قالت محكمة أوروبية يوم الأربعاء إن "أبو قتادة" الأردني قد أقام دعوى استئناف في اللحظات الأخيرة للطعن في ترحيله من بريطانيا وهو ما قد يعرقل آمال بريطانيا في إجلائه بسرعة. ورفضت بريطانيا الخطوة باعتبارها وسيلة للتعطيل يقوم بها أبو قتادة وقالت إنها ستعارض الطعن الذي قدمه للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في أحدث فصل في النزاع الطويل بشأن ترحيله والذي تسبب في إحراج لندن.
وألقت بريطانيا القبض على أبو قتادة يوم الثلاثاء وقالت إنها ستواصل محاولة إرساله إلى الأردن حيث يواجه تهم الإرهاب بعد الحصول على ضمانات من عمان بأنه سيلقى محاكمة عادلة.
وقال مصدر في المحكمة التي يوجد مقرها في ستراسبورج إن الطلب الذي قدمه أبو قتادة وصل إلى المحكمة بطريق الفاكس قبل ساعة واحدة من الموعد النهائي المقرر في منتصف ليل الثلاثاء وإنه عومل كأولوية. مضيف أن بريطانيا التي ترغب في ترحيل أبو قتادة قبل 30 أبريل لا يجوز لها ترحيله ما دام استئنافه منظورا أمام المحكمة الأوروبية.
وتحاول الحكومة البريطانية التخلص من أبو قتادة منذ أكثر من عقد على الرغم من العديد من العقبات القانونية، وتقاوم الحكومة ضغوطا من بعض السياسيين لتجاهل المحكمة الأوروبية وترحيل أبو قتادة قبل أن تستضيف لندن دورة الألعاب الأولمبية في يوليو وأغسطس.
وكان أبو قتادة خاضعا تقريبا للإقامة الجبرية في منزل أسرته في لندن منذ فبراير حينما أفرج عنه من سجن بريطاني بعد أن قالت محكمة إن حبسه من غير محاكمة مخالف للقانون.
ورفض قاض في المحكمة المختصة نفسها الإفراج بكفالة عن أبو قتادة يوم الثلاثاء قائلا إن احتمال ترحيله الوشيك "زاد كثيرا" من خطر أن يحاول الفرار سرا.
وكان قضاة في المحكمة الأوروبية قد قضوا في يناير أن أبو قتادة لن يلقى محاكمة عادلة في الأردن لأن الأدلة التي تدينه ربما تم الحصول عليها باستخدام التعذيب.
وتستند دعوى الاستئناف التي أقامها في اللحظات الأخيرة إلى جزء من ذلك الحكم، بينما تقول وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي إن هذا الاستئناف هو وسيلة للتعطيل من جانب أبو قتادة.
وقالت ماي لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "أنا أريد وضعه على طائرة متجهة إلى الأردن وأعلم أن هذا ما يريده المواطنون البريطانيون".
وكان قاضي المحكمة العليا في إسبانيا قد وصف أبو قتادة في عام 2004 بأنه "الساعد الأيمن لابن لادن في أوروبا".
وتقول بريطانيا إن أشرطة فيديو لخطبه وعظاته عثر عليها في شقة سكنية في ألمانيا استخدمها 3 من الرجال الذين نفذوا هجمات القاعدة على الولاياتالمتحدة في 11 من سبتمبر عام 2001.
وينفي أبو قتادة، الذي أدانه الأردن غيابيا بالتورط في مؤامرات إرهابية، انتماءه إلى القاعدة. ويقول محامون ودعاة حقوق الإنسان في الأردن إن أبو قتادة أدين غيابيا في وقت كانت فيها أجهزة الأمن القوية تعتقل مئات الإسلاميين دون اعتبار لضمانات قانونية أو أدلة.