ساد توتر شديد، اليوم الأحد، في مدينة أم العرائس المنجمية جنوب غرب تونس؛ حيث اندلعت مواجهات جديدة بين شبان عاطلين عن العمل وقوات الأمن. واستؤنفت المواجهات صباح اليوم في بعض أحياء المدينة، ورشق الشبان عناصر الشرطة بالحجارة، فردوا عليهم بالغازات المسيلة للدموع. وفرضت السلطات حظر التجول، أمس السبت، في المدينة التي شهدت المواجهات الأولى بعد نشر شركة فوسفات قفصة، (وهي أكبر موفر لفرص العمل في المنطقة) لائحة بالأشخاص الذين تم اختيارهم للعمل فيها. وقد تقدم نحو ثلاثة آلاف عاطل عن العمل، في أم العرائس بطلبات عمل، ولم يتم قبول سوى 605 منهم. وتتجاوز نسبة البطالة في هذه المنطقة المنجمية التي تنتج الفوسفات، المعدل الوطني الذي تبلغ نسبته 19% فيما تظل هذه الشركة الوحيدة التي توفر فرص عمل.
ووقعت حوادث نهاية الأسبوع الماضي في القطار (وهي بلدة أخرى من الحوض المنجمي) بعد نشر لائحة أخرى بأسماء أشخاص تم قبولهم للعمل، وأحرق مركز شرطة خلال أعمال شغب. وفي المجموع تقدم نحو 28 ألف عاطل عن العمل إلى أربعة آلاف وظيفة وفرتها المجموعة الكيميائية التونسية التي تملك شركة الفوسفات، ووزعت النتائج على عدة أسابيع؛ تفاديا لوقوع حوادث.
وانتشرت تعزيزات أمنية منذ ستة أيام في الحوض المنجمي، تحسبًا لتلك النتائج. وفي نوفمبر الماضي أدى نشر نتائج توظيف أخرى إلى اندلاع أعمال شغب في بلدتين، إحداهما أم العرائس، أحرقت خلالها مراكز شرطة ومباني الشركة. وقد شهدت منطقة الحوض المنجمي في 2008 حركة احتجاج استمرت عدة أشهر قمعها نظام ابن علي بشدة. ويعتبر الكثير من المحللين تلك الاحتجاجات من بوادر الثورة التونسية التي أطاحت بنظام بن علي في 2011.