قال مسؤولون فلسطينيون كبار: "إن من المحتمل إلغاء أو تأجيل اجتماع مزمع اليوم الثلاثاء بين رئيسي الوزراء الفلسطيني سلام فياض والإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن رفض فياض الحضور. وأضاف المسؤولون أن فياض يخشى أن ينظر إليه على أنه يتحاور مع إسرائيل في يوم بدأ فيه أكثر من ألف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية إضرابا عن الطعام؛ احتجاجًا على ظروف اعتقالهم. ولم يعلن مكتب نتنياهو تفاصيل بشأن توقيت أو مكان الاجتماع الذي من شأنه أن يكون أرفع محادثات مع الفلسطينيين، منذ انهيار مفاوضات السلام في 2010. لكن مسؤولين إسرائيليين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم؛ نظرا لعدم صدور إعلان رسمي بشأن المحادثات قالوا أمس الاثنين: "إن من المقرر عقد الاجتماع اليوم الثلاثاء".
وقال مسؤولون فلسطينيون إنه كان من المقرر أن يسلم فياض لنتنياهو رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتضمن الشكاوى الفلسطينية بشأن محادثات السلام المتعثرة، وتؤكد من جديد المطلب الفلسطيني بوقف البناء الاستيطاني. وأضاف المسؤولون الفلسطينيون أنه بدلا من ذلك قد يسلم صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الرسالة لمساعد كبير لنتنياهو في وقت لاحق اليوم، أو ربما يجتمع فياض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، في موعد آخر غير مشحون سياسيا.
وكان مسؤول إسرائيلي قال في وقت سابق: "إن نتنياهو سيؤكد مجددا دعوته لاستئناف المحادثات دون شروط مسبقة وللاجتماع مع عباس. وقد تكون رسالة عباس مقدمة لاستئناف تحرك فلسطيني من جانب واحد، من أجل الاعتراف بدولة فلسطينية في الأممالمتحدة، وهي محاولة جرى تعليقها في الخريف الماضي، وسط معارضة شديدة من واشنطن وإسرائيل."
وقال مسؤولون فلسطينيون: "إن الرسالة ستتهم إسرائيل بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة "خارطة الطريق" لعام 2003 التي اتفق عليها الطرفان، والتي تتضمن وقف الأنشطة الاستيطانية. وتنظر الحكومات الأجنبية إلى الرسالة بتوجس، وترحب بالاجتماع النادر رفيع المستوى بين الإسرائيليين والفلسطينيين لكنها تحذر من أية لغة تنطوي على تهديد.
وجمدت مفاوضات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة في أواخر عام 2010 بعدما رفض نتنياهو مطالب الفلسطينيين بتمديد تجميد جزئي لبناء المستوطنات كان قد فرضه بناء على طلب واشنطن، لحثهم على الدخول في المحادثات. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الرسالة نسخة مخففة من مسودات سابقة اقترحت أن تحل السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس نفسها أو تقطع العلاقات مع إسرائيل إذا لم يكن هناك أي تقدم.
ومع ذلك قد ينقل الفلسطينيون قضيتهم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد فشلهم في الحصول على التأييد اللازم في مجلس الأمن عام 2011 ورغم أن مجلس الأمن الذي تملك فيه الولاياتالمتحدة حق النقض الفيتو هو وحده الذي له سلطة منح العضوية الكاملة في الأممالمتحدة.