الذى يحدد صدق كلامه هو برنامجه وكيفية تطبيقه على أرض الواقع وهل لديه مشروع متكامل الأركان أم لا».
وأضاف غلاب «نتحدث مع كل مرشح عن عدة قضايا شائكة، مثل تعامله مع المجلس العسكرى، ومع باقى المرشحين الرئاسيين، وموقفه من العلاقة مع إسرائيل وأمريكا وإيران، فضلا عن رؤيته لحل مشكلات مصر».
وقال غلاب «لم نختار مرشحنا لطموحاته فقط، ولكن المرشح صاحب المشروع الإسلامى الأقرب فكرا لنا، وهم أيضا ليسوا مستوى واحد، وهو ما يتضح من خلال الملامح العامة لبرامجهم»، كاشفا أن «خيرت الشاطر مرشح الإخوان المستعبد كان أفضل المرشحين بالنسبة لقيادة الدعوة السلفية نظرا لما لديه من برنامج متكامل ويتسم بالشمولية فى الطرح».
وتابع: كانت هناك شوائب وعلامات استفهام فيما يخص موقف الشاطر من الشيعة، وحزب الله، وعلاقة الجماعة بحماس وإيران، مؤكدا أن «هناك فرقا كبيرا بين إمكانيات الشاطر، ومحمد مرسى على الرغم من أنهم يعبرون عن جماعة واحدة».
وعن آليات الاختيار، قال غلاب «لدينا ملف كامل لكل مرشح جلسنا معه، ونراعى الأنسب للمرحلة الحالية وليس الأفضل على الإطلاق، وأكثرهم فرصة للنجاح».
وأكدت مصادر قريبة من الدعوة السلفية أن المرشح محمد سليم العوا لم يحظ بدعم مشايخ الدعوة لعدة أسباب أهمها ضعف موقفه الانتخابى، والشبهات حول علاقته بالشيعة وحزب الله.