أثارت زيارة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية للقدس، استياء وغضب العديد من القوى السياسية؛ حيث اعتبرها البعض انتهاجًا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ووصفها آخرون ب" الخزي والعار"؛ نظرًا لما تحمله من معاني تتنافى مع تطلعات الشعب المصري الذي يأمل في عدم التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل. «بوابة الشروق» استطلعت آراء سياسيين حول زيارة الشيخ علي جمعة إلى القدسالمحتلة..
الجبهة السلفية: عار على المسلمين أجمعين. أكد الدكتور أحمد سعيد، المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية، أن الدكتور علي جمعة كان يجب عليه رفض قبول الدعوة والسفر إلى أراضي "العدو"، معتبرًا ذلك في تصريحات خاصة ل«بوابة الشروق»، أن ذلك "عار على المسلمين أجمعين، ويجب علينا التصدي له ومنعه بأية طريقة".
وطالب سعيد بعزل المفتي فورًا، باعتباره "أحد رموز الفساد الذين أتوا في عهد مبارك الظالم، ولا يجب أن يستمروا بعد ثورة الشعب المصري العظيمة في 25 من يناير".
جماعة الإخوان: نأسف للزيارة. من جانبه، قال الشيخ عبد الخالق الشريف، رئيس قسم نشر الدعوة بجماعة الإخوان المسلمين، وعضو مجلس شورى الجماعة: "إن الجماعة تأسف لهذه الزيارة مهما كانت المبررات"، مشيرًا في تصريحاته ل«بوابة الشروق» إلى أنه من المعرف أن من يدخل القدس يحصل على تأشيرة إسرائيلية، وهذا أمر محزن جدًا.
وأضاف الشريف: "طالما أنه لم يذهب إلى هناك لأداء فريضة أو أداء أمر حتمي يخص المسلمين، فما الضرورة من الزيارة"، وقال: "إن الأمر الذي ذهب المفتي ليفتتحه في القدس من الأمور المظهرية أكثر من أي شئ آخر".
وهو ما أكده حزب النور في بيان له؛ حيث اعتبر أن زيارة المفتي تعد كسرًا لحالة الإجماع الشعبي في مقاطعة زيارة القدس، ما دامت تحت طاولة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا أن المفتي بهذا العمل لوّث منصب مفتي الديار، التي تعتبر "جريمة في حق هذا المنصب".
انتكاسة لجميع الأعراف والتقاليد: أما النائب الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب، قال في تصريح خاص ل «بوابة الشروق»: "إن ما حدث من فضيلة المفتي يمثل انتكاسة لجميع الأعراف والتقاليد التي تربى عليها الشعب المصري"، مشيرًا إلى أنه لا يجوز بأي حال أن يأخذ تأشيرة من سلطات الاحتلال لتسمح له بالدخول، فهذا يعد تطبيعًا فجًا يرفضه المصريون جميعًا.
وأضاف إدريس، أننا لم نسمع أي تعليق من فضيلة المفتي أو أسف يشفي غليل الشعب المصري، مشيرًا إلى أن إخواننا المسيحيين والبابا شنودة، كان يرفض أن يزور أي قبطي للأراضي المحتلة، إلا بعد جلاء الاحتلال منها.
وطالب رئيس لجنة الشؤون العربية، المفتي بعدم تكرار تلك الأفعال وتقديم المبررات الكافية للشعب المصري، ردًا على ذلك العمل المشين.
يذكر أن الدكتور إبراهيم نجم، المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية، قد أعلن في وقت سابق، أن زيارة الدكتور علي جمعة لمدينة القدس وصلاته بالمسجد الأقصى لا تعني التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأنها جاءت في إطار علمي غير رسمي، نافيًا أن يكون المفتي قد حصل على تأشيرة دخول من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن المفتي زار القدس ضمن وفد من الديوان الملكي الأردني، المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف، ولا يحتاج لأية تأشيرات أو إذن للدخول.